راعى الكنيسة الكاثوليكة فى طنطا و وكيل منطقة الدلتا الأب برنابا فانوس لـ" صوت بلادى" ندرس فكرة إعداد منهج دراسى للمراحل الدراسية المختلفة يحمل أسم وثيقة الأخوة الإنسانية " العيش المشترك "

راعى الكنيسة الكاثوليكة فى طنطا و وكيل منطقة الدلتا الأب برنابا فانوس لـ" صوت بلادى" ندرس فكرة إعداد منهج دراسى للمراحل الدراسية المختلفة يحمل أسم وثيقة الأخوة الإنسانية " العيش المشترك "
راعى الكنيسة الكاثوليكة فى طنطا و وكيل منطقة الدلتا الأب برنابا فانوس لـ" صوت بلادى"  ندرس فكرة إعداد منهج دراسى للمراحل الدراسية المختلفة يحمل أسم وثيقة الأخوة الإنسانية  " العيش المشترك "

 

راعى الكنيسة الكاثوليكة فى طنطا و وكيل منطقة الدلتا الأب برنابا فانوس لـ" صوت بلادى"  ندرس فكرة إعداد منهج دراسى للمراحل الدراسية المختلفة يحمل أسم وثيقة الأخوة الإنسانية  " العيش المشترك "

 

حوار : جاكلين جرجس 

 

 

• وثيقة الأخوة الإنسانية هى ثمرة الحوار بين الأديان الذى بدأته الكنيسة الكاثوليكية و الأزهر

• هدف الوثيقة الأساسى أن يكون لها انتشارًا محليًا و عالميًا ليعم السلام العالمى 

• فكرة إقامة الندوات فى جامعة طنطا هدفه الأساسى قطع الطريق على أى فكر متطرف أن يقوم بغسل أدمغة الشباب ،و ترسيخ مبادىء المواطنة و قبول الآخر 

• مقترح بإعداد دبلومة دراسية عن الأخوة الإنسانية مدتها عام، ويكون مقرها كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة

• مستشفى "يسوع الطفل " إحدى ثمار وثيقة الإخوة الإنسانية 

    

 

 

" إنَّ التاريخَ يُؤكِّدُ أنَّ التطرُّفَ الدِّينيَّ والقوميَّ والتعصُّبَ قد أثمَرَ في العالَمِ، سواءٌ في الغَرْبِ أو الشَّرْقِ، ما يُمكِنُ أن نُطلِقَ عليه بَوادِر «حربٍ عالميَّةٍ ثالثةٍ على أجزاءٍ»، بدَأَتْ تَكشِفُ عن وَجهِها القبيحِ في كثيرٍ من الأماكنِ، في وَضْعٍ عالَمِيٍّ تُسيطِرُ عليه الضَّبابيَّةُ وخَيْبَةُ الأملِ والخوفُ من المُستَقبَلِ، وتَتحكَّمُ فيه المَصالحُ الماديَّةُ الضيِّقة هنا تَظهَرُ ضرورةُ الأُسرَةِ كنواةٍ لا غِنى عنها للمُجتمعِ وللبشريَّةِ، لإنجابِ الأبناءِ وتَربيتِهم وتَعليمِهم وتَحصِينِهم بالأخلاقِ وبالرعايةِ الأُسريَّةِ، فمُهاجَمةُ المُؤسَّسةِ الأسريَّةِ والتَّقلِيلُ منها والتَّشكيكُ في أهميَّةِ دَوْرِها هو من أخطَرِ أمراض عَصرِنا ؛ لذلك علينا الاستثمار فى الثقافة مما يعزز انحسار الحقد و نمو الحضارة و الازدهار فللتربية تناسب عكسى مع العنف و يحتاج الشباب إلى أن يتعلموا الدفاع عن حقوق الآخرين بالحماسة نفسها التى يدافعون بها عن حقوقهم ".

 

الفقرة السابقة هى مقتطفات من نص كلمة البابا فرنسيس فى مؤتمر الأخوة بدولة الإمارات فبراير 2019 و عليه بدأت الكنيسة الكاثوليكية بطنطا تطبيق بنود الوثيقة بشكل عملى بالشراكة مع جامعة طنطا كلية الشريعة و القانون .

 بعد متابعة تلك الندوات و التأكد من أهميتها على الصعيدين المحلى و العالمى  كان شاغلنا الأساسى  تعريف القارىء بأهم أهداف الوثيقة وتفعيلها بشكل عملى و حملت الندوات التى اقيمت بجامعة الأزهر فى طنطا ملامحها ، و تحدث فيها من الجانبين ممثل الكنيسة الكاثوليكة و وكيل منطقة الدلتا الأب برنابا فانوس و الأب بطرس اسطفان راعى كنيسة مارجرجس بأشمون مع الأستاذ الدكتور محمود حامد عثمان، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، والأستاذ الدكتور ياسر عبد الرحيم، بالتعاون مع الدكتور طارق محمد علي عميد كلية العلوم. 

