إدوارد فيلبس جرجس يكتب : قصاقيص بداية العام - 2

إدوارد فيلبس جرجس يكتب : قصاقيص بداية العام - 2
إدوارد فيلبس جرجس يكتب : قصاقيص بداية العام - 2
 
نحن لا زلنا في بداية العام ولذا قررت أن تكون كلماتي هنا كتابع لما نشر في العدد الماضي تحت هذا العنوان لأنها إما مرتبطة بأحداثها ببداية العام أو لأنها أحداث تسير معنا طوال العام.
 
 
لماذا يتعامى العالم عن دور مصر؟!
***************************
هو ليس تعامي بل إصابة بالعمى الفعلي ؛ مصر مهما حدث تعتبر ركيزة المنطقة كلها مهما كانت الدول الأخرى لديها  اقتصاد مرتفع أو تملك البترول في باطن أرضها  أو خلافه ؛ مصر غنية بقوتها ونفوذها وحضارتها منذ القدم؛ لم أكن أستطع أن أتحدث عن مصر بهذه القوة في عهود الحكم السابقة ؛ لأن ما أصبحت عليه مصر بعد تولى الرئيس السيسي الحكم جعلها في وضع آخر أمام العالم ؛ عشر سنوات رفعت أسم مصر لتأخذ مكانة لم تحدث من قبل وسط الدول الكبرى ؛ سنوات قضت فيها على الإرهاب وجماعة الإخوان التي لا تعترف بدولة أو وطن ؛ سنوات وحدت فيها الشعب كأبناء وطن واحد ونادرا الآن ما نسمع عن الخروج عن هذه الوحدة  ولا يحدث هذا إلا في طبقات لا تزال تعيش في جهل المعرفة عن حقيقة الأديان والذي ترسب في نفسها من نشاطات المتأسلمين ومن بعض الأذناب الكارهة للمجتمع ولوطنها ؛ مصر الآن تلجأ إليها الدول الكبرى لأنها تعرف أنها رمانة الميزان في المنطقة ؛ مصرالتي قدمت الكثير في الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس وفعلتهما الحمقاء التي تسببت في دمار غزة ؛مصر رفضت وترفض بكل شدة وتحذير محاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم ؛  ما يحكى عن مصر ومكانتها العالمية الآن الكثير ؛ في المقابل أسأل هذا العالم الأعمى أو المتعامي ؛ كم تنفقونه على الدمار وتمويلات الحروب ؟! كم ينفق على الخراب ؛ الجميع يعلم أن مصر في أزمة وصندوق النقد الدولي يضعها بين قوسين أو أدنى ؛ إن ما تحتاجه مصر من دولارات لا يمثل شيئا بالنسبة لما ينفق على المساعدات على الحروب والمعارك ؛ أن ما تحتاجه مصر لتصمد أمام الظروف الاقتصادية السيئة سواء العالمية أو الداخلية لا يقاس بما يمكن أن تحققه من اتزان المنطقة وإقرار السلام وبالتأكيد هذا يعزز من الاتزان وإقرار السلام  العالمي ؛ ما تطلبه مصر لا يقاس بقوة دورها الذي لا تستطيع أي دولة أخرى في المنطقة أن تحققه ؛ لقد قالها الرئيس السيسي بكل صراحة في خطابه في احتفالات عيد الشرطة أن مصر تحتاج فقط إلى الدولار . الظروف تكاتفت على وضع مصر في وضع لا تحسد عليه من الناحية الاقتصادية والمعيشية بالنسبة لطبقة كبيرة من الشعب ؛  علاوة على أن  القرصنة في البحر الأحمر ومن ورائها وهم الأذرع الاخطبوطية لإيران في المنطقة خفضت إيرادات قناة السويس بنسبة 40% ؛ أقولها بمنتهى الأسف أن الدولار أصبح يُمنح لبعض الدول لتسفك المزيد من الدماء ولهذا يذهب العالم بمنتهى السرعة إلى هوة الله أعلم كيف ستكون نهايتها ؛ يجب ألا يكون ما قرره الاتحاد الأوربي أو صندوق النقد الدولي مجرد منحة  ؛ يجب أن يكون تقديرا لجهودها في المنطقة ؛ ويجب أن يكون هناك المزيد إلى أن تتعافى مصر من محنتها الاقتصادية ؛ مصر إذا خرجت من أزمتها الاقتصادية ستتفرغ تماما بسياستها الحكيمة للوصول إلى حل كثير من المشاكل في المنطقة والتي أصبحت صداعا في رؤوس الدول الكبرى ؛  قليل من البصر والبصيرة أيها العالم المتعامي عن طريق الصواب لتخرج مصر من أزمتها الاقتصادية وتكون عونا لا يستهان به للمحافظة على السلام في المنطقة بل والعالم كله  . 
 
 
الوجه الآخر للعقائد.
***************
دائما أقول أن العقائد ومفردها العقيدة هي ملكية شخصية للفرد؛ صحيح أن أي عقيدة يلتف حولها الملايين كمعتقد لمجموعة للبشر؛ لكن الحساب في الآخرة سيكون لكل فرد وما حمله وعمل به مما جