قراءة متجددة | التابلت في التعليم المصري .. توقيت خاطىء وإهدار مالي وتغافل عن احتياجات الطالب والمعلم

قراءة متجددة | التابلت في التعليم المصري .. توقيت خاطىء وإهدار مالي وتغافل عن احتياجات الطالب والمعلم
قراءة متجددة | التابلت في التعليم المصري .. توقيت خاطىء  وإهدار مالي وتغافل عن احتياجات الطالب والمعلم

التابلت في التعليم المصري .. توقيت خاطىء وإهدار مالي وتغافل عن أولويات الطالب والمعلم

 حاتم عبد الحكيم _ مصر 

بدأت وزارة التربية والتعليم في تطبيق تجربة التابلت على طلاب المرحلة الثانوية منذ عام ٢٠١٨ ، حيث انتهج الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، منظومة جديدة للتعليم بما يواكب تطورات العصر الحديث  ، وصرح بتصريحات إعلامية حول أن التابلت كجهاز كلف الوزارة ما يتجاوز 10 مليارات جنيه،وقال أيضا بأن تكلفة بناء المحتوى الرقمي تبلغ مليار جنيه سنويًا وقال : تكلفة البنية التحتية في مدارس المرحلة الثانوية بلغت 3.5 مليار جنيه . كما قال : بنك المعرفة المصري يعقد شراكات مع أكثر من 30 مؤسسة عالمية.

حول "منظومة التابلت"                                          قبل تعميم التابلت لابد من تساؤل ؛ كيف توفر الوزارة تابلت وتتغافل المقاعد والبنية التحتية والتقنية للمدارس ورعاية الطالب والمعلم ؟

في سياق الموضوع كان هذا رأي د. ايرين سعيد ، عضو مجلس النواب :              

     

     التابلت في حد ذاته جيد جدا لأنه لغة العصر و أطفال هذا الجيل ماهرون تماما في استخدامه و لكن اذا توافرت جميع المقومات لاستخدامه ، فلابد من وجود بنية تحتية بالمدارس و القرى المصرية تتيح لاستخدامه ، ففي بعض القرى لا توجد رفاهية الانترنت ،و ايضا بعض المدارس المكتظة بالطلاب لا يوجد بها رفاهية شبكات الانترنت ، كما المستوي المعيشي لبعض الأسر لا يتيح ذلك بجانب أن بعض المعلمين غير مؤهلين لتوصيل المعلومات و التعامل من خلال الأجهزه الحديثة ، فالتطوير في حد ذاته أمر حميد و لكن لابد من التطوير على كل المستويات و إلا أصبح التابلت عقبة تعيق التعليم و مال مهدور .

* ويقول أ/ أحمد علي زكي ، مدير مدرسة بالمنيا :   

 

خطوة متقدمة كان يجب أن يسبقها كثير من الخطوات: _أولها زيادة الميزانية المخصصة للتعليم من أجل زيادة عدد المدارس وتجهيزها بالاثاث والمعامل المناسبة للتحول الي التعليم الإلكتروني  .                                                 _ توفير تغذية مناسبة لكل التلاميذ تبعا للمرحلة العمرية .                                                                         _ تحسين الحالة المادية للعاملين بالتعليم كحافز لجودة الأداء .إلي جانب المتابعة المستمرة إرثاء لمبدأ الثواب والعقاب لتكون القيمة مرتبطة بالعمل ومدي الجدية والالتزام وتنفيذ التوجيهات.                                        _ اعداد كوادر تعليمية مدربة على تعليم التلاميذ كيفية استخدام التابلت لان معظم المعلمين قاربوا سن المعاش .                     _ كنا بدأنا من الحضانة والصفوف الصغرى حتى بنشئ الطفل منذ الصغر على التعليم الإلكتروني خاصة بعد استخدام كثير من الأطفال الكمبيوتر والموبايل في الألعاب .                                 _ تهيئة المدارس وتجهيزها بأماكن وأجهزة مناسبة للتجربة .                                         _ الاهتمام بصحة التلاميذ اولا وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لان التلميذ العنصر الأهم في العملية التعليمية .                                   _ كان يجب احلال التابلت مكان الكتاب الورق تدريجيا لكن القرار أتي  فجائي دون الاعداد المناسب له وكان بمثابة الصدمة للجميع .  _ زيادة سرعة الانترنت لان كثيرا ما يتعطل اثناد اداء الاختبارات .

