أرمنيوس المنياوي يكتب عن : حكايات من ثورات التعليم

أرمنيوس المنياوي يكتب عن : حكايات من ثورات التعليم
أرمنيوس المنياوي يكتب عن : حكايات من ثورات التعليم
عشنا فترات التعليم في سبعينات القرن الماضي عندما كانت مناهج التعليم تسير على طريقة سوسن نصر دخلا الفصل وعمر وأمل وعندما أتيح لنا معرفة ودراسة اللغة الإنجليزية  عرفنا اول حرف فيها كان الالف والباء أو B,A.في الصف الاول من المرحلة الإعدادية.
وان كنا ننتهي من المرحلة الإبتدائية ونحن نقرأ ونكتب باللغة العربية جيدا وكان كل منا يملك حقيبة قماش او نصف شوال بلاستيك يضع فيه كتب معلقا ذلك على كتفه وكان من يملك فينا القلم الأبنوس  يبقى في حته تانية على رأى مقدم البرامج الرياضية سيف زاهر  وكان من يسمع الخبر او عن أى حدث في مكان بعيد عنا بحوالي نصف كيلو متر في اليوم الثاني أو في اليوم الثالث يعتبر نفسه من  المحظوظين أو من الناس الذي يعرفون ما يحدث قبل مرور أسبوع عن الواقعة، وكانت المراسلات بالبريد أن وجد أساسا في القرية ولم يكن بطبيعة الحال موجود إلا في قرى نادرة، والتليفون في أقرب مركز أو مدينة وبالدور في الكابينة، وحظك السيئ لو جاء دورك في الكابينة وأخبرك مسئول تليفون المقر بأن عليك  بالدخول في كابينة واحد وطلب لك الرقم الخاص بك ولم يرد عليك أو كان مشغول .. هنا عليك أن تعيد الأمر مجدد بأن تأخذ دورك من  جديد.
المفترض ما كتبته ليس مقدمة فقط بل ينبغي الرجوع له لاحقا ليعرف اولادنا ماذا كنا وماذا أصبحنا  بعد مرور حوالي نصف قرن ..لكن دعنا أحدثك عزيزي القارئ عن ثورة المعلومات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية وان شئت الدقة هي خلاصة ما إستمعت إليه من العلامة الدكتور عصام فرحات أبن قرية بني خالد مركز مغاغة بالمنيا والذي يشغل حاليا نائبا لرئيس جامعة المنيا والتي صارت عريقة لشئون التعليم والطلاب.
حقيقي الرجل دعاني لزيارته وتناول كوبا من  الشاى معه.. وعندما تهيأت للذهاب إليه في مكتبه بعد لقاء مع الصديق الاستاذ مندي عكاشه وكيل وزارة الشباب والرياضة صباح أمس الخميس.
مابين مكتب إدارة الجامعة ومديرية الشباب والرياضة في المنيا مسافة قصيرة جدا.
إخترت في التوجه له الترجل من اول الطريق السريع شرقا لأني فجرت فيا تلك الدعوة  وقتا كنت في الجامعة شبه يوميا حيث كنت شديد الإرتباط بمن كانوا يشغلون رئاستها في ذلك الوقت بدءا  من الدكتور جمال أبو المكارم رزق وهو رجل كان يستحق أن يكون رئيسا لوزراء مصر وليس رئيسا للجامعة فقط أمد الله في عمره ومنحه الصحة والستر ومرورا بالراحلين الدكتور ماهر مصطفى كامل والدكتور عبد المنعم بسيوني رحمهما الله وصبرنا وصبر أهاليهم على فراقهما  كعالمين كبيرين كل في تخصصه.
