من خواطرى سحر النغم بقلم منى حسن

من خواطرى سحر النغم بقلم منى حسن
من خواطرى  سحر النغم  بقلم منى حسن
 
 
المزيكا دي نوتتها وحروفها كلام بيترجم: من نغمة إحساس فيه سحر فيه سمو كانك بتطير في السما .. مزيكا كلها سلالم والحان كتيرة , وناتجها للي بيسمعها وتأثيرها عليه, بيتغير حاله من حال لحال..
وأحلى حاجة في الكلام ده سماع المزيكا.
هو عالم جميل بينقي عقلك من ضغوط الحياة, بتسافر وتنقل لعالم تانى,  وفى أحوال كتير بيستعمل كنوع من أنواع العلاج ..
إحساسك وإنت حابب تسمع المزيكا, من بدايتها بتبتدي تدخل جوه حكايتها.. وتفاعلاتك واحساسك مردودهُ بيبقى على روحانياتك وبالتالي ينعكس على تفكيرك...
 يا بتسرح في دنيا الخيال يا بتفكر في واقع بيكون جميل, ومن قوة الاحساس بيدوس على نقط ضعف تثير زراير كتيره جواك والحالات اللي ممكن يكون داخل فيها البني آدم من ضغوط  معينة بتحولها وبتفكفكها وتخليها أخف وطأة عليه .. المزيكا بتغير المزاج!
المزيكا فيها جمال روحاني ونفسي, وأي آله بتستخدم في المزيكا ليها تاريخ وحكايه,  وليها وقع على حياه البني آدم,
والمزيكا زمان غير مزيكة الزمن ده, مزيكة زمان كانت رايقة  أوي فيها نغم وروقان وجمال وتاريخ وبناء وتواصل ولغه وحكايه لكل معزوفه ودقه..
جمال وروقان وتاريخ لغه بشرالمشتركه, تاريخها عصور وحضارات من كلاسيكى,  لشرقى وغربى, لترانيم وتواشيح و لفلكلور ثقافات مختلفه لبلاد الخ..
أما مزيكة الايام دى, فريتمها سريع زي زمانها والاحساس بيها بيفَوق, وصوتها عالى مش بيخليك مسترخي وتقوم بمهمتها اللي المفروض بتقوم بيها لكن لحظى, حتى الكلام مفيهوش تواصل واحترام, بيبقى فيه انتقادات بطريقة أو بأخرى مستفزه,.. فانزعج السامع ووترت ودانه وتأثر,  لأن المزيكا دي نوع من انواع توصيل لغه تعبيريه منظمه بابداع للإرتقاء ولسهوله التواصل باحساس الوجدان والفكر ...
كتير مواضيع أغاني كانت بتاخد قضايا وتتبناها.. وايضا تقوم بمهمة سهوله اللحن وتوصيل اللغه بسماعها وفهمها,  منها للحب والشجن واهم ما تلعب به هو الدور المباشر للمساندة وبث الوطنيه وطبعا كان بيبقى مردودها دايما ايجابي ويلمس المشاعر بالانتماء بالوطن..
إنما دلوقتي الموضوع بقى خبط ورزع وكلام .. وحتى الأهدافها ساعات الأغاني والمزيكا بتبقى متطرفة بمستويات مختلفه أو فكرها مش سوي ..
 للأسف الشباب او الجيل منقاد للأغاني دي لأن ده جزء من كينونة زمنه واختلاط الثقافات... تضارب المزيكا والأغاني والكلام بقى مخيف لأنه نوع من ألوان الأسلحة اللي بتتغلل المجتمعات وبتهز وتزعزع ارضها واصولها وكيانها وجيلها وبتبث فيه تغيير بشويش زيه زي حاجات تانية كتير..
استخدام المزيكا أو الفنون, ولأن المزيكا نوع من منظومة الفنون بقي سلاح جيل رابع او خامس, مستتر ومستخبى أنه محدش واخد باله بيدخل ويتوغل من غير ما حد يقدر يعمل عليه كنترول لأن في الآخر بيتقال ده بيسمع مزيكا !!....
إنما هو مش عارف إن الكلام ده ممكن يكون  بيأثر على ابنه أو بنته أو عليه هو شخصياَ ...
مضمون المعزوفة اتغير مضمون الكلام اتغير مضمون المردود اتغير, يمكن لو حد من جيلنا سمع بيبقى متضايق مش قادر يسمع كلامها ولا يفسرها ساعات, ومش كل المزيكا بيقدر يتقبلها .. فـتاريخ واسلوب المزيكا والأغاني والفلكلور اتغير .... 
