بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : سنوات الخريف الأخيرة

بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : سنوات الخريف الأخيرة
بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : سنوات الخريف الأخيرة
استعرضنا فى الحلقات السابقة ما كتبه الراحل ياسر رزق عن تسلسل  الاحداث التى سبقت اقصاء الاخوان المسلمين عن  الحكم بسبب ثورة الشعب على حكم الجماعه الارهابيه وتوظيف امكانات الدوله لخدمه اهداف الجماعه والعشيرة فما كان من الجيش الا ان انحاز لنبض الشعب بعدما حاولت القوات المسلحه توجيه النصح والتقدم باكثر من تقرير رفع لرئيس الجمهوريه حين ذاك لمحاوله تقارب وجهات النظر وعمل تقارب بين الجماعه والشعب ولكن فشلت كل هذة المحاولات فما كان من القوات المسلحه الا الانصياع لرغبات الشعب واقصاء الجماعه الارهابيه عن الحكم وتولى رئيس المحكمه الدستوريه مهام رئيس الجمهوريه حتى عمل انتخابات جديدة  لاختياررئيس جديد.
بعدما خرج الشعب المصري فى موجات متتاليه فى تسونامي جارف من اجل رفض حكم الاخوان الديكتاتوري الذى اراد ان ينفرد بالسلطة هو وعشيرته فقط وأدار البلاد الى الهاوية فى المده التى كان فيها فى سده الحكم حتى فاض الكيل على كل مصرى حتى اعضاء حزب الكنبة الذى ليس لهم نشاط سياسي ولكن هنا تكمن عبقريه هذا الشعب عند الخطر فيهب الجميع لدرء هذا الخطر المحدق به 
فى خضم كل هذه الاحداث كان هناك مصريين وطنيين يرصدون ويحللون ولم ينفصلوا ابدا عن نبض الشعب من هؤلاء كان المجلس العسكري الذى ارسل العديد من تقارير تحليل موقف الى مكتب مرسى ولكن هذه التقارير كانت تذهب الىمكتب ارشاد الاخوان المسلمين فى المقطم ولم تصل اى منها الى قصر الاتحاديه وفى هذا الصدد قال السيسى ردا على انه كان يخطط للاطاحة بمرسى انه اذا كان ينوى هذا ويخطط له كيف كان يرسل كل هذه التقارير الى ألرئيس وهى التقارير التى تعرض المشاكل القائمة وتصور لكيفية حلها ..أيضا كيف يعطى السلطه مهلة محددة وهي أسبوع للعمل على حل الخلافات مع القوى السياسية المختلفة 
ولكن كل هذه المحاولات لم تؤتى ثمارها فكان لابد ان ينحاز الجيش الى اراده الشعب فما كان من القوات المسلحه الا ان تدعوا الى اجتماع قبل بيان ٣ يوليو اجتمع فيه كل اطياف التوجهات المصريه  السياسية بما فيهم الاخوان الذين رفضوا الحضور وتناول الجميع الحلول المطلوبة للخروج من كارثة الاخوان الارهابيه الى ان صدر بيان عزل مرسى وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا لادارة شؤون البلاد 
بعدها لم يكن هناك اى فرصة للحوار السياسي وخصوصا بعد إعتصام رابعه الذى كان دوله داخل دوله وقضى تماما على فكره المصالحة السياسية حتى كان من يذكر كلمه المصالحه يعتبر خارج عن اطار ثوره الثالث من يوليو
ويضيف الكاتب انه بعد بيان ٣ يوليو انه التقى الفريق السيسى قائد القوات المسلحه حين ذاك فى الواحد والعشرين من يوليو وحضر هذا الاجتماع اللواء عباس كامل والكاتب الصحفى عبد العزيز المنباوى واستمر هذا الاجتماع حوالى ١٢٠ دقيقه شرح فيها السيسى الأوضاع على الحقيقة واضاف انه ما يشغله الان امرين أولهما الخروج بالبلاد الى بر الامان والتانيه الايترشح ويدخل المعترك السياسى ولكن سأله الكاتب ماذا لو اختارك الشعب للترشح واصر على هذا الترشح   فابتسم السيسى وتحرك الى مكتبه وعاد بعد دقائق واعطى الكاتب ورقة زرقاء بها بيان من    قائد القوات المسلحه فيها عده نقاط اولها انه وصل وحقق قمه طموحه بان يكون قائد  القوات المسلحه  ثانيا انه لم ولن يترشح للرئاسه واضاف ان هذا البيان سوف يذاع بعد ساعتين 
