ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 6 ) صراع الفيتو

ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 6 ) صراع الفيتو
ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 6 ) صراع الفيتو
 
تبدو ملامح الصراع على أرض أوكرانيا بين لاعبين الفيتو وهذا واضح بين موسكو وواشنطن أن الصراع بينهم بين تجاذب القتال من ناحية ومن ناحية آخرى على نظام عالمى يخفت بقيادة أمريكا ولعبة الدولار ومنظومة السويفت والمفاهيم الغربيه على انها قيم عالميه وبين نظام آخر تولد أو ولدت قواه من عدة دول قوية تفرض ارادتها فى كيفية ادارة الملفات الدولية منها محاولة ايجاد منصة ماليه بديلة لسويفت بقيادة روسيا والصين وكذا تجمع امنى بما يعرف بدول منظمة شنغهاي للأمن التى تضم دول ليس من بينها دول غربيه وكذا تجمع البيركس الإقتصادي الذى يضم ما يقرب من نصف الإنتاج العالمى وكل هذه بدائل تعمل فى خطوات تنضج بالنار على قدر أرض أوكرانيا 
وفى ظل هذا نجد دولة ثالثة هى انجلترا من دول الفيتو غارقة فى الصراع كأمريكا بالتمويل بالسلاح وجهاز مخابراتها ضد روسيا وتتحمل آلام وأوجاع تعصف بالأقتصاد الانجليزى الذى من نتائجة اقصى رئيس وزراء بريطانيا و  هنا يصعد السؤال البسيط لماذا هذا التحمل فى نزيف الخسائر هل هى حماقة أو تبعية لأمريكا وهذا هو التفسير السطحى المباشر للأمر لكن من ينظر بتمهل فى غابات الأرقام للنظام المالى الحالى نجد نسبة كبيرة من ناتج انجلترا يعود فقط من تحويلات الأموال فى لندن التى تتعدى ناتج دول افريقية مجتمعه تصدر خامات والتكاليف لذلك الربح ببساطه لاشئ سوى انها منظومة عالميه اجباريه لدول العالم لذا بريطانيا منخرطة فى الصراع كمن يغرق ويتمسك بلوح خشب او مركب صغير ليستعد لاستعادة كل الأرض بهزيمة مشروع تعدد الأقطاب الجديد واعادة ترميم النظام الغربي الحالى بأطول فترة ممكنه فى التاريخ 
وهنا يأتى الدور على الصين ذاك المصنع الضخم الذى يعتمد عليه العالم فى استهلاك منتجاتها ودائنه لكل العالم فى ميزانها التجارى وعلى رأس العالم المدين للصين تجاريا امريكا والاتحاد الأوروبي وتلك السفينه الصناعيه العملاقة برز منها قوة عسكريه تبدو موجعه الى حد كبير ويفسر البعض أن امريكا جذبت اوكرانيا للناتو لاستفزاز روسيا لاحداث حرب كبرى تسحب فيها الصين ولكن النتائج لم تأتى فى صالح امريكا بتوقع انهيار مالى اقتصادى روسي بل العكس النزيف كان غربيا أكثر فكان الاتجاه اكثر وضوحا للصين بتسخين لغم تايوان بارسال العجوز رئيسة برلمان امريكا لتايوان والتى تعتبرها الصين جزء من أراضيها باعتراف امريكى وعالمى لتشتعل الصين بمناورات عسكريه كرد مبدئي على زيارة بيلوسي ولم تكتفى بذلك بل امتد الأمر لسحب خمس شركات صينيه من بورصة نيويورك للضغط ماليا على امريكا والتى يعتمد اقتصادة على حركة الاموال اكثر منه على انتاج حقيقي بخلاف انتاج السلاح أما عن الصين وضم تايوان فلم تبدء من اليوم بل من سنوات وعلى طريقة معبد شاولون كما يبدو لى باستخدام اسلوب القط فى تدويخ الفأر قبل التهامه وذلك بتكرار مستمر عبر سنوات لطلعات الطيران الصينى ودفع تايوان على اخراج طيرانها لصد ما يشبه اعتداء واعادة الامر بطيران آخر صينى ومواجهة تايوان فى لعبة فنية عسكريه مفاداها تكسير قوى طيران تايوان بتقصير عمرها الفنى لدفعها باستخدام عدد ساعات طيران اكثر مما ينبغى حتى ما يسمى الهجوم الشامل عن طريق هجوم ارضى بزى غير عسكرى ويقابله حركة طيران شبه حرة أمام طيران عانى الارهاق ولكن هذه مجرد تكهنات لمراقبين غربيين وبالاخص المانيا فهل هذا التوقع المبنى على مشاهدات واقعيه هو ما سيجرى ام فقط كارت ضغط لعمل اتحاد فيدرالى بصيغة ما وضمها بطريقة استسلام للتنين الضخم قبل الألتهام 
أما الدولة الخامسه فى الفيتو لمجلس الامن هى فرنسا وهى بخلاف امريكا لا تمتلك عملة العالم ولا تمتلك منصة سويفت ولا هى حاضن قوى للمبادلات الدوليه كلندن ولا هى تتأذى بنفس درجة المانيا من الحرمان الروسي من الطاقة لذا نرى مواقف فرنسا تأتى فى منتصف الطريق تارة مع امريكا وتارة نجد تصريح ماكرون يجب الا نستفز روسيا كثيرا وتارة لبايدن اتصلنا بالامارات والسعوديه لزيادة النفط وكان الرد أن الامر صعب وذلك فى قمة العشرون ومن قبل ازمة اوكرانيا تركن فرنسا للخروج من مخالب النسر الامريكى ببناء قوة اوروبيه عسكريه بخلاف الناتو لتعارض المصالح الاوروبيه فى بعض الملفات مع مصالح امريكا لذا دائما نجد فرنسا عضو فى الناتو تمتثل فى قراراته وتركن فى نفس الوقت للتهدئه ومد خطوط الاتصال مع روسيا بل أظن ميلاد النظام الجديد متعدد الأقطاب ربما يجد ظل طريقه من باريس .