أحمد طايل يكتب : السياسة وألاعبها....مشهد حياتى

أحمد طايل يكتب : السياسة وألاعبها....مشهد حياتى
أحمد طايل يكتب : السياسة وألاعبها....مشهد حياتى
 
 
..فى يوم قصدنى البعض من أهل القرية بسبب علمهم أنى ورثت عن الأب فضيلة العطاء، لإيجاد حل للوحدة الصحية بالقرية التى تم إزالتها من أكثر من عامين، ويمارس العمل بها من خلال إستئجار بيت صغير المساحة من بيوت القرية، على أحد أطراف القرية، كانت علاقاتى بهذه الحقبة ليست بقدر يتيح لى أن أفعل شئ أو حتى المحاولة، ولكن كان صعبا أن أتخاذل أو أعلن أننى لن أستطيع التحرك بهذا الصدد، كانت ليلة مسهدة تماما، التفكير الشديد أخذ يؤرجحنى يمنة ويسرة وأماما وخلفا وبكل أنواع الأرجحة، وبالأخير أسلمت قيادى للنوم قبيل الفجر بساعات قليلة، بالصباح وجدت نفسى أرتدى ثيابى وأهرول إلى محطة السكك الحديدية الكائنة بقرية مجاورة لقريتى، ركبت القطار وذهبت من فورى إلى مديرية الشئون الصحية، طلبت لقاء وكيل الوزارة ومن حسن حظى أن مدير مكتبة كان رجلا صاحب بشاشة ومرن صار صديقا لى فيما بعد حتى بعد تقاعده، حدثته عن الأمر، دخل إلى مكتب وكيل الوزارة، أخذ بعض الوقت، أصابنى القلق لأنه رغم دماثته الخلقية دفع إلى بهاجس إمكانية الرفض، أخيراً فتح الباب وأشار إلى بالدخول، ألقيت بالسلام على الوكيل الذى رد بفتور جعلنى أهمس داخليا، الجواب واضح من عنوانه، أشار إلى بالجلوس، جلست وانا غير مستبشر خيرا على الإطلاق، سألنى عن الأمر، أخبرته أن الوحدة الصحية بالقرية صدر لها قرار إزالة من أكثر من عامين وللأن لا توجد أى بادرة لإعادة البناء، تفرس بوجهى بشكل غريب ومثير للتساؤل وبوغت منه بسؤال وبلهجة لا تعطى انطباعا إلا بالحدة الشديدة.
* وأنت ما صفتك للتحدث بهذا الامر؟
حقيقة تلجم لسانى وعجزت عن الرد للحظات لا أدرى كم وقتها مقدارة، ولا أدرى حتى هذه اللحظة كيف واتتنى الشجاعة للرد عليه بلهجة مشابهة لحدته.
* هل من الضرورى أن أكون منتميا لما تريده حضرتك  من صفه لا أدرى ما هى؟، صفتى يا دكتور الوحيدة أننى إبن لقريتى ولى الحق كمواطن أن أتبنى مطالب قريتى، وسكت قليلا بعدما وجدت بعض إمارات الدهشة على ملامحه وأكملت أعدك أنها ستتم وخرجت بلا إلقاء التحية، لحظتها فجأة طرأت برأسى فكرة دخول عالم السياسة ولكن بطريقتى، بعد شهور كانت هناك الإعلان عن إنتخابات للمحليات خضتها منتميا لحزب الاغلبية ضمانا للفوز بالعضوية حسبما كان سائدا حينها، دخلتها على مضض، وفقت وكان أول فعل لى أن ذهبت إلى الوكيل حاملا صفه، وأصريت على مخاطبة رسمية منه إلى الوزارة للبناء، وبعد عامان كان المبنى قائما على عدد من الأدوار وبشكل حديث، فيما بعد سعيت تحويلها إلى مستشفى قروى، وحصلت على الموافقة وتم إدراجها بخطة الإنشاء والتحويل ولكن للأسف وبكل الأسف تصدى للأمر بعض أبناء القرية وبتدخل من بعض نواب الدائرة وتحول القرار بشكل يشير الدهشة ولكنه كان هذا بزمن تتم به كل المتناقضات من إسم القرية إلى قرية أخرى، إلى متى نظل أسرى أن نحمل صفة ذات صبغة سياسية وننتمى لحزب الأغلبية حتى نحصل ونحقق أحلام أهالينا، عشت فترات بهذا العمل، فقط للحصول على تحقيق ما تتمناه قريتى لأنها السبيل الوحيد لهذا حتى لو كانت ضد قناعاتى ولكن لم هناك من سبيل آخر لأسلكة، ولكن فى لحظة فارقة تقدمت باستقالتى من الحزب وأحمد الله انها جاءت قبل ثورة يناير 2011 بعامين وإلا كنت سأحمل إنتماءا لمصطلح ظهر بعد الثورة لكل من كان بنتمى للحزب البائد، الفلول!!!