(عطاءٌ غير مجذوذ) قصة قصيرة جدًا بقلم : ضياء صلاح عبد الحميد

(عطاءٌ غير مجذوذ) قصة قصيرة جدًا بقلم : ضياء صلاح عبد الحميد
(عطاءٌ غير مجذوذ) قصة قصيرة جدًا بقلم : ضياء صلاح عبد الحميد


كنت في غرفتي بين النائم واليقظان
 فأغمضت عيني ثم فتحتها وجدت أن الغرفة كلها تحولت إلى اللون الأسود  كان ظلامٌ حالك كنت أتساءل
 ماذا حدث؟ وأين أنا؟ 
فجأة سمعت صوت الباب يُفتح  ذلك الصوت المزعج وكأنه لم يفتح منذ آلاف السنين ثم وجدت اثنين يتجهان نحوي مباشرة كانا طويلا القامة عظيما الهيئة وأصواتهما  كالبرق الخاطف فأخذاني  من يدي قلت لهما : " أين تذهبان بي ؟ "فلم يرد أحد منهم ظللنا سائرين في ممر طويل شديد الظُلمة ثم خرجنا إلى مكان فسيح وجدت أُناسًا كُثر سائرين في نفس اتجاه سيري حاولت أن أسأل أحدهم  فلم يُجب منهم أحد . كانوا يسيرون جماعات وعيونهم  إلى الأمام لا تتحرك وخطواتهم موحدة ومقصدهم واحد ثم وصلنا إلى منطقة واسعة جدًا وحينها عرفت أني ميت ،وأنا هُنا في عالم الآخرة ثم أُعطي لكل واحد مِنا تلفاز قالوا لنا : " لكي تشاهدوا ما يحدث في عالم الأحياء "  أخذ كل  مِنا يفتح تلفازه ليرى الأحداث وجدت أن الحياة لم تتوقف على أحدٍ مِنا ومازالت مستمرة وحركة البيع والشراء لا تتوقف  ؛ ولكن وجدت ظل  شيئين واقفين خلف الأشخاص اللذين يذهبون ويرجعون ، ويشترون و يبتاعون ،ويتسامرون ويضحكون ،هذان الظلان لم يتحركا وظَلا ثابتين ونظرت إلي غيري فوجدت نفس الشيء كما عندي  وبعدها علمت أن  الظلين  كانا ( لوالداي) هم اللذان لم ينسوا ولم تشغلهم الحياة عن ذكرنا.