الطريق إلى الحقيقة بقلم سامح أدوار سعدالله

الطريق إلى الحقيقة بقلم سامح أدوار سعدالله
الطريق إلى الحقيقة بقلم سامح أدوار سعدالله
 
يعيش العالم كله في هذه الأيامٍ , حالة من القلقِ و الترقبِ , على المستوي العالمي و المحلي , مع تصاعد حالة التوتر التي تجتاح العالم بأسره , حيث رائحة البارود تملأ العالم كله , في الشرق و الغرب ,  الشمال و الجنوب , أمة على أمة و حروب عرقية و أهلية , و العالم كله يئن  و يصرخ , مع العديد من الكوارث الطبيعة و الصناعية  التي تحل دفعة واحدة على الكرة  الأرضية , كلها تقريبًا حدثت في هذا العامِ ,  و على الجانب البشري الذي أثبت عن جدارة غباءه  حالة من إذواجية  التفكير , فبدلًا من البحث عن بدائل لمواجهة أزمة المياه العالمية و الجوع الذي يفتك بربع سكان العالم , نقص الغذاء , تأكل المساحات الخضراء , و يستثمر طاقته و جهده في البحث عن الحلول لتخفيف حدة استخدام الوقود العامل الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تكاد أن تفتك بالعالم كله , راح يزيد من وتيرة الهلاك العظيم , ربما لا غرابة في ذلك , من حيث الترتيب الكوني و ما ذكرته الكتب السماوية , عن نهاية العالم و كثرة الشرور , نجده من جانبه هو الأخر ينجرف في حروب و دمار شامل و كامل , لا في منطقة بعينها , بل في العالم بأسره , تتصارع القبائل و الشعوب للحروب , تدمير قوتها الاقتصادية و البشرية في حروب ما الجدوى منها ؟ أليس  من الأفضل أن ينسي العالم , حروبه و يعيد حساباته لتصحيح وضعه على خريطة الكرة الأرضية .
رغم كل المؤتمرات التي تعقد من حين لآخر في كل بقاع العالم , هنا و هناك و الأشهر على الإطلاق قمة المناخ , و كثيرًا من القمم التي لا تشعر منها غير تثبط الهمم , ماذا فعلوا و ماذا أنتجوا لهذه الشعوب  المقهورة والمغلوبة على أمرها ؟
 شعوب تئن  آلمًا وتنزف دماءً و أخرى تموت جوعًا , و ثالثة تضربها الأوبئة , و رابعة تدمرها البراكين و الزلازل و الفيضانات , و غيرها تدكها قنابل الحقد و الكراهية , و ماذا بعد هذا ؟
هل ينتهي الأمر هنا ؟ لا ينقسم العالم الأبله بين مؤيد ومعارض من هنا و هناك و تصبح حالة من الغليان  المستمر , أيظن هؤلاء القائمين على كل هذه الأحداث المفتعلة , لن تمسهم هذه النيران , إطلاقا , عندما تشتعل النار في الهشيم سوف تأكل كل شيء أمامها , و التاريخ حافل بهذه القصص و الحكايات , التي تتكدس بها كتب التاريخ , ماذا فعلوا قادة الحروب , ماذا جنوا و ماذا صنعوا لشعوبهم , غير تدمير شعوبهم و اقتصاد هم ,  مجرمون الحرب لن يفلتوا  من عقاب التاريخ , و أن فشلت محاكم العالم في  إدانته , سوف تدينه الأيام ذاتها .
قرارات هؤلاء تصل بنا إلى المهالك , قرار الدمار سهلا شفويًا , لكن صعبة نتائجه , وفيما يحاول فريق من البشر بذل جهودهم لإنقاذ البشرية , من طاعون مهلك أو اكتشاف مصل له , علاج مرض مستعصي , إجراء تجارب و اختراعات  تخدم البشرية , نجد هناك يعانون المبالاة و لا يهتمون بالأمر و كأن شيء لم يكن فقط يأكلون و يشربون يلعبون و يلهون , على نقيض من فريق ثالث يهوي الحروب و الدمار , كل هذا فريقًا أخير لا يدرك أي شيء عن أي شيء يسودهم الجهل و الظلام الدامس , لا يدركون  ماذا يفعلون , أو ربما كانت خامات طبيعة طيعة في أيدي غيرهم هم فقد مجرد بشر . العالم يبدو في طريقه إلى النهاية التي سوف يصنعها بيديه.