محمد لواتي يكتب : أمريكا على حافة الانهيار..؟ ( ٢ )

محمد لواتي يكتب : أمريكا على حافة الانهيار..؟ ( ٢ )
محمد لواتي يكتب : أمريكا  على حافة الانهيار..؟ ( ٢ )
لقد خاض "جورج بوش" الابن وهو مثل أبيه من المحافظين الجُدد حربا ضد العراق بناء على معلومات كاذبة – وكان مُتيقناً من كذبها - فخسر في العراق حوالى ثمانين ألفاً من جنوده بين قتيل وجريح ومعتوه ذهنياً، وخرج من العراق هارباً طالباً الحماية الأمنية لجنوده عند الخروج من عدوّه إيران. ثم جاء بالحرب الاستباقية ضدّ حزب الله ومن بعدها وبعد فشله فيها جاء بالفوضى الخلاّقة والتي بشرّت بها وزيرة خارجيته "كوندوليزا رايس" وبالتالي سقط ، وسقط معه مشروعه السيّئ الذِكر "الشرق الأوسط الجديد"خرج من البيت الأبيض ولم يربح من الحرب غير الدمار والخراب وتضخيم مأساة الشعبين الأميركي والعراقي..
جاء "باراك حسين أوباما "وهو من بقايا عصر العبيد، وكان أن خاطب العالم من القاهرة بأنه رجل السلام وأنه الأوفر حظاً في معالجة القضية الفلسطينية بإنصاف. واخترع لنفسه نظرية" القتال من الخلف "وأكّد أن الجنود الأميركيين لن يخوضوا حروباً جديدة خارج أميركا ؟، يكفي مأساة حرب أفغانستان والعراق.. فإذا به يُغرِق العالم العربي في فوضى طائفية كان بدأها سلفه وحروب داخلية في كل العالم العربي وأوكرانيا بما عرف بالربيع العربي.. والحروب الملوّنة.. وحاول الاستدارة نحو آسيا والخروج من الشرق الأوسط لأن المستقبل لآسيا كما قال الز غيم نهرو.. وبالتحديد مواجهة العملاق الصيني الذي ظهر فجأة كقوة اقتصادية مُنافِسة لأميركا. ولكنه نظراً للمواقف الرمادية الذي ظلّ يتلاعب بها سقط في الوحل السوري وأسقط معه التاريخ الأميركي في ما هو أسوأ ، وكانت الأزمة المالية 1988 هي من أسوا الأزمات التي واجهت وتواجه إلى الآن الولايات المتحدة الأميركية... حيث خسر فيها المجتمع الأميركي ثمانية ملايين وظيفة، وخسر فيها الشعب الأميركي ستة ملايين مسكن ممن كانوا يسدّدون مبالغها من البنوك بسب توقّفهم عن أداء السداد لفقدان وظائفهم.. وكان للرعاية الصحية نصيب من هذا الانهيار..هذا التوالي في الانحدار خلق جواً عاماَ آخر في أميركا غير الجو الذي ظلّت تساوم عليه النُخب الأميركية ومؤسسات قياس الرأي ومعاهد الدراسات الإستراتيجية .. إن قهر الشعب بوسائل غير منظورة وأحياناً بوسائل التعمية الإعلامية لم يجد صداه إلا لدى أصحاب وسائل الإعلام المُنظّرين لها  المستفيدين منها، بَيد أن الطبقات الاجتماعية المقهورة إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، أحسّت بأنها تُساق كالقطيع باسم شعارات استُهلكت ولن تجدي نفعاً إلا لمن أتوا بها.. إنها في حاجة إلى رؤى أخرى تأخذ بالواقع وليس بما تدعو إليه مؤسسات هي في الأصل غائبة عن الواقع أو عائمة في تنظيرات سياسية واقتصادية لا تخدم إلا طبقة مُعيّنة... المؤلم لأميركا اليوم أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت بُطلان كل ادّعاءات الإعلام ومؤسسات قياس الرأي، وبدت وكأنها مُجرّد شطحات في بحر كبير من الخرافة.
لقد اجتمعت كل وسائل الإعلام التي عُرفت لسنين بسوء حيادها إلى جانب "هيلاري كلينتون" أكثر من مائتي صحيفة مقابل ست صحف مع "دولاند ترامب" وكل الخبراء والسياسيين هم أيضاً كانوا يؤكّدون في تحليلاتهم على فوز "كلينتون " المؤكّد!! وأغلبهم أكّد ذلك.. فهل كل هذا الكم الهائل من الإعلام ومن الخبراء ومؤسسات قياس الرأي ضحية الشراء بالمال له..؟ أم أن في الأمر شيء آخر..؟ الحقيقة أن الإعلام ومؤسسات قياس الرأي وغيرهما بهذا المستوى المُتدني والمنحطّ أحيانا هم كلهم ضحية سوءفَهم الواقع وحقيقة ما يجري على الأرض من تشابكات سياسية، وبالتالي فإن مصداقيتهم هي الآن في الحضيض، وربما كشف ذلك كله للرأي العام العالمي أن ما تدّعيه أميركا من فَهم للأحداث ومن قوة إعلامية، ومؤسسات قادرة على التنبّؤ بما هو حادث هو مُجرّد تيه ٍمن الضلال بلا دليل،  والدلؤل المام  الواضح حرب اوكر انيا وهي حرب افقدت امريكا جل اصدقائها مع تراجعهة الي الخلف قياسا بروسيا والصين..وبالتالي أيضاً فإن الهيمنة الإعلامية بالخصوص النادى بها في امريكا هي مؤسسات للكذب والتضليل وليست هي مؤسسات للفَهم ونقد الذات.. لكن "حكام امريكا من جورج بوش الاب الي اليوم" أرادوا- فيما يبدو واضحا - ترصيف سياتهم بالتاريخ الأمريكي العنصري على ظنون الواقع وكان هذا هو مطلبهن مند تبنيهم العنصرية كمبدأ في مواجهة العالم كله والداخل كله..  كان هذا بعد ان حاول من سبقوهم للبيت الابيض اسقاط التاريخ على رؤوسهم قط فكان ان تحولت الساسة الى مجرد بقع بسبب التاريخ الفردي وكانت الجغرافيا،( جغرافية أمريكا)اليوم وفي عهد" بايدن" مجرد رقعة شطرنج بين البيض والسود ولم يكن التاريخ فيها سوىتراجع الا الخلف..يتبع