قصة قصيرة : شراقي بقلم سيد عبد العال سيد

تفتح باب المنزل مبكراً كي تجلس على المصطبة التي بجوار البيت.. تتلفت إلى المارة وهم يشترون أرغفة الخبز من الفرن القريب.. بينما الأطفال يلعبون بالكرة من حولها منتظرين طابور ا لصباح، راجية أن تكون لها علقة تسكن الرحم.. سئمتْ من الوحدة في البيت التي أغرقتها في بحور الأمل البعيد.. سرعان ما تجر الجاموسة إلى الحقل بخطوات متثاقلة.. الفلاحون ينظرون إليها وهم يتساءلون بصوت مهموس.. قال أحدهم : بان البدر.. رد الآخر: يار يتني مكان ابن مسعود ؟ ..تجاهلتهم جميعاً ترى شيخاً قادماً على الطريق يغنى الشوق غلبني ..الشوق حيرني.. ابتسمتْ ..نظرتْ تحت قدميها ياه الأرض نشفت.. تود أن تنبت زرعاً كي تسعد زوجها العقيم ..تمشى على حافة الترعة الممتلئة بالماء ..لمستْهُ دون أن تدرك وهو ممدد تحت عرش البطاطا.. يتطلع إليها بلسانهُ الرفيع مطلقاً صفارتهُ العالية ..ارتجفتْ بشدة ثم صرختْ عندما رأتهُ يتحرك في خط دائري.. تركتْ كل حاجاتها فعادتْ إلى البيت مسرعة الخطى، تتناول كوباً من الماء حتى تهدأ ثم ترتمي على السرير وهى تبكى.. بينما زوجها نائم على الدكة يغط في النعاس ...