صفوت عطا الله يكتب: هل يعيد التاريخ نفسه؟

صفوت عطا الله يكتب: هل يعيد التاريخ نفسه؟
صفوت عطا الله يكتب: هل يعيد التاريخ نفسه؟

يجول فى خاطرى سؤال مهم هل يمكن للتاريخ ان يعيد نفسه مرة اخرى خاصه عندما نسترجع الزمن الجميل والحياه البسيطه للمصرى افندى والمجتمع كله ربم كان هذا من ضرب الخيال او الاوهام خاصه عندما نعيش زمن روئ متخلف فظلم سواء على المستوى الشخصى او سلوكيات الافراد فقد كان الماضى يحكمه اصول واخلاق وتقليد وعادات موروثه تحدد العلاقات بين الشعب وحاكم او بين لشعب مع بعضه ومن اوضح لسمه لهذا الشعب هو القناعه والرضا ومظهر الحب والتراحم والتسامح والاحترام تجمع البشر فى اروع صوره للوطن انه محاولة لفهم مايدور فى بلادنا المصريه خلال عصور وفترات متعاقبه وعمل مقابله ومقارنه لكل منها واستخلاص العبر والمواعظ لكل منها والرموز المميزه لكل منها خاصه عقب نهاية عصر الفراعنه بكل مافيها من طلاسم وغموض وتخلى عن الصفه الآلهية للفرعون ودخول معظم الناس لايمان والعقيده المسيحيه مما سهل لسيطرة بعض الامبراطوريات ذلك الزمان على لبلاد سواء كانت فارسيه او يونانيه او رومانيه وتخلى لمصرى بمحض ارادته عن قيادة نفسه بنفسه وترك الحكم للاجنبى والغريب ان يسيطر عليه ويحكمه الى ان جاء الاسلام للبلاد وبدأت معها فترة زمنية اخرى للحاكم الاجنبى ولكن مع أسلمة البلاد وتعريب الحياه وتغيير وجه مصر كلياً وقدوم بعض القبائل العربيه ومعها تقاليد وعادات جديده وتم تقسيم الشعب الى طبقات ودرجات ولو وضع تمثيل ومقارنه فى عصرنا الحديث فلن نجد من فترة انور السادات خير دليل ونموذج حقيقى حى لاسلمة البلاد وتقسيمها وقد وضع بذور الفتنه والتى يعانى منها الوطن حتى الآن والتى أثمرت واورقت الارهاب البغيض.

ونلاحظ أيضاً عقب الاحتلال العثمانى للبلاد بالقرن السادس عشر الميلادى وحتى حل التخلف والانحدار والانحطاط فى جميع مجالات الحياه وهذه تمثل فترة حسنى مبارك حيث استطاع ان يجعل من الشعب فى حالة تلبد واحباط وتواكل وصلت الى التوهان فى دوامة الحياه مع نمو وتعاظم فترة الاسلمة داخل خلايا المجتمع داخل القرى والنجوع والمدن فقط همه الاوحد هو الحفاظ على كرسيه كما كان يفعل الوالى العثمانى بالضبط.

الى ان جاء الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون ولم تستمر سوى ثلاث سنوات فقط تخللت قيم ثورتين بالقاهرة لاولى والثانيه وبعد الانسحاب الفرنسى تولى قائد عسكرى البانى وهو محمد على باشا مؤسس الدلة الحديثه فهل من الصدفه او عودة التاريخ مهمه اخرى ان يتولى عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد والذى يمكن اطلاق عليه مجدد الدوله الحديثه لمصر عقب ثورة 25 يناير و 30 يونيو.

وهنا نتوقف قليلاً لمظاهر حكم الدوله العلويه من تحديث البلاد وتنامى القوه العسكريه والتقدم الاقتصادى والصناعى وانشاء المدن الجديده خاصه على قناة السويس والتراث الحضارى وظهور عنصر التنوير على المستوى الفنى والادبى وتحرر المرأه حتى وصلنا الى مستوى راقى ومميز على العالم كله لعلها كانت من احسن عصور وفترات على البلاد ولو استمر الحال لكانت مصر فى مصاف الدول المتقدمه كاليابان على اقل تقدير إلا ان جاءت عصر التخلف والرده حتى تحولت البلاد الى مايشبه العصر العثمانى او المماليك مره اخرى بكل بشاعته وظلامه وقد وضح ذلك جلياً خلال حكم الاخوان بكل مافيها من تأخر وتخلف وانحدار شديد فى سلوكيات البشر والتدين المظهرى الكاذب الى ان جاء المنتقذ الذى ارسلته لنا السماء ليعيد الوجه المشرق لمصرنا العزيزه وكأن التاريخ يعيد نفسه ببطل مغوار وطموح كبير وتطلعات عظيمه للبلاد هذه من ناحية القائد القادم الجديد ولكن بالنسبه للشعب الغارق فى ظلامه وتخلفه ماذا يصنع معه تلك هى المعضله الكبرى التى تواجه الرئيس السيسى والمعوقات كيف يمكن احداث تغيير لطبقات الشعب فى سلوكياته وافكاره وطريقة افعاله واسلوب اعماله التى تلوثت منذ فتره السبعينات القرن الماضى مما احوجنا الآن الى فتره وعصر تنوير وتجديد العقول وازدهارها فى نواحى الحياه الادبيه والعلميه والفنيه كما حدثت فى الماضى ونطلق عليها الزمن الجميل والذى نتغنى به ليل نهار ونلاحظ هنا تغلغل المؤسسه الدينيه داخل مفاصل الوطن يعوق ظهور رواد التنوير كلما ظهر فرج فوده جديد يتم قتله او تهديده او خنقه وقبل ان يحدث التغيير وكلما ظهر اسلام بحيرى يتم سجنه وسحله فمن الصعب جداً بروز رواد التنوير بسهولة فى هذا الزمان الردئ نعم لدينا قائد وزعيم مستنير ولكن معه شعب صعب ترويضه ربما يحتاج لعشرات لسنوات حتى تظهر مره اخرى هدى شعراوى محررة المرأة او قاسم امين آخر.

