نص الكاتبة والروائية المصرية (هدى حجاجي) دراسة : الدكتور حمزه علاوي مسربت العراق بابل

نص الكاتبة والروائية المصرية (هدى حجاجي) دراسة : الدكتور حمزه علاوي مسربت العراق بابل
نص الكاتبة والروائية المصرية (هدى حجاجي) دراسة : الدكتور حمزه علاوي مسربت العراق بابل
 
 
 
 مُهَاجِرة 
حين رأيتك 
خلعت ثوب الحرية 
وأرتضيت قضبان أضلعك 
أن سألوك عني يوما
غادر محطة الصمت 
وقل 
كانت جنتي
 التي دختلها وأنا مؤمن 
وبخمر عينيها صرت ثمل 
كلما كتبت لها قصيدة 
قالت أرتقي 
وبآيات عشقي 
على مسامع الكون رتل 
قل لهم 
كلما باعدتني ذنوبي عنها 
بقلب أم روؤم نادت 
عليَ أقَبل
قل لهم 
كأنها نور الصباح 
إذا أنبلج 
ما رأيت أجمل منها .                                                               
تهاجر ..تتودد ذاتها امام مرآتها .. تمازح الحس وفق ما يحلو لها .. عيناها تغفوا على ندى الصبح وتتسامر مع خيالاتها لسويعات من الزمن ..اناملها تلامس الوتر وترسم خارطة السلم ..ايقاعاتها تماثل وتناظر جسدها كطفلة برداء فراشة تغازل الغصن وتنحي لها ابراج الورد الملون ..حرة لا يقيد معصميها القيد .. لايغل صوتها الخوف وحسبان ما يورثه الموقف ؛ كل هذا يجسد حريتها وخلو الحالة الذهنية من الوجد والقلق ، واحاسيسها الهادئة .. لم يكن بالها مشدود الحال ..لن تبحر اشرعتها صوب شطآن الغزل والحب المتيم . ساقتها عيناها حين رأت فارسا غنم رمحه قلبها ، وحبذت قضبان اضلعه ، وسجنت روحها في هواه واضحى هو السجان . اتخذت الشاعرة لفظة ''القضبان'' كدلالة رمزية للعلاقة العاطفية والقلبية بينها.  ارادت الكاتبة ان يخرج من صمته ويفصح عن حبه . وطدت الكاتبة ثنائية الظاهر والمكنون ، القضبان والضلوع ؛ هذه العلاقة الجدلية تفصح وتعيد ما كان منسيا عند المتلقي ؛ اي تزيد من قوة ذاكرته . انتقلت الكاتبة الى التعبير المجازي العقلي ؛  من الرؤية الدينية الى رؤية رومانسية  .. فهي الجنة من يدخها من آمن بقلبها ...من تجرد من نوازع الدنيا .. من كان قلبه وفيا وصادقا . يرتشف حبيبها من خمر حور عينها ، فيسيل و يتيه في عالم رومانسي يسهوان على شاطئه العاشقان . تبين القصيدة صورة تلاءمت فيها الاحاسيس والعقل. ترسخ الشاعرة في نصها الشعري لغة حوارية واحاسيس لفظية متبادلة . يزيد تكرار''قل'' من جمالية النص واستمرار تسلسل الايقاع اللفظي وزيادة فاعلية الحوار وتعاطفه مع الحدث . توظف الشاعرة الاداة'كلما' للدلالة على التكرار والتوكيد الايقاعي اللفظي والزمني ؛ كذلك تعتمدها لتزاوج حركة الحاضر وتفاعلها مع الماضي من اجل ايقاد الزمن لحركة النص . توسدت القصيدة بين التلقين العاشقة والتنفيذ المعشوق ، بين الادبار والإقدام . عززت الشاعرة من تشبية ذاتها لاضفاء الصفة الجمالية للنص المكتوب ؛ فهي تجوب ما بين المكان _الجنة _ ، والزمان _ انبلاج الصبح _ .