و إليكم نص الحوار : 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

• هل ترون أن وثيقة الأخوة الإنسانية هى إحدى ثمار السعى الدؤب للعيش المشترك و المحبة ؟

   الوثيقة هى نبتة من الحوار بين الأديان الذى بدأته الكنيسة الكاثوليكية منذ فترة طويلة وكانت نتيجة اجتماعات دورية بين البابا فرانسيس و شيخ الأزهر أحمد الطيب قد سارت على خُطى القديس فرانسيس الأسيزى عندما جاء إلى مصر و بدأنا مشوار الحوار بين الأديان ؛ فبالتالى نستطيع القول أن وثيقة الأخوة الإنسانية هى ثمرة الحوار بين الأديان .

 

 

• من خلال برنامج الندوات الذى بدأتم فيه بالشراكة مع جامعة طنطا من صاحب الفكرة و كيف تم التنسيق بين المؤسسات و بعضها البعض ؟ و ما هو برنامجها و موضوعاتها ؟

الفكرة بدأت عندما وقع شيخ الأزهر أحمد الطيب و البابا فرانسيس على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل العيش المشترك و السلام العالمى و كان ذلك فى 4 فبراير 2019 فى أبو ظبى و كانت الوثيقة تحمل بعض البنود التى تخص العيش المشترك خصوصا أننا نعيش مسلمين و مسيحيين فى بلد واحد كأخوة فيجب أن يكون هناك مزيد من القبول للآخر ؛ كما كان فى الوثيقة حوالى 12 بند أخر عن الحريات و  رسالة الأديان و فى نهاية الوثيقة كتبت بعض التوصيات و هى أن هدف الوثيقة الأساسى أن يكون لها انتشارًا محليًا و عالميًا؛ و بما أنى راعى الكنيسة الكاثوليكة فى طنطا و وكيل منطقة الدلتا و التى توجد فيها جامعة الأزهر العريقة ففكرت بتسليط الضوء على الوثيقة فإتجهنا إلى جامعة الأزهر و هناك تم توجيهنا لكلية الشريعة و القانون فى الحقيقة كانوا متعاونين جدا وتبنوا الاقتراح بكل جدية و محبة و بدأنا فى تنظيم لقاءات تحضيرية بين ممثلين من الكنيسة الكاثوليكية بطنطا و بعض ممثلين كلية الشريعة و القانون بجامعة الأزهر خرجنا منها ببعض التوصيات ، بعدها  تم تجهيز احتفال كبير العام الماضى حضر فيه الأنبا باخوم و سيدنا البطرك و ممثلين عن جامعة الأزهر للإعلان عن بدء العمل الفعلى على بنود هذه الوثيقة و أن نخرج هذه الوثيقة للنور ليعرفها كل الناس و تكون معاشة فى حياتهم اليومية فى المدارس و الجامعات و بدأنا بتقديم طلب لسيادة المحافظ و رئيس جامعة طنطا فتجاوبت الهيئات المعنية  و رحبت جدًا بالفكرة و تم تحديد مواعيد اللقاءات للطلبة فى الكليات المختلفة مثل كلية التربية و العلوم كان أول لقاء كان عن الوثيقة و أهدافها و تعريف الطلبة بها .

 

 

ما هى أهم المبادرات الواجب اتخاذها لبناء حوار حضارى بناء على ما تقدم فى الوثيقة ؟ 

أرى أن هناك ضرورة مُلحة لتفعيل مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية بين أبناء الوطن، فى كل مؤسسات المجتمع، كذلك التعريف بوثيقة الأخوة الإنسانية ومبادئها لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية من خلال مقرر اللغة العربية والتربية الدينية ، و تشجيعًا للشباب سنقوم منح شهادة سنوية تسمى "الزمالة الإنسانية" من قـبل كلية الشريعة والقانون بطنطا، وكنيسة القديس بطرس بطنطا، على أن تمنح هذه الشهادة لأكثر شخصية مصرية مؤثرة على المستوى الإنسانى ،على أن تستمر المشاركة المجتمعية بين كلية الشريعة والقانون والكنيسة الكاثوليكية بطنطا فى كل المناسبات والمحافل الدينية والاجتماعية ، هناك مقترح بإعداد دبلومة دراسية عن الأخوة الإنسانية مدتها عام، ويكون مقرها كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة.

