الحسين عبدالرازق : عن فقه الأولويات !

الحسين عبدالرازق : عن فقه الأولويات !
الحسين عبدالرازق : عن فقه الأولويات !
ماذا تحمل لنا الأيام في جعبتها، وماذا أعددنا في مواجهتها؟! سؤال فرض نفسه علي الجميع في ظل الظروف الراهنة، فالحرب في أوكرانيا لازالت دائرة، بكل ما فيها وبها وكل ما كان لها من آثار وتداعيات علي اقتصاد عالمي جريح طريح منهك، نالت منه الكورونا وفعلت به الأفاعيل! لقد بدأ العالم معركته مع الجائحة بالإغلاق والاحتراز،ثم انتحي منحي مغاير،واختار المواجهةمع شيئ من المواربة، وكان قراره الأخير هو الفتح الكامل والتعامل بالمزج المعقول ما بين الحذر والتجاهل! لم تكن بلدنا بالطبع في معزل عن العالم ولن تكون، فقد تأثرت بما حدث وتأثرنا نحن معها بكل الذي تأثرت به، يحسب للدولة المصرية مااتخذته من قرارات وما قامت به من إجراءات في مواجهة ذلك الوباء اللعين صاحب المتحورات الخمسة، يحسب أيضاً لدولتنا ما قدمته من جهود وما بذلته من مجهود من أجل توفيرالسلع والبضائع وإمداد الأسواق والمتاجر والمحال بها، وبكل ما قد يحتاجه المواطن خلال شهر رمضان الفائت كله وما قبله وبعده، لقد نجحت الدولة في تأمين المستلزمات والعمل علي انتظام الخدمات وقامت بمسئولياتها علي أكمل ما يكون، في وقت يئن فيه العالم من اشتداد الأزمات وازديادالصعوبات التي عادة ما تخلقها الحروب أوتجيئ متذيلة للأضطرابات والأوبئة أوالجوائح والكروب!
هناك زيادة في الأسعار، نعم هناك بعض الزيادة، 
ولا يمكن إنكارها كونها ملموسة ومحسوسة ومعلومة للجميع، ولكن هنالك حقيقة قد يتغافل البعض عن ذكرها وبات من الواجب الآن أن تكون معلومة للجميع ، هناك حالة من التضخم يعاني منها العالم بأسره من أقصاه إلي أقصاه، وموجة التضخم هذه التي ضربت اقتصاد العالم نالنا منها بعض الرذاذ كوننا جزء من العالم يسري علينا ما يسري علي أهله! أنا لن استرسل كثيراً في الحديث عن ما فات، لأن مايهمني الآن هو التدبر فيما هو آت، ما يهمني الآن هو الحديث عن الآن، الذي هو اليوم وغداً وما بعد الغد وما يتوجب علينا فعله إذا ما أراد الله وأحيانا ...  لست من أهل الإقتصاد ولن أفتي في الإقتصاد، لن أتطرق للحديث عن قرارات رفع الفائدة، ولا عن الأموال الساخنة وما تحدثه من فروق في اقتصادات الدول حال تدفقها أو هروبها، فجميعها أمور لا علم لي بها، وأنا لا أهرف بما لا أعرف، ما أعلمه تماماً الآن أنه هنالك ظرف عصيب يمر به العالم، ما أعلمه أيضاً أنه في الظروف الصعبة علينا جميعاً إحتضان الوطن والاصطفاف خلف القائد ليعبر بالسفينة وبنا إلي بر الأمان، تلك هي قناعتي، وهذا يقيني . 
قلنا أننا وباقي دول العالم نمر بظرف استثنائي،  وفي الظروف الصعبة هناك عدة خطوات ينبغي علي الجميع اتباعها إذا ما أرادوا النجاة بوطنهم، من بين تلك الخطوات تغيير أنماط الحياة، عبر التحول التدريجي إلي تفعيل فقه الأولويات "بمفهومه الدنيوي" وانتهاج مبدأ التوفير بكل ما يستتبعه ويترتب علي من اجراءات، في 
مقدمتها تقليص النفقات والاكتفاء بشراء الضروريات والحث علي زيادة الانتاج ومن ثم زيادة الصادرات والتقليل من الواردات، وهنا تجدر الإشارة إلي دور أجهزة الإعلام وتفعيله وتنشيطه أوتكثيفه، عبر اجراء الحوارا ت مع قادة الرأي الأصلاء، ورجال الدين الأجلاء، ورجال الأعمال الفضلاء، لقد أثرت الأوضاع الدولية علي اقتصادات الدول" كل الدول" وكان من بين آثارها ارتباك حركة النقل والتجارة، سواء ما أحدثته كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية من بعدها، وكل ماترتب عليهما من زيادة في أسعار القمح"ولولا حصافة الدولة المصرية" واستباقها للأحداث وحسن تصرفها ببناء الصوامع العملاقة لكان حالنا اليوم علي غير ما هو عليه الآن ونحمد الله  ...
أعود لأذكّر من جديد بضرورة اتباع فقه الأولويات وأؤكد علي ضرورة الالتزام بتطبيقه   .
حفظ الله مصرنا، وأعز قائدنا 
قائد جمع الحق والإيمان  .