(وفي الحقيقة المنظومة الجديدة تعد خطوة جادة وتجربة أشارت إليها أصابع النقد ) :

يقول د. هشام البحيري ، خبير التطوير الاداري والموارد البشرية : 

فكرة جيدة في توقيت خاطئ ..وبطريقة تنفيذ خاطئة،  السبب أنه تغيير كامل في نظام تعليم في ظل بيئة تحتية غير جاهزة، ولابد أن يتم تجريب التغيير على محافظة صغيرة مثل بورسعيد ودراسة إيجابياته وسلبياته ثم تعميم النتائج بعد ذلك .

 ويؤكد أسامة الألفي ، أديب وكاتب صحفي : 

المشكلة ليست في الكتاب الورقي أو التحول للتقنية، فهناك تساؤلات لابد منها ونحن نناقش هذا الأمر ولنسأل أنفسنا قبل أي خطوة: أيهما أجدى أن نبدأ به تطوير التعليم؟ إحلال التقنية محل الكتاب الورقي، أم تطوير مضمون المناهج وفق نظريات حديثة؟ في تقديري أن تطوير المحتوى يجب أن تكون له الأسبقية .                              أما بالنسبة للتقنية فمن الجيد أن نتجه إلى إحلال التكنولوجيا محل الكتاب الورقي في التعليم، على ألا نعتبر ذلك نهاية المطاف،  ولكن كان يستلزم قبل تطبيقها أن نوفر كل ما تستلزمه، وأن نطبقها على نطاق ضيق وفي مدارس بمناطق معينة ذات تميز اقتصادي واجتماعي تُعرف بقدرة طلابها على استخدام هذه التقنية .

ويشير أ.د علاء الحمزاوي ، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب :

 فكرة التعليم الالكتروني والامتحان الالكتروني لا شك أنها فكرة جيدة متميزة تحمل مظهرا من مظاهر التقنية الحديثة والتطور التقني وتسهم في تطوير التعليم .. هذا على المستوى النظري جيد جدا ونرحب به .. لكن هذا النظام يقتضي استعدادات كثيرة وضخمة على مستوى الطلاب والأسر والحكومة، وأظن أن الثلاثة غير مؤهلة لتطبيقها على المرحلة الثانوية الآن .. لكن تنفع جدا لو بدأت بالمرحلة الابتدائية وتستمر مع الطلاب .. فليست كل فكرة متميزة يمكن تطبيقها بسهولة لذا الموضوع كان يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتأني .

( هناك مميزات وعيوب لأي نظام جديد فماذا عن  التعليم بالتابلت   ) 

* تقول سارة عبد الرحمن ، مترجمة بالجامعة البريطانية وشاعرة : 

من أهم مميزات التعليم بالتابلت هو تطوير فكر الطلبة من خلال القيام بالبحث بأنفسهم ومحاولة الوصول لأدق المعلومات وتوفير فرص متساوية للجميع و تمنع تسريب الامتحانات والغش أثناء الامتحان.               أما عن العيوب ؛ عدم وجود بنية تحتية قوية تكفي إنها تغطي الامتحانات بالنظام الجديد ،وزيادة الضغط على الطالب وأسرته بسبب الغموض لأن النظام مازال تحت التجربة. 

وتقول د. جيهان سلام ، كاتبة وباحثة وخبير تربوي : 

