سامح أدور سعدالله يكتب : الحياة تحتاج إلى الآخر

سامح أدور سعدالله يكتب : الحياة تحتاج إلى الآخر
سامح أدور سعدالله يكتب : الحياة تحتاج إلى الآخر
 
الحياة مسيرة و منهج و لا يستطيع  الفرد أن يعيش بمفرده أو بمعزل عن الأخرين , و هؤلاء هم الذين يمثلون جزء من البيئة التي يعيش فيها الأنسان , بهم يكمل مسيرة الحياة و منهم من يشكل الينابيع و الروافد التي تغذي حياته على مدار العمر كله 
و هذا ما يذكره علماء الاجتماع . و التنشئة الاجتماعية لها المؤسسات التي تشكل وعي و ثقافة الإنسان و فكره على مدار حياته العمرية , تختلف المؤسسات الاجتماعية في صنع شخصية الفرد و هذه المؤسسات هي الأسرة الحاضنة ثم  جماعة الرفاق  الذي يتواجد معهم في الحضانة ثم المدرسة و رابعًا الأعلام المرئي و المسموع , ثم العالم الواسع و الكبير و يمثله النوادي و مقر العمل و مجالات العمل المختلفة على حسب ميول و اتجاهات الفرد , و كل هذه العوامل هي المؤسسات الاجتماعية التي تأخذ دورها 
و هي كما يلي ؛
"تتشكل المؤسسات الاجتماعية 
على أساس المجتمعات التي ترتبط روابطها الاجتماعية بجمعيات المنظمات. وتسمى هذه الروابط الاجتماعية المؤسسات ، وتسمى النظم الاجتماعية المؤسسات الاجتماعية.
المؤسسة الاجتماعية هي شكل مستقر نسبيًا لتنظيم الحياة الاجتماعية ، مما يضمن استدامة الروابط والعلاقات داخل المجتمع. يجب تمييز المؤسسة الاجتماعية عن منظمات ومجموعات اجتماعية محددة. لذلك ، فإن مفهوم "معهد عائلة أحادية الزواج" لا يعني عائلة منفصلة ، ولكن مجموعة من المعايير التي يتم تنفيذها في عدد لا يحصى من الأسر من نوع معين.
المهام الرئيسية التي تؤديها المؤسسة الاجتماعية:
يخلق فرصة لأعضاء هذه المؤسسة لتلبية احتياجاتهم واهتماماتهم 
ينظم تصرفات أفراد المجتمع في إطار العلاقات الاجتماعية 
يضمن استدامة الحياة العامة ؛
يوفر التكامل بين تطلعات وأفعال ومصالح الأفراد 
ينفذ السيطرة الاجتماعية"
و هذه المؤسسات من داخلها الإنسان الذي يشكل الينابيع و الروافد  التي تتداخل مع الإنسان الفرد و لكن ما معني 
هاتان الكلمتان 
الينابيع و الروافد .
 
