حمدي رزق يكتب : محور سمير فرج

حمدي رزق يكتب : محور سمير فرج
حمدي رزق يكتب : محور سمير فرج

 

إطلاق اسم اللواء دكتور «سمير فرج» على محور الأقصر الجديد، الذى يربط الطريقين الصحراويين الشرقى والغربى، يوم (٨ مارس ٢٠٢٣)، يُذكرنا بميلاد الأقصر كمحافظة فى (٧ ديسمبر ٢٠٠٩)، وتولى الدكتور سمير أولى مهامه المدنية محافظًا لمدينة الفراعين، ليكون أول محافظ للأقصر فى عصرها الحديث.
بين الدكتور سمير والأقصر علاقة روحية، تحس أنه من مواليد الأقصر حبًّا، جاء إليها من الشمال من المحافظة الباسلة «بورسعيد» ليرسم الأقصر على الخارطة الوطنية مدينة تجتذب أنظار العالم، وبينه وبين أهلها كما يقولون «عيش وملح».
وبين الرئيس السيسى والدكتور سمير ما نسميه «الفضل»، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وما تفضل به الرئيس بإطلاق اسم الدكتور سمير على محور الأقصر من الفضل، تكريمًا لقائده، اللواء أركان حرب سمير فرج، دليل احترام وعرفان وامتنان.
اللفتة الرئاسية على بساطتها تشكل دستورًا شعبيًّا مستقرًّا فى الضمير الجمعى المصرى، وصية رئاسية بإفشاء الفضل بينكم، وتُعرفون بالفضل. والفضل، كل الفضل، إسناد الفضل لأهله.
التوجيه الرئاسى يترجم أدبيات مستقرة، الفضل لأصحابه، مستوجب إنزال الكرماء منازلهم، مكانهم الكريم، والاعتراف بفضلهم، والامتنان لحسن صنيعهم.
السيسى كإنسان قبل الرئيس يحفظ الجميل الوطنى، ويرد الجميل لأصحابه، الوفاء الوطنى ليس بالهوى، ولكنه بعظم التضحيات، معلوم، لا تسقط أسماء القادة العظام من ذاكرة الوطن، ورئاسة الجمهورية تعرف جيدًا معنى الوفاء.
ما تيسّر من سيرة الدكتور سمير يلخصه تكريم الرئيس لقائده، فى الندوة التثقيفية الـ٤٨ احتفالًا بذكرى أكتوبر العظيم، يومها شهدنا معنى الوفاء والإكبار، ما حرّك الدمع فى عيون الدكتور سمير من فرط تأثره بعطفة الرئيس وتواضعه وهو يعلن على العالم أن اللواء سمير فرج قائده، وأول مَن تنبأ بموهبته العسكرية، ويحفظ اللواء سمير فرج للسيسى حسن صنيعه الوطنى بإزاحة الاحتلال الإخوانى فى ٣٠ يونيو.
الوفاء عنوان عريض للرئاسة المصرية، رسالة بعلم الوصول، خلاصته نحن نعرف قدر الرجال، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، والإحسان الوطنى، أى خدمة الوطن، لا يُجيدها سوى المفطورين على حب الوطن، وهؤلاء ثلة من الأولين خاضوا حروب مصر كلها، وثلة من الآخرين يبنون صرح مصر العظيم.. يد تبنى ويد تحمل السلاح فى وجه الأعداء.
لن أذهب إلى التاريخ وهو خليق بالدرس، ولكن ما يهمنا الحاضر الذى يحمل فى أيامه رغبة مؤكدة فى «رد الاعتبار» لقامات وقادة أعطت لهذا الوطن حياتها، وهبّت لنصرة شعبها، ولم تتولَّ يوم الزحف، وسجلت سطورًا مضيئة فى كتاب التاريخ العسكرى المصرى. (اللواء أركان حرب سمير فرج من أبطال حرب أكتوبر).
لن أُحدثكم عن «الاحتفاء» بالعظماء داخل الجيوش والمعسكرات، تتسمى الفرق والكتائب بأسماء القادة والضباط والصف، حتى إن الجندى المجند الذى ضرب مثلًا فى التضحية والشهادة يحظى بالتكريم.
التسميات يحكمها قانون الوفاء، السيسى يرسم طريقًا جديدًا فى الوفاء، غاب عنّا فى زمن الإنكار والنكران والجحود، وإن تعدوا أسماء القادة العظام لا تحصوها، تاريخ العسكرية المصرية زاخر بالأسماء، كتاب التاريخ العسكرى الفاخر زاخر بالقادة العظام.
الحمد لله أن هيأ لنا قائدًا يعرف الفضل، ويتّسم بالوفاء، ويُجلى جواهر التاج فى العسكرية المصرية، أن تختار زهرة من باقة زهور، أن تقف على اسم من أسماء عظيمة، أيهم تختار، تختار وأنت مطمئن أن الاختيار سيصادف أهله، وهم أهله، أهلٌ لكل تكريم، فى مؤسسة الرئاسة يتنسّمون الذكرى العطرة.