على كل حال جلسنا والدكتور عصام فرحات في مكتبه ..تحدثت الرجل فأبهرني بحديثه لم يمهلني وقتا لإلتقاط أنفاسي لشدة تحسمه لقضايا التعليم و ليس فقط في ماحدث في التعليم في السنوات الأخيرة والذي يشبه الإعجاز ولاسيما في الثورة المعلوماتية ورغم أن الرجل جذوره تعود إلى كلية العلوم وهي كلية تميل للجانب العملي والمعملي أكثر منه للجانب النظري إلا أنه بدأ السلك الأكاديمي في الجامعة بمراكز المعلومات والتي كانت بدء ثورة المعلومات ليست في جامعة المنيا فقط بل في جامعات مصر قاطبة ..الحقيقة مثلما قولت أبهرني الدكتور عصام ليس فقط بما قصه عليا من التطور العلمي والمعلوماتي الذي حدث والذي سيحدث لاحقا  أيضا ولكن أمتعني في طريقة سرده للمعلومة وهي عملية يغلب عليها الطابع الموهبي، فالإنسان منا ممكن يملك المعلومة لكنه قد يجد صعوبة في توصيلها للمتلقي وهناك ناس حباهم الله بتلك الميزة وهو ما يمكن أن نطلق عليهم حكايين أو إنسان حكايه بنصب الحاء والكاف ولعل هناك مشاهير يتميزون في ذلك مثلما ذكرنا معا في اللقاء الدكتور مصطفى الفقي والذي كان يشغل منصب مدير مكتب السيد الرئيس للمعلومات في حقبة تسعينات القرن الماضي .. حيث كان الدكتور مصطفى الفقي عندما يروي لك معلومة أو قصة ما عليك إلا أن تسمع له بإنصات شديد وتشعر بمتعة في الإستماع له ولعل ٱخر ما أسعدنا به هي حلقاته المتلفزة والتي جاءت تحت عنوان سنوات الفرص الضائعة والتي كان يتحدث فيها عن محطات في حياة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. 
هكذا كان الحال مع الدكتور عصام فرحات عندما أفاض في الحديث عما يحدث في التعليم في المرحلة الحالية وما يستتبعها في المستقبل القريب. 
فقد مررنا والكلام له بمراحل أذهلتنا في التعليم وماسيأتي لاحقا سوف يبهرنا أكثر وأكثر  وعلينا أن نكون مستعدين لذلك سواء رجال تعليم أو أولياء أمور والدولة في هذا المجال ليست بعيدة بل هي تحاول جاهدة أن لا يسبقها قطار التعليم في العالم وهي  في ذلك تتسلح بكل ما يمكن أن تواجه به ثورة التعليم العارمة لكي تضع أبنائها على أهبة الأستعداد لذلك
لقد مر العالم وتقنيات التعليم في السنوات الأخيرة بمراحل  كنا نعتقد حتى فترات قريبة أنها ربما يكون هو أقصى مايمكن أن نصل إليه و عندما كنا نردد العبارة المألوفة لدينا بأن العالم صار قرية صغيرة، كنا نقف أمامها متأملين مبهرين فيما وصلنا إليه..لكننا  تجاوزنا الٱن ذلك، بل إن العالم لم يعد فقط قرية  صغيرة ولكنه صار علبة  في حجم الكف أو ربما أقل من ذلك تضعه في جيبك أو تمسكه في يدك لتتجول بها دول العالم كلها أينما كنت ..كنا نتحدث عن الرقمنه وما يمكن أن تحدثه من متغيرات وظيفية جديدة ..اي أن هناك وظائف سوف تصبح من الماضي وستتلاشي وسوف تحل مكانها وظائف جديدة هذه هي مرحلة الرقمنة والتي يميزها السرعة وعلينا أن نكون جاهزين لها من وقت سابق وليس الٱن وهي بدأت من سنوات قليلة وبدأ يتغير معها كل شيئ بما فيها النمط الوظيفي ..الموظف التقليدي سوف يتجاوزه الزمن بمراحل ولن يجد مكانا وعلينا أن نؤهل أولادنا لذلك سواء من خلال الأسرة أو من خلال وسائل التعليم المختلفة ..العالم صار في حته تانية خالص عما عشناه نحن في الماضي القريب  ..مكان وزمان وظيفي من نوع متغير ..اهم ما يميزه أنه شديد التغيير وسريع الحركة .. من الاخر قطار سريع ..و سريع جدا   يشبه سرعة الطائرة ولكنه على الأرض.
