صَبَاحُكَ عِطْرٌ وَمِسْكٌ وَعَنْبَرْ
وَزَهْرٌ وَوَرْدٌ وَفُلٌّ وَسُكَّرْ
صَبَاحُكَ وَالْخَيْرُ دَوْمًا رِفَاقٌ
وَوَجْهٌ لِبَدْرٍ وَجِيْدٌ كَمَرْمَرْ
وَهَبَّاتُ عِطْرٍ مَتَىْ مِلْتَ مَالَتْ
وَشَهْدٌ بِثَغْرٍ لَهُ الْصُّبْحُ أَسْفَرْ
وَحُدْقٌ كَلَوْنِ السَّمَاءِ صَفَاْءً
كَحَبَّاتِ فَيْرُوْزَ بِالْحُسْنِ تُبْهِرْ
وَخَدٌّ أَسِيْلٌ بِأَصْبَاغِ وَرْدٍ
وَآيَاتُ حُسْنٍ لَهَا الرَّوْضُ أَزْهَرْ
وَسِنٍّ كَبَرْقِ الْمَرَايَا بِشَمْسٍ
وَحَبَّاتُ أَلْمَاسَ حُرٍّ وَجَوْهَرْ
وَتَاجٌ مِنَ الْلَّيْلِ يُضْفِيْ جَلَالاً
وَرِمْشٌ إِذَاْ مَالَ أَبْلَىْ وَأَسْكَرْ
صَبَاحُكَ سُكَّرْ
لَهُ الرُّوْحُ تَهْفُوْ لَهُ الْقَلْبُ يَشْدُوْ
وَإِنِّيْ عَلَىْ الْعَهْدِ مَهْمَا تَغَيَّرْ
فَمَا غَابَ عَنِّيْ وَمَا غِبْتُ عَنْهُ
إِذَا مَا نَسِيْتُ فَمَنْ أَتَذَكَّرْ؟!
وَمَا كَانَ قَوْلِيْ سِوَىْ شِبْهَ وَصْفٍ
فَمَا قُلْتُ عَجْزٌ وَقَدْرُكَ أَكْبَرْ
وَإِنْ عَاْتَبُوْكَ لِقُرْبِكَ مِنِّيْ
فَمَنْ ذَاْ بِحُبِّكَ يَاْ رِيْمُ أَجْدَرْ؟!
وَإِنْ رَقَّ دَهْرٌ وَإِنْ صَدَّ عَنَّا
فَحُبِّيْ وَحُبُّكَ لَنْ يَتَكَرَّرْ
إِذِا غِبْتَ عَنِّيْ أَتَحْسَبُ أَنِّيْ
أَعِيْشُ بِغَيْرِكَ ؟ لَا تَتَصَوَّرْ
فَدَعْ عَنْكَ لَوْمِي وَمَيْلَكَ عَنِّيْ
فَإِنِّيْ لِحبُّكِ لَنْ أَتَنَكَّرْ
وَإِنْ خَيَّرُوْا بِيْنَ رُوْحِيْ وَرُوْحِيْ
فَإِنِّيْ حَبِيْبِيْ أُحِبُّكَ أَكْثَرْ
صَبَاحُكَ سُكَّرْ