لقد كان رئيس جامعة القاهرة السابق جابر نصار من تلك الشخصيات المستنيرة وقد جعلها فى مصاف الجامعات العالميه مره اخرى وقراراته الجريئه بالغاء خانة الديانه فى اوراق الكليات ومنع المنقبات من التدريس الى ان انتهى فترة ولايته فكان الصدمه الكبرى والتحدى الاكبر فى تعين رجل له اراء دينيه متشدده ومتطرفه اسمه محمد عثمان الخشت يذكرنى اسم محمد عثمان بمحافظ اسيوط فترة حكم السادات والذى كان له الفضل الاول فى اسلمة محافظة اسيوط وظهور الجماعه الاسلاميه الارهابيه فهل ننتظر خيراً من تولى رجل متعصب ولاية جامعة القهره ام هى رده ورجوع الى الوراء وتقهقر مستوى الجامعه الى الخلف فى الوقت التى تحدث الحوادث المؤسفه للقطارات وسقوط ضحايا ومصابين نجد المؤسسه الدينيه تنشأ إكشاك الفتاوى فى محطات وما ادراك من نوعية الاسئله الجاريه للركاب والمطلوب الفتوى فيها سريعاً قبل ركوبه القطار حتى نستوعب مدى التعصب والتطرف حتى فى وسائل المواصلات العامه التى تخدم الشعب كله ونرى مدى الصبغه الدينيه على مستوى نواحى الحياه كلها حتى نعلم مدى الصعوبه التى تواجه القياده فى الرغبه فى تغيير سلوك الفرد العادى الذى يتمادى والغرق فى مستنقع التطرف الداخلى ويظهر بعد ذلك فى تصرفاته والفاظه ومعاملاته مع الآخرين.

فى الماضى كان الانسان المصرى عزيز بنفسه وكبرياء يمنعه ان يمد يده حتى ولو نام جائع او محروم من مشتهيات الحياه وما نراه من إبتكارات جديده والوسائل الحديثه للنصب على الناس والتسول بطرق لاتخطر على البال فهذه فتاه منقبه لزياده فى الورع والتقوى تستوقف الماره وبكل هدوء وذوق تطلب المساعده او المعونه او بكل بجاحه تذهب للمنازل والشقق مع اختراع القصص الباكيه لجمع المال او شاب فحل يحمل طفل تم تدريبه على التمثيل وهو لايتجاوز العام كأنه مغمى عليه ويحمل دوسيه تحليل واشعه ومعه زوجته المنقبه ايضاً فى الشارع طالباً المال لاستكمال علاج فلذة كبده وهو لص ومتسول وحرامى.

رجل يحمل فأس على كتفه حتى يثبت للعامه انه رجل مكافح ويتسول وينصب على الناس.

تلك هى نوعيات من البشر المطلوب منها الجهد والاخلاص فى العمل بينما الشوارع الى شبه قهاوى مفتوحه وكافيهات حديثه مزدحمه بالرواد العاطلين والمتعطلين او نجد رجل متزوج باكثر من امرأه وله عشرات الابناء ثم يشتكى من ضاق زاد اليد امراً عجيب ومريب ان اعلانات المنشطات الجنسيه منتشره بصوره مرعبه امام الصيدليات وتمثل مكسب مادى حقيقى لها ربما تكون هى السبب الرئيسى لنمو وزيادة السكان بمصر واحدى المعوقات والمعضلات لتقدم البلاد.

الان امام بانوراما لحلة البلاد الواقعيه شعب يتوالد بمعدلات مخيفه وسلوكيات متغيره ومزاج متقلب وسموم من الجماعه الارهابيه تبثها داخل عقول الشعب بالتذمر والضيق والشكوى من ارتفاع الاسعار بينما القياده تعمل بجهد خارق وخلق فرص عمل وانشاء مناطق سكانيه ومدن جديده وخاصه العاصمه الاداريه وانشاء الطرق وتدعيم متطلبات الحياه بواسطة القوات المسلحه ولكن ينقصنا شئ واحد فقط هو فتح شبابيك التنوير ونوافذ لدخول نور الحضاره بدلا من الظلام الذى غطى الكثيرين من مناطق بلادنا المصريه العزيزه نأمل كما جاء المنقذ يأتى الوقت ان تتحرر من قيود عقولنا وافكارنا التى غطاها الصدأ.