أما من ناحية التعليم الجامعيىوما طرأ عليه فقد صار الأمر صراعا بين ما هو تعليم خاص وتعليم عام أو أن شئت الدقة تعليم الدولة والتعليم الخاص  والحقيقة فإن الأولى مثلما يقول الدكتور عصام فرحات ليست غائبة عن المشهد بل أنها تتسلح بكل ما يمكنه الأخذ به بيد السواد الأعظم من الشعب المصري والذي لن تسعفه إمكانياته المادية الإلتحاق بالتعليم الخاص ذات المصروفات التي تفوق القدرات لتلك الفئات من الشعب في تلك المرحلة التعليمية  وفي نفس الوقت تعمل على أن يكون التعليم الحكومي أو الجامعات المصرية الحكومية قادرة على أن تستمر في أداء دورها حماية لأبنائنا من تغول الأسعار الذي طرأ على كافة جامعات دول العالم أجمع فكانت الفكرة الرائعة من الدولة بإنشاء جامعات أهلية من رحم الجامعات الحكومية لكي تكون معينة للأخيرة وبمصروفات أقل بكثير من الجامعات الخاصة حتى تعيد التوازن في العملية التعليمية الجامعية ما بين الحكومي والخاص وأفرد الرجل في الحديث عن تلك الجامعات الاهلية والتي ستبدأ في صعيد مصر بدءا من العام الدراسي الجديد في المنيا والوادي الجديد وبني سويف وقنا وهي قفزة تعليمية مميزة تتواكب مع عملية دمج الذكاء البشري مع الذكاء الاصطناعي التي تموج  العالم الان  وهي حكاية تعليمية مهمة ومبهرة أحتاج فيها للعودة بمقالة منفردة مع الدكتورة عصام فرحات والذي نسيت اشكره على حسن الإستقبال واللقاء وكوب الشاى.
 
ٱخر سطور
* أكثر ما يؤلمني أن البعض مازال يبحث في الماضي المؤلم رغم أنه ربما يكون في الهزيع الأخير من العمر ..الزمن لايقف عند مراحل عمرية أو زمنية معينة ..علينا أن نتجاوز خلافاتنا لنخلق مناخا أكثر صحيا يستوعب ابنائنا بعيدا عن عمق وجذور قضايا الثأر في الصعيد.
* لخبطة شديدة في البرامج التليفزيونية والتي كنا نطلق عليها التوك شو ..لم يعد لدي القدرة على التمييز بينهم أو عما هم متخصصون للحديث في رغم أننا في زمن ما أحوجنا فيه للتخصص ..فالبرامج تتحدث في كل شيئ ..رياضة وسياسة ومطبخ ..ألخ وكل حاجة لدرجة صارت تلك البرامج كلها شبه بعض وبلا طعم أو لون او رائحة ولاسيما بعد أن أقتحمها غير المتخصصين.
* تبقي المؤسسات الصحفية القومية هي رمانة الميزان في إعادة اي توازن مفقود في تلك المهنة وهذا لايعني أن المؤسسات الصحفية المستقلة والخاصة غائبة عن المشهد فهي تضم كوادر صحفية على أعلى مستوى.
* حقيقي كسبت في الأيام الأخيرة صديقا جميلا وعالما في مجاله هو المستشار عمر سويدان رئيس محكمة المنيا الابتدائية بارعا في تخصصه ولا تغيب عنه الإنسانية في أداء عمله .. رجل قانوني من طراز فريد بالإضافة إلي أنه شديد الأدب.
* وزارة الزراعة تحتاج أكثر من أى وقت مضى للتطوير في الأداء والمنظومة ككل وتغيير عقلية الموظف لأنه ليس مقبولا أن يعمل بعض موظفيها بعقلية التسعينات في الألفية الثالثة والتي قطعنا فيها شوطا كبيرا .. لقد تغير كل شيء في المجال الزراعي ولعل الدكتور المهندس سيد القصير وزير الزراعة قادرا على فعل ذلك .