كلمة رافد تعني (مَجْرًى مائيّ يَصُبّ في مَجْرًى مائيّ آخر.)
و كلمة ينبوع تعنى 
1.
مَخْرَج ماء، نَبْع، عَيْن، مَنْبَع.
"ماء يَنبوع"
.
ما يصدُر عنه شَيْء، ما ينبُع منه ويخرُج، مَنْشأُه وأَصْلُه وَمَبْدَأُه.
"يَنْبُوع سَعادةٍ"
كل شخص يعيش علي هذه الكورة يحتاج  إلى  الأخر يُكمل به مسيرته في الحياة سوء كانت طويلة أو قصيرة,
 فلا يمكن لرضيع أن يُكمل حياته بدون أمه ينبوع الحياة رافد النعمة الذى يصب فى شرايينه.
 به يعيش  و  به يكمل حياته.
 رافد الأم حياة تسقيه حليبها حتي يوم الفطام ,  عندما يُحرم الرضيع من ينبوع حياته و الرافد الذى يستمد منه نور الحياة.
و أحياناً  تستبدل بأم أخرى و لكن أبدأ لا يمكن أن تكون مثل أمه الذى أنجبتهُ  . يكون الينبوع شبه صناعي ألة تحاول أستكمل ما فقد مثلها مثل الطرف الصناعي أظن أنه في أغلب الاحيان يفتقد فيه الرضيع للحنان الجاري عبر الحليب من ثدى أمه إلي جوف جائع منتظر لمن يملا هذه المعدة الخاوية  و كأنه أصبح مثل ألة فقد دون مشاعر ربما كان أفضل له أن يكون رافده هو الحليب الصناعي بوجد  أمه الحقيقية لتكمل معه طريق الحياة الطويل ,
و يدخل رافد أخر كان يراقب من بعد هو أبيه ينبوع أساسي لأستكمل ما بدء ينبوع الحب و العطاء و كثيراً من يحرم هؤلاء الاطفال من هذا الرافد شديد الأهمية و لكن لفقدان هذا الرافد تأثير سلبى قوى علي حياة هذا الطفل كيف يدخل معترك الحياة  وحيداً  دون سند و نابع قوى يمده بالقوة و الأمان و رافد نادراً لا يتكرر إلا في اقل الظروف  سوف يخسر كثيراُ علي الاقل أن فقده في العشر سنين الاولي .أكيد سوف يعاني الكثير من الحرمان الأبوي , و ربما ينظر إليه  نظرات متباينة من ضعف و شفقة و عطف و كلهم غير مرغوب فيها .
و هناك رافد لا يقل أهمية عن الرافدين الأولين هما الأخوة و يعتبر هذا الرافد أو هذه الروافد من أهم الروافد في حياة الشخص , بهما تكمل حياتك فهم من ينبوع مشترك معك تجري بينكم دماء و جينات و ملامح من نبع واحد هو أساس الحياة بالنسبة له .
هذه الروافد سوف تكون سند و دافع قوى لمواصلة الحياة و وجودهم فى الحياة معك  لهي نعمة كبيرة ,
أعلم حينها أنك من المحظوظين جدًا  ,و لكن لابد ان يكون نابعهم طاهر طيب لا نه( كل أناء ينضح بما فيه  ) أن تربيتما  علي الحب و العطاء كانت تلك روافد تمدك بنسمات الحياة طوال العمر 
و رافد مصطنعة جديدة الأنساب و أنت علي ما تلقيك المقادير يمكن أن يكون أخوة (فالنسيب هو أخيك بالقانون ) لو نبتت بينكم بذرة الحب , وويلاك لو تحرك الحقد في قلوب أحد منكم . 
و روافد 
أخرى أرها متوسطة و ضعيفة  و قد لا تجدى نفعاً رغم أنها من نبع واحد  و لكن من جذور أبعد  ممتدة في العمق  أبناء العم و  الخال و لكن كثرة الروافد أفقدتها الحب الحقيقي و نادراً ما نجد رافدًا يُمدك بنفس القوات السابقة .
و هناك روافد لا قيمة لها رغم أن جميع الحكماء و الكتاب اجمعوا علي أهميتها  و لكن في الحقيقة هي لا تجدي نفعا ً ما لم تكن تملك  صفات و ملكات خاصة تجعل منك أنسان جذاب فيقتربون إليك فهم اشبه برافد جاف أو رافد معطل لا يعمل إلا أذا اصبحت ينبوع لهم  تصب أن أولا لهم وهو رافد الصديق نعم لا أجد لهذه الكلمة معني سوء تبادل مصالح بينه و بين هذا الشخص لا يوجد صديق يمدك أو يسندك إلا لمصلحة ينتظر أن يجنيه فيما بعد فلم يكون رافدًا ابدًا و لا تتعشم به خيرًا ما لم يكن لديك ما تعطيه لا جله    
و رافداً أخر هي الزوجة أو الزوج و هو الرافد الأساسي الذي يكمل به الفرد حياته إلى المنتهي و هذان رافدان  يسيران  في أتجاه واحد  رغم أنهما يأتيان من اتجاهات بعيدة جداً أو  قريبة , لكنهما يتقبلان ليصيرانا  ينبوع واحد يصب في حياة جديدة و يكونان اسرة جديدة في مجتمع مستمر.
 هذان الرافدان اللذان صاروا ينبوع واحد عليهم   أن يحسنا مواردهم لآجل هذا القادم و الرافد الجديد في سلسلة الحياة المتعاقبة     في  قصة الحياة التي لا تنتهي  .