فهل التاريخ يعيد نفسه مرة اخرى؟

لن ننسى ابدا

ذاكرة التاريخ تعود كل عام وتتوقف رويدا عند الرابع عشر من اغسطس من كل عام وهو الخط الفاصل والنقطه الفارقه فى الامة المصريه فى التاريخ الحديث الذى قسم الشعب الى قسمين لاثالث لهما شعب وطنى يحب بلاده ويضحى من اجله ويدافع عن حريته وقام بأعظم ثورة فى التاريخ ويخلع رمز التخلف والظلام ويحرر بلاده من احتلال الجماعه الارهاربيه والتى استطاعت فى عام واحد أن تنسف انجازات البلاد التى صنعها لعشرات السنوات ، وبين فئه خونه كارهه ناكرة لوطنهم وباعوا مصريتهم بالرخيص من اجل حفنه دنادير ومشاهدتهم على قنوات اجنبيه يشتمون ويكذبون ويبثون السموم ضد بلادهم هدفهم الاوحد هو اسقاط الدولة المصرية .

لقد انكشف فى هذا اليوم الرهيب انقسام البلاد الى شعب متطلع للحياه والمستقبل والتقدم وفئه ضاله تحولوا الى وحوش وقتله وبربر هدفهم الحرق والتهديد والسلب والنهب والقتل طريقتهم همجيه بربريه غوغائية فى نفس اللحظه تم فيها فض اعتصام رابعه العدويه وميدان النهضه بالجيزه حتى تحول فئه من البشر الى وحوش فى مناطق متفق عليها ومخطط لها ومدبره فى غياب الامن يفعلوا كما يشاؤن دون معارضه أومقاومه خاصه على الكنائس والمدارس والملاجىء الصيدليات والمتاجر والسيارات وعوامات على نهر النيل خاصة بمحافظه المنيا وهى المنطقه المحيطه للشيطان عاصم عبد الماجد احد قيادات الجماعه الاسلاميه الارهابيه يسوق اتباعه من جماعه الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعه الاسلاميه الانتقام من الجانب الاضعف ونكاية واضحه لما وجده الرئيس السيسى من تأيد شامل من كافة المسيحيين على تحركه الوطنة الشريف لانقاذ البلاد وحتى الان هناك علامات استفهام كبيرهلم تعلن عنها ربما المستقبل يفصح  بالمستور والمخفى فى هذا المضمار وهو عدم تصدى قوات الامن او القوات المسلحه وقوات التدخل السريع التى كانت منتشره فى انحاء البلاد أو محاوله ايقاف تصرفاتهم الاجراميه الوحشيه وسوف نطالب باستمرار ولن ننسى ابدا ماحدث فى ذلك اليوم المشئوم ونحن نعلم ان قرب مديريه الامن وقوات الامن المركزى بكل قواتها واسلحتها كانت لاتبعد سوى اشبار وخطوات قليله من الكنائس والمدارس والممتلكات التى تم نهبها وسرقتها وحرقها حتى تديرها نهائيه .

وان كانت القوات المسلحه قامت بجهد مخلص لاعاده بناء المهدوم منها وجاري حتى الان الانتهاء من عمليات البناء خاصة الملاجىْ والمدارس والكنائس ولكن للاسف لم تتم تعويض كل الممتلكات الخاصه بالافراد خاصة السيارات التى تدميرها فى لحظات .

نقطه مهمه اخرى يجب لاتنسى ابدا ان عشرات والمئات من هؤلاء الهاجمين والقتله المجرمين الذين قاموا وكل تلك العمليات احرار طلقاء لم يقبض سوى على القليل منهم والباقى معشش داخل القرى والنجوع وتلك هى الطامه الكبرى انهم منتظرين للانطلاق مرة اخرى اما سمحت الظروف لهم بذلك ليفعلوا اكثر واكثر من ذلك لاقدر الله .

ويجب كل مناسبه أن نحذر ويتم التنبيه باخذ  الحذر والحرص والانتباه دائما لمثل هؤلاء الفئه الضاله لعدم التكرار اولا والتعامل معهم بكل قوه وحسم والاسيكون الوقوع بنفس الحفره مره اخرى علاقات محيره تدعوا للقلق والسؤال .

لهذا لن ننسلا ابدا ماحدث فى 14 اغسطس  حتى يعود الحق لصاحبه ويتم تعويض المضررين وبناء كل ماتهدم خلاف انها كشفت لنا بوضوح من يعمل مع مصر ومن يعمل ضدها وهذا هو الاهم من تذكار هذا اليوم .