رئيس التحرير يكتب : هل ماتت الصحف الورقية ؟

رئيس التحرير يكتب : هل ماتت الصحف الورقية ؟
رئيس التحرير يكتب : هل ماتت الصحف الورقية ؟

 

لماذا ماتت الصحافة الورقية بمصر رغم ان الجرائد الورقيه بالغرب حيه ولديها القدره على البقاء والاستمرار ؟ سؤال اطرحه على الجميع لمعرفه الحقيقه وكيفيه معالجه هذه الظاهره التى اصبحت حقيقه دعونا نبحث كثيرا ونعمق فكرنا حتى نصل الى الحقيقه لكن علينا ان نعترف اولا ان الصحافه بمصر ماتت فعلا بفعل فاعل بعد ان كبلت ايادى واقلام الصحفيين باساور الحاكم والنظام وتهديدهم المستمر بالحبس والقتل والنفى خارج الحدود حال لم يسايروا العهد مع التطبيل والتهريج ارضاءا لولى النعمه ونسى وتناسى الكثير منهم شرف المهنه وهذه ليست تهمه اوجهها للنظام فى مصر لكن علينا ان نتكلم ونكتب ونوضح ونعرض اهم تلك المسببات واهدافها علينا ان نعرف ان عدد الصحفيين المشتغلين المسددين للاشتراك يبلغ 9221 عضو واحصائيه اخرى تشير ان عددهم اكثر من 10 الاف عضو فقط وهناك عشرات الالف من خريجى الاعلام والصحافه فى جراب البطاله بدون عمل او تدعيم من الدوله رغم ان الدوله تخطط على المدى البعيد بتمكين خريجى الجامعات من الحصول على وظائف تناسب اختصاصاتهم قسم الاعلام يستقطب شريحه واسعه من الطلاب وهذا واضحا من خلال نتائج مكتب التنسيق والاقبال الشديد من خريجى الثانويه العامه قسم ادبى على كليات الاعلام والصحافه الذى اصبح له رواجا واسعا لما له من اهميه كبيره فى هذا العصر وازداد اهتمام الطلبه بهذا المجال مع انتشار وسائل الاعلام خاصه القنوات التلفزيونيه حتى اصبح الكثيرون ياملون ويتمنون ان يكونوا مذيعين لامعين مثل اشهر الاعلاميين البارزين ومن جهه اخرى يشهد مجال الاعلام تطورات وتغيرات جذريه مع ظهور اعلام السوشيال ميديا ومع التغيرات الكثيره وظهور ثوره الاعلام الرقمى وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى تسبب ذلك فى اغلاق الكثير من الصحف والمجلات الورقيه وتسريح موظفيها وكذلك الحال بالنسبه للقنوات الخاصه التى اغلقت ابوابها بسبب عجز مالى وتسريح العاملين بها بعد نجاح مواقع التواصل الاجتماعى فى السيطره وجذب المشاهدين واصبح كل من هب ودب يطلق على نفسه اعلامى مما خلق ازمه حقيقيه فى اغلاق الصحف والقنوات هذا جانب من المشكله اما المشكله الاكبر هى الكسل والخمول والكذب والخداع وعدم المصدقيه وعدم السعى او الاهتمام بالعمل الصحفى والمهنى ساهم فى قتل الصحافه الورقيه كما يلاحظ ان جمبع الجرائد المنتشره يحتوى مضمونها الصحفى خاصه الخبرى على نفس الاخبار والموضوعات الصادره فى الجرائد الاخرى او وكالات الانباء العالميه مع تغير الصياغه بحيث تظهر وكان لها السبق الصحفى ولم تعد الصحافه الورقيه وكما عودتنا بكتابها الكبار امثال مصطفى وعلى امين والتابعى وجليل البندارى واحمد رجب ومحمد حسنين هيكل والمستكاوى وانيس منصور وصبرى موسى وموسى صبرى ونجيب محفوظ وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم من الكتاب الذين اثروا الصحافه بمقالاتهم التنويريه اصبحت الصحافه تفتقد الى عمود على امين وانيس منصور ونصف كلمه لاحمد رجب هؤلاء الكتاب وبصراحه لهيكل كانوا عناصر مؤهله مثقفه فى السرد والتحليل فى شنى المجالات سببا فى لهفه القراء والسعى مع انطلاق صباح فجر جديد يتهافتون على شراء الجريده بل كان الشعب المصرى يسهر الى ما بعد منتصف الليل لشراء الجمهوريه والمساء لمتابعه تحليلات المستكاوى وتعليقات ناصف سليم وفى الصباح لشراء الاهرام والاخبار قبل ان تداهم الصحافه الصفراء الاسواق وتنطلق دكاكين الصحافه من توكيلات خارجيه فى الانتشار والسعى وراء ابتزاز المعلنين والجرى وراء المال فتم تفريغ الصحف من المضمون وفقد القارىء المصداقيه فوصلت الى القاع وانتهى عصر الصحف المصريه وبدات المسامير تدق فى نعشها بايادى العصر من تكنولوجيا الكمبيوتر واصبح الناس يزداد شغبهم عبر تليفونات المحمول لمتابعه الاخبار ومعلومات هايفه من السوشيل ميديا سعيى وراء التريند سواء كاذبه او مضلله فتغيرت ثقافه الانسان واختلطت بنفاق المعتوهين والمضللين فى غياب رقابه الدوله لكن ستبقى الصحافه الورقيه مستمره فى الاسواق لانها هى فقط مصدر المعرفه والسعى الدؤوب وراء الخبر والتحليل السياسى والاقتصادى وتحليل مشاكل المجتمع وما يمر فيه من كبوبه تسلق اليها طيور الظلام ومدعى الاصلاح وهم المفسدون على الارض واخيرا ستبقى الصحافه الورقيه هى المصدر الوحيد فى توثيق المقال والخبر والتحليل ويعجز اى شخص عن تغيير ما نشر بعد الطبع اما الصفحات الاكترونيه او بوابات الصحف الالكترونيه يمكن التلاعب وتغير وتفريغ المضمون بما يتماشى مع العصر والحاكم وأصحاب النفوذ .