فما كان من الكاتب الا ان اضاف سياده الفريق انا اعلم ان هذا رغبتك فى عدم الترشح ولكن اذا اذيع البيان الان وجد جديد مثلًا رغبة عارمه من جموع الشعب للترشح او ضرورة ملحه للامن القومي المصري دفعتك لتغيير موقفك ربما يظن البعض انها كانت مناوره من سيادتكم الا ترى انه من الارجح عدم اذاعه هذا البيان ..وظهر على الفريق السيسى انه يفكر فيما قال الكاتب برويه ...واضاف الكاتب انه اكتشف انه ليس الوحيد الذى طلب عدم اذاعه البيان بل ايضا بعض من المحيطين المقربين من السيسى كانت لهم نفس الرؤية 
وبعدها فى ٤ اكتوبر اتصل بى الواء عباس كامل ليخبرني ان السيسى وافق على عمل اللقاء الذى طلبته من قبل وبالفعل تم القاء ونشر على صفحات المصرى اليوم فى ثلاث حلقات وضح فيه السيسى ان البلاد كانت على شفا حرب اهليه وانه قد اكتشف مبكرا ان مرسى اراد ان يكون رئيس لفصيل واحد وليس لكل المصرييين وان ما قام به الجيش ليس أنقلاب ولكنه نزول على رغبه المصرييين لرفض حكم الاخوان وسأل الكاتب السيسى ماذا لو طلب منك الترشح للرئاسة اجاب لم افكر فى ذلك والله غالب على امره 
وبالفعل لم يكن السيسى يطمع فى الترشح وهناك مثلا فى اجتماع مجلس الوزراء ناقش الوزراء رفع الحد الادنى للاجور الى ٩٠٠ جنيه ولكن السيسى رفض ذلك واصر على رفع الحد الادنى الى ١٢٠٠
جنيه اذا كان السيسى يفكر فى الترشح الم يكن بالاحرى الانتظار حتى يصبح الفضل له  رفع الحد الادنى للاجور بعد الترشح 
الموقف تحول فى يناير 2014بعد وبدات الناس تهتف انزل ياسيسى وخصوصا فى احتفال ذكرى ثلاث سنوات على ثورة يناير وكذلك فى مناسبه عقد قران ابنته الوحيد ذهب العديد من رفقاء السلاح وقبل المباركه له لزواج ابنته كان مطلبهم الاول الترشح للرئاسه وفى نفس المناسبه ذهب اليه زميل عسكرى كبير واخذة من يدة وتنحى به مع المشير طنطاوى وقال له مساله الترشح ليس لك فيها ان تختار لقد اصبح مطلب شعبى ولا يحق لك الرفض اجاب السيسى انا مستعد اضحى ولكن هناك تضحيات مطلوبه من الناس 
بعدها فى اجتماع المجلس العسكرى فى 27 يناير وكان السيسى كان رقى لرتبه المشير عرض عليهم الموقف وانه متردد للترشح وطلب منهم رايهم ووفق الاغلبيه واعترض اربعه افراد وهم من المقربين له وكان رايهم انه قام اكبر بطوله عندما انقذ البلد فى اشد الاوقات وخرج بالدوله الى بر الامان ولكن الاختيار لك والقرار سوف يحددة صندوق الاقتراع والشعب 
ولم يجد السيسى مفرا من النزول على رغبه الشعب وخرج السيسى ببيان فى 7 مارس ليعلن للشعب انه سوف يترك الزى العسكرى لقبوله الترشح لانتخابات رئيس الجمهوريه 
وبعدالترشح قابل الكاتب السيسى فى مقابله صحفيه لمعرفه توجهاته الانتخابيه ودار السؤال عن برنامجه الانتخابى فما كان من السيسى الا ان احضر حقيبه كبير وفتحها واخرج منها ثلاث ملفات مكتوب عليهم الامل المصرى ويقول الكاتب بعد اطلاعه عليهم اقسم انها نفس المشاريع التى نفذت منذ يوم تولى السيسى وما سوف تنفذ مستقبلا.
وبدا السيسى رحله مصر الجديدة ولم يمهل القدر الكاتب ليرى كل ذلك حقيقه على ارض الواقع رحم الله الكاتب فقد كان صادقا لنقل الحقائق فى كتابه.
 
بسرعه 
لابد من وقفه من الدوله فى مشكله اختفاء القبطيات تحركوا قبل فوات الأوان .