 

 

• هل وجدت بنود الوثيقة و الندوات الأولى القبول لدى الشباب ؟

أغلبهم لم يكن يعرف أى شىء عنها و فقررنا مناقشة بعض بنود الوثيقة فى الندوات مثل بنود حقوق المرأة فى الأديان التى لاقت قبول كبير جدًا من الطلبة و أساتذة الجامعة و استطعنا من خلال الندوات أن تكون الوثيقة معاشة بالفعل و تطبق عمليا على أرض الواقع و ليست مجرد بنود محفوظة ومكتوبة فى الأوراق فقط ؛ ربما كان هذا السبب الأساسى فى عدم اهتمامنا بشكل مباشر بأن تنشر فاعليات تلك الندوات فى الإعلام لأن الهدف الأساسى هو تطبيق الوثيقة عمليا .

 

 

• هل ترون أن الوثيقة و مفاهيمها تناسب فئة الشباب أكثر من غيرهم ؟ 

حددنا فئة الطلبة وخاصة الشباب لأن من داخل الجامعات يخرج لنا بعض أنواع التطرف الفكرى و سهل أن يتم غسل أدمغتهم و إقناعهم ببعض الشعارات الدينية المغلوطة و كان لذلك نتيجة إيجابية على الطلبة و  أشادوا باللقاءات و الندوات و ،مما اثبت لنا نجاح الفكرة و فاعليتها عند قطاع كبير منهم .

 

 

• ما هى خطتكم فى المرحلة المقبلة ؟

سنستمر بإقامة الندوات و فى الخطة القادمة نتشاور أن يتم إعداد منهج دراسى للمراحل الدراسية المختلفة و يحمل أسم الوثيقة " العيش المشترك " و أن يقوم بتدريسها شخص من الكنيسة و آخر من الأزهر حتى تصل رسال المحبة و الأخوة لتلاميذ المدارس فنقطع الطريق على أى فكر متطرف أن يتوغل داخل أدمغة الأطفال و يقوم بغسل أدمغتهم، كما سيساهم هذا المنهج بإعمال العقل بدلًا من الحفظ و التلقين بل سيمكن الطفل من طرح الأسئلة و تكوين  رأيه الخاص ، فهدفنا الأساسى أن نربى بداخل الطفل أو الشاب أن يكون صاحب قرار بعيدًا عن أى تأثيرات خارجية .

 

 

• هل هناك تنوع و اختلاف فى برنامج الندوات عن بنود الوثيقة ؟ 

هناك بعض الموضوعات المختلفة عن بنود الوثيقة و هى بالشراكة بين الكنيسة الكاثوليكية و الأزهر نتناول فيها بعض القضايا التى تهم المجتمع بصفة عامة ؛على سبيل المثال : حقوق المرأة و تمكينها اجتماعيا و سياسيا و هى لم تكتب بالتفاصيل فى الوثيقة و حقوق الإنسان أيضًا.

 

 

• هل واجهتكم صعوبة فى تنفيذ الوثيقة لأسس الحوار البناء بين المجتمعات المختلفة الثقافة ؟

فى إحدى بنود الوثيقة تحدثنا عن العلاقة بين الشرق و الغرب بالطبع هناك صعوبة فى التواصل بين الثقافات المختلفة لكن الكنيسة لها القواعد التى تعيش بها ، صحيح هناك بعض المعتقدات و العادات الغريبة عن المجتمع الشرقى و نفس الشىء بالنسبة للمجتمع الغربى هناك احتلافات واضحة بين المجتمعات ، لكن بدأت هذه الصعوبة تتلاشى بعد لقاء الإمارات فقد رأى الشرقيين أن هناك غربيين متدينين و لديهم مُثل و أخلاقيات عكس المفاهيم المغلوطة عنهم و ما نستقيه من المسلسلات الغربية و ما تصدره للشرق عن الغرب ففكرة أن نلتقى و نتعرف على ثقافات بعض البعض ييعمل على تقريب المسافات و الصعوبات و يقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة .

 

 

• معروف أن للكنيسة الكاثوليكية تاريخ طويل فى التنمية المجتمعية من خلال المدارس و الجمعيات فهل هناك خطة تعاون بين الكنيسة و الدولة لخدمة أبناء الوطن ؟

من ضمن ثمار الوثيقة أن يتم  إنشاء مستشفى بإسم : يسوع الطفل " فى العاصمة الإدارية هى كانت إحدى توصيات الوثيقة و نتيجة التعاون المثمر بين الأزهر و الكنيسة و للإمارات دور كبير جدًا فى إنشاؤها و سيتم افتتاحها على مستوى كبير و لائق لخدمة كل ابناء الوطن .