أمينة خيري تكتب : فرصة «أكبر» للقطاع الخاص

أمينة خيري تكتب : فرصة «أكبر» للقطاع الخاص
أمينة خيري تكتب : فرصة «أكبر» للقطاع الخاص
القطاع الخاص شريك أساسى في التنمية. ليست هذه جملة يكتبها تلاميذ الإعدادى في موضوع التعبير، لكنها حقيقة وواقع في كل دول العالم التي تعتنق أيديولوجيات سياسية واقتصادية غير شيوعية.
والشيوعية بالمناسبة لا تعنى بالضرورة كفرا وإلحادا بقدر ما هي فكر يقوم على السيطرة الكلية على المجتمع وأفراده وموارده لتحقيق مساواة مطلقة بين الجميع لصالح المجتمع، ولا مجال فيه للحديث عن الملكيات الخاصة.
وللعلم أيضا، فإن الحزب الشيوعى الصينى- وهو أحد الأحزاب الشيوعية القليلة المتبقية في العالم- يعمل على تعزيز القطاع الخاص في الصين منذ سنوات، وهو ما يدل على تطور بقايا الشيوعية لتصبح أكثر مواكبة للطبيعة البشرية! وفى مصرنا العزيزة يلعب القطاع الخاص دورا بالغ الأهمية منذ قرون.
وهو يرتبط ارتباطا كبيرا باقتصاد مصر الوطنى، ولم لا والقطاع الخاص مصرى ورجاله ونساؤه مصريون والبيئة الاقتصادية والسياسية التي يعلمون فيها مصرية؟!، إلا أن العلاقة بين القطاع الخاص من جهة والنظام السياسى في أزمنة مختلفة، وكذلك بينه وبين المواطن من جهة أخرى لطالما شابها الكثير من المعضلات، تارة بسبب سوء الإدارة وأخرى لسوء الفهم وثالثة لسوء السلوك.
ونحمد الله كثيرا على معاودة طرح دور القطاع الخاص من قبل الرئيس والحكومة للنقاش العام، وذلك بعد طول غياب وطول تكهنات وطول شائعات وطول قيل وقال. وليس هناك أسوأ من أثر الشائعات والقيل والقال وضبابية الحقائق وتضارب التفسيرات على المال والأعمال والإنتاج والاستثمار المحلى والأجنبى. العقد الماضى كله شابه قيل وقال وتعثرات وخبطات وضبابية فيما يختص بالقطاع الخاص أكثر مما قدمه من إنتاج واستثمار.
وأثق كثيرا في علم ورأى ومواقف الدكتور زياد بهاء الدين- الذي أميل إلى الإشارة إلى منصبه السابق كرئيس الهيئة العامة للاستثمار أكثر من غيره من المناصب الكثيرة المهمة التي تولاها- وما يكتبه ويتحدث عنه في شأن الاقتصاد المصرى والاستثمار والقطاع الخاص.
وأشير هنا إلى ما قاله عن تعديل القانون الذي جرى في عام 2017 وأصبحت الهيئة بمقتضاه «هيئة غير مستقلة» وتبعه إلغاء وزارة الاستثمار وسلبها استقلالها وجعلها تابعة لمجلس الوزراء.
والاستقلال والحرية «المسؤولتان» هما الهواء الذي يتنفسه الاستثمار. والقطاع الخاص والاستثمار هما مفتاحا الحياة، ليس فقط لمواجهة البطالة وتوفير الاحتياجات المحلية، لكن لتحقيق الرفاة، حيث الإنتاج والتصدير وفتح أسواق جديدة وغيرها كثير.
المؤكد أن الإمكانات والمعطيات والفرص المتاحة في مصر، سواء البشرية أو الطبيعية أو الصناعية، قادرة على تقديم ما هو أفضل بكثير مما نحن فيه الآن. مفهوم بالطبع ما خضناه، ومازلنا، من فترات اضطراب سياسى واجتماعى وأزمة كوفيد- 19 ثم حرب أوكرانيا، لكن مازالت إمكاناتنا تفوق بكثير ما نحن فيه.
أغلب الظن أن إعطاء العيش لخبازه مع فتح الباب بدلا من النافذة المواربة سيؤتى ثمارا نستحقها ويراها الرئيس السيسى بوضوح.