محمد أكسم يكتب: ذكريات دافئة

محمد أكسم يكتب: ذكريات دافئة
محمد أكسم يكتب: ذكريات دافئة
 
 
كثيرا منا لديه من الذكريات رصيداً كبيراً فى بنك الذاكرة والوجدان, رصيداً يدخره المرء فى ذاكرته لا ينفذ ولا ينتهي, شريطاً من الذكريات يمر بكل تجلياته أمام أعيننا وقت استدعائه,ذكريات محفورة داخل الأعماق لا تمحوها الأيام تمثل لنا أشياء جميلة في مرحلة ما من أعمارنا وحياتنا .
 لدينا نوعان من الذكريات,الأول زمني فى صورة تواريخ ومواقف مر بها الإنسان في حياته، والثاني مكاني متعلق بمكان معين مرتبط بشئ من الحنين.
يعيش الإنسان مراحل مختلفة في حياته،ولكل مرحلة لها من المميزات والتفاصيل تجعل من صندوق الذكريات حافظة تحتوى على كل تفصيلة كان يعيشها في طفولته مثل العائلة وتجمعهم فى المواسم والمناسبات بكل تفاصيلها المليئة بالعادات وبالطقوس.
فإذا انتقل الشخص من وطن لأخر، فبالطبع يصطحب معه هذا الصندوق ليقتنص لحظة من الزمن الحاضر ويقوم بفتحه بغرض العودة إلى الزمن الجميل . 
كثيراً منا لديه من الحنين ما يملأ به العالم بأسره فالقلب والعقل خزينة الذكريات يشعر الإنسان بالحنين عندما يعجز القلب عن التمني فلا يجد ملجأً سوى الماضي لأنه أكثر حقيقة وصدق.
الماضي هو أجمل فترة في حياة المرء, فهذا من قوانين الحياة, يرى سعادته الحقيقية فى البيت القديم والحي والشارع القديم والأصدقاء القدامه والإمكانيات البسيطة والمحدودة.
نتذكر العودة من المدرسة بعد يوم شاق من اللعب والدراسة, نغير ملابسنا ثم ننتظر وجبة الغذاء ياليها مباشرة عمل الواجبات المدرسية.
نتذكر أيضا توبيخ الأهل كل صباح بسبب تقصرينا فى الدرجات وعدم الحفاظ على مظهرها ونظافة ملابسنا أو طلب زيادة المصروف.
نتذكر الرحلات المدرسية كل فصل دراسي, ورحلات العائلة الممتعة التي تترك أثر جميل في النفس يستحيل نسيانه ولن تسمح لنا الذاكرة باستبعاده.
 إن فترة الطفولة تعتبر من أجمل الفترات التي يمر بها الإنسان فى حياته, فهي مليئة بالحنان والحب وبعض المشاعر التي تصارع بعضها البعض, فهي منجم الذكريات وتكَون خليط أحاسيس جميلة تساعد الإنسان على أن يخرج من مشاكله وأزماته, وذلك حين يتذكر زمن الفطرة والعفوية والبراءة والبساطة لا يعرف حقدًا أو كرهًا أو إساءة. 
إن الإنسان السوي هو الذي تتصارع بداخلة العاطفة والحنين والحب والبراءة لتصنع مزيجا من الأحاسيس الجميلة والمشاعر الراقية النبيلة.
بلاشك أن المرء يمر بالعديد من المواقف فى مراحله الحياتية منها السعيدة المبهجة والتي تعطيه الأمل,معالمها طيبة, تحمل بعض المعاني الجميلة التي لها اثر على النفس,ومنها التعيسة المزعجة التي تأتى بالعجز واليأس والآلام وخيبة الآمال وكل منهما تضيف له وتثقله بالعديد من الخبرات.
 وينبغي أن تدون فى مفكرته فهي تبني الشخصية وتجعله يتأثر ويتعلم من المواقف يكتسب شيئًا جديدًا في حياته ويتعلمه. 
هكذا تكون الذكريات دافئة,عبارة عن مواقف وأشياء محمله رأيناها بعيوننا حفظناها في عقولنا ,تمر بينا الأيام ونمضي تاركين خلفنا لحظات جميلة لتبقى ذكرى, من خلالها نستطيع أن نقاوم ونواجهه ضغوط الحياة رغم صعوبتها.