بأحاول اتفهم مزيكة الزمن ده وأستسيغها زى باقى جيلى بازعل زيادة, لأني بأحس إن الزمن ده والجيل الايام دى, مش قادر يفهم إن المزيكا بتاعة زمانا كان ليها طعم كان فيها سحر الرواقان, والمزيكا بتاعة الزمن ده من غير طعم حتى الكلام مش عارفة هدفه مالوش طعم زى اكل الديليفرى!
ولكن مبسوطة من بعض من فى هذا الجيل, انه بيسمع القديم,  والاحلى بيحبوه وإنه هما دول بيبقى عندهم تكملة مسيرة الجيل اللي قبله, بس هما مش عارفين يعملوا كنترول على عيالهم, علشان اللى الحاصل اقوى كتير, فسيطرتهم وقدرتهم على تحجيم فكرعيالهم بيبقى صعب, لأن عيالهم بيروحوا نادي ومدرسة وأصحاب وعيشة كلها تدور على اللى بيسمعوه ... 
البيت دوره صغير ومايقدروش انهم يفصلوهم عن المجتمع لان معظم البيوت هما المنظومة اللي هي موكبه الجيل, فبالتالي بقى فيه عندهم صراع جامد مش عارفين يعادلوها أو يتحكموا فيها..
وجود مجتمع الجيل القديم أو من يتابع ويقتدى بالقديم بقكره ومزجه بالجديد أوبتطوره قليلين جدا...
أنا مش رافضة التطور ومش رافضه إن يبقى فيه أزمنة لها شكل جديد .. ولكن ما يلغيش القديم .. يدخل معاه ويندمج علشان دايما القديم له تجارب وله نتائج وله تفعيل ومردود لتكملة مشوار جيل جديد وبتبقى اصل بذور تطوره موجودة .. 
 كنا بذرة جيل قديم واستمتعنا, محاولات لتوريث البذور دي للجيل ده واللى جاى ..
فهل نتايج الجيل الجديد بذوره من أجيال فاتت أو أو بقت لسبب بذورها فاسده ؟ ... 
بس لسه المزيكا شغالة والمزيكا دي دنيا جميلة, وكل واحد له ذوقه.., جيل جديد ... جيل قديم,  مش حيغير تون المزيكا ومش حيغير ريتم المزيكا ومش حيأثر على لغه المزيكا ...
المزيكا أحلى معزوفة في حياة البني آدم, تحطه في مود تطلعه فوق وتنزله تحت هي دي مرجيحة الحياة, زي سلم المزيكا ...
حياتنا من غير مزيكا تبقى فاضية مفيهاش غذاء روح مفيهاش حاجة تنعش الفكر والاحساس والوجدان,
المزيكا عاملة زي الحب.. يا حبتها ياماحبتهاش.. حبيت المعزوفة دي من أول لحظة, يا مبقتش عايز تسمعها وتقلب المحطة.
المزيكا فيها ارتباط وتواصل روحاني لا إنت عارف اللي كتبها ولا اللي ألفها ولا اللي عزفها لكن دايما فيه تقدير ليهم كلهم انهم  طلعوا النوته والتوليفه دي ... تأليف التركيبة دي له لغه صوت ومسمع, والصوت ده هو اللي بيأثر فيك وبيخليك تتفاعل معاه سواء بوجدانك بروحانياتك بعقلك بدماغك, بحتة السحر اللي موجودة واللي مش مفهومة وبتفصلك عن واقع إنت قاعد وعايش فيه, في وسط ما انت بتسمع آلات كتيرة متجمعة علشان تطلع تون واحد تسمعه, فيه حكاية بتلمسك بتدوس على زراير فيك تخليك في أي مود تكون, بيصحي جواك حاجات جميلة وساعات مبتكونش متوقع, ولكن في الآخر بتبقى غيرت حاجة ونقلتك لحته تانية.
المزيكا: لحن وفكر ومجهود وابداع والهام,  هى حياة تحطك جواها ولو لعدد دقايق لمعزوفة جميلة وجمالها انك تقدر تسمعها في أي وقت إنت عايزه, وفي أي مكان إنت عايزه, وتسعد بيها نفسك واللي حواليك.
المزيكا هي حكاية وبداية وساعات بتكون لنهاية إنت بتحطها , لأنها هي بتمشي معاك وبتتفاهم معاك زي ما إنت حاسس وشايف, وهى دي دنيا المزيكا الجميلة..
ولسه المزيكا شغالة ....