أَعْمِدَةُ الْغَيمَةِ بقلم سيد حسني سيد

أَعْمِدَةُ الْغَيمَةِ بقلم سيد حسني سيد
أَعْمِدَةُ الْغَيمَةِ بقلم سيد حسني سيد
حتى أحلِّقَ في النَّمَاء كَسُنْبُلة
غَرَّدْتُ مَقْتُولًا لِأُطْرَبَ ثَاكِلَةْ
دَفَنَتْنِي فِي وَردٍ يُوَاسِي وَجْهَهَا
فبُعِثْتُ مَا بينَ الشَّذَى لأُقَبِّلَهْ
تنمو البلادُ عَلَى قَمِيصِ غِيَابِهَا
ويُوَدِّعُ الدِّفْءُ.. وَحِيدًا.. مَنْزِلَهْ
سَالَ الحنينُ على  نُقُوشِ ثِيَابِهَا
وَنَمَا رَسُولٌ في الْبُكَاءِ وَرَتَّلَهْ
فَهَتَفْتُ: يَا أَرْضًا تُرِيقَ بلادَهَا
ضُمِّي إِلى نَوحِي حِدَاءَ الْقاَفِلَةْ
وَعَجِبْتُ من وَحْيٍ  يُضَمِّدُ جُرْحَه
دَمِيَ المُنَزَّلُ... كيفَ نَبْضُكِ ضَلَّلَهْ
جَفَّ الْغِنَاءُ فَكَيفَ صَمْتُكِ وَارِفًا
يَهَبُ السَّمَاءَ لِشَدْوِ رُوحِي الْقَاحِلَةْ
دَعْنِي لأُطلقَ في غِيابِكَ طائرًا
فَهِمَ البكاءَ وحينَ غَرَّدَ أَوَّلَهْ
دَعْنِي لأنسجَ من حُضُورِكَ وَمْضَةً
عَاشَتْ تحلِّقُ في ضِياكَ.. لِتَغْزِلَهْ