لسنا ضد تطوير التعليم ، والتطوير التكنولوجي ، ولكن مايحدث في النظام التعليمي الحالي أسميه من خلال رؤيتي  _كباحثة وكاتبة  _  ( ضوضاء تعليمية ) وليس تعليما حقيقيا  !!! فما تراه من التقاط الصور للمسؤولين  ، ومحاضرات ودورات  في أكاديمية المعلم، وصور للاحتفالات المدرسية  الكبرى ينافي الواقع تماما!!! فإذا كنت صحفيا واصطحبت الكاميرا في زيارة قصيرة لإحدى المدارس الثانوية وقمت بتصوير المدرسة  بكل شفافية ، لن تجد سوى المعلمين والعمال ، أما الطالب فقد رحل أي تسرب وجلس في بيته مكتفيا بالدروس الخصوصية  التي أصبحت كفيروسات الدم الأبدية ، أما ضيفه غير المرغوب ، أقصد ( التابلت ) فقد كان العام الماضي مكتظا بالصور والفيديوهات المنافية لأخلاقنا ، وقيمنا الجميلة !!!                 المدارس  في حالة يرثى لها بسبب خروج المعلمين للمعاش وعدم وجود البديل  ، والسبب الآخر استغلال الطلاب لعدم تمكن كثير من المعلمين من نظام  التابلت وجهله بالمنظومة كلها وقيامهم بإنشاء صفحات وجروبات باسم ( شاومنج مدرسة ...) ويدخلون عليها أثناء الامتحان والمعلم لا يدري شيئا أما هذا العام عرفت أن  بعض الطلاب يقومون  بإكمال امتحانهم في فناء المدرسة مع زملائه بعد ادعائه انه انهى الامتحان وبعد مغادرته للجنة ، وكثيرا ماتسقط شبكة الإنترنت،  ويغلق (  السيستم ) !!! كل هذه المشكلات الخطيرة تؤكد فشل منظومة ( التعليم المتبلت)  وأنه لا استغناء عن الكتاب المدرسي ،، فإن كنا نريد التطوير لا الضوضاء والتقاط الصور ، وجملة  ( كله تمام يا افندم ) المتنقلة من لسان المسؤول إلى المسؤول الذي يرأسه ، فعلينا أن نبدأ  بأطفال الروضة ، ولا نتجاهل تطوير المعلم والمناهج  ، وأسرة الطالب ، ومنظمات المجتمع المدني  .

* وتضيف منال رضوان ، عضو منظمة التنوير العربية :

ينبغي لنا النهوض بالمنظومة التعليمية ككل، وفكرة أن يتم ضخ عشرات الملايين في شراء أجهزة حديثة في ظل منظومة تعليمية تعاني مشكلات مزمنة لهو من قبيل النقش على الماء، فيجب وضع الأسس التي تضمن جودة التعليم المقدم إلى الطلاب، حيث لا يمكننا بحال إنكار حقيقة أن بعضهم يتخرجون في مدارس إعدادية وثانوية ولا يجيدون كتابة العربية بشكل سليم!

ويؤكد أ / ناصر حسن ، معلم :

 القائمون أنفسهم على التعليم لا يدركون ماذا يفعلون . واضح ذلك فى مراجعة قرارتهم أكثر من مرة .  فلن  يستقيم الإصلاح من النهايات بل يبدأ من أول مراحل التعليم  وهو المواكب لعصرنا تماما ولا يجب أن نغفل عن ذلك ، فطرق الإمتحانات والهدف منها منتهى الفشل  فى وضع الإمتحانات  وكيفية أداءها داخل المدارس حتى أنها كما حدث هذا العام (للصف الرابع ) بسيطة جدا سهلة جدا مكتوبة الإجابات على السبورة للأولاد !!!!   فى أغلب المدارس الحكومية والخاصة منها ( شئ مضحك ) ولا أقتنع بقولهم المهم إكتساب المهارات والتعلم . 

( في مدارسنا المصرية المعلم اعتاد على السبورة كما اعتاد على الدروس الخصوصية .. كيف يتعامل المعلم مع التابلت في ظل افتقاره لوسائل الترفيه وتهميشه اقتصاديا

* تقول دينا شرف الدين ، كاتبة صحفية : 

أعلم جيداً مدى صعوبة التطبيق العملى والتنفيذ الفعلى لخطة الإصلاح والتطوير للمنظومة برمتها، فى ظل هذا المناخ الغير صالح و الذى تشوبه من الشوائب ما يعرقل مسيرة أى شىء.فهناك طائفة المعلمين التى ترفض باستماتة فكرة إلغاء أو حتى تقليص الدروس الخصوصية التى قد تهدم بالفعل عملية الاستقرار المادى والمعيشى لهم، وتحديداً فى ظل هذه الموجة العاتية من جنون الأسعار على كل المستويات.ذلك من ناحية المدرسين الذين أقلموا أنفسهم وظروفهم المعيشية على هذا الوضع الآمن مادياً،إذ أصبحت النتيجة المترتبة علي عملية  تطوير التعليم ، هي هجر طلاب أولى وثانية ثانوى لمدارسهم إلى السناتر .

* وتضيف رانيا حسن ، معلمة وكاتبة ومذيعة : 

في رأيي أن وزارة التربية والتعليم لابد من تخصيص ميزانية لتطوير المعلم عن طريق  كورس مكثف يأخذه المعلم لمدة ٣ شهور ثم يجتاز امتحان في مهارات استخدام الوسائل التكنولوجية وايضا مهارات للتعامل مع ذوي صعوبات التعلم وايضا تأهيله نفسيا ، أي أننا نعلم المعلم من جديد كيف يعلم الاولاد بأساليب حديثة ، وانا مع فكرة ادخال التابلت وكل وسائل التكنولوجيا المختلفة للمدارس لأن آجلا أو عاجلا هذه لغة العصر .

(هناك من تنبأ في الماضي بسيطرة الكتاب الالكتروني على حساب الورقي . فهل لايزال الكتاب الورقي شامخا أمام الالكترونى

يقول أ.د يسري عبد الغني ، باحث ومحاضر في الدراسات العربية : 

 قراءة الكتاب الورقي أكثر راحة و غير مرتبط بتوفر جهاز حاسوب أو الاتصال مع الانترنت. بالإضافة إلى أن الكتاب الورقي مرجع دائم ويمكن تخزينه لسنوات طويلة. في حين أن وسائل التخزين الالكترونية قد تتعرض للتلف.ومن العيوب التي تلتصق بالكتب الالكترونية أن الكتب الورقية أكثر تحملا للأضرار ( السقوط مثلا)، من جهاز قارئ الكتب الالكترونية الذي قد يفقد بعض البيانات. وعن الكتب المصورة مثل كتب الأطفال، أو التي تحتوي على أشكال تكون مطالعتها أفضل في الكتب المطبوعة.

* وتشير الإعلامية ندى ابراهيم :

 (التابلت ) لا ينقص من قدر الكتاب الورقي بل فهو الأرسخ  في طرق التعلم لان مهما وصلنا بالتكنولوجيا الحديثة الي ان الاغلب و كثير من العقليات مهما كانت علي قدر كبير من العلم والمعرفه لا تستطيع انا تستلقي معلومات عن طريق التابلت ولا زالت مرتبطه  بالطرق الي اعتادنا عليها كما ان الكتاب الالكتروني يسبب الإجهاد للعين علي المدي البعيد و بالتالي يكون التأثير سلبي علي المتعلم أو القارئ .

مجموعة مقالات رأي حول موضوع التابلت في التعليم المصري 

سميحة رشدي تكتب : التابلت في المدراس خطوة جادة أشارت إليها أصابع النقد  https://voiceofbeladynews.com/articles/1805605.html

د. أحمد حلمي يكتب : كيف يستطيع معلم ليس لديه هاتف أندرويد أن يتعامل مع التابلت؟ https://voiceofbeladynews.com/articles/1805606.html

د. كرستين عماد تكتب :ثمة اعتبارات قبل تطبيق المقررات الإلكترونية https://voiceofbeladynews.com/articles/1805644.html 

نضال سليمان تكتب : اليوم أعبر عن تجربتي مع تغيير المنظومة التعليمية في مصر https://voiceofbeladynews.com/articles/1805632.html

ريهام أحمد عبدالرحمن تكتب : فوائد القراءة من الكتب الورقية https://voiceofbeladynews.com/articles/1805633.html 

* تدوينات حول التعليم المتبلت 

أحمد توفيق يكتب : الثقافة التعليمية في مصر https://voiceofbeladynews.com/art/1810612.html

منى شكرى تكتب : فكرة خارج الصندوق ولكن https://voiceofbeladynews.com/art/1810627.html

أميرة محمود حسين تكتب : معاناة نظام التابلت https://voiceofbeladynews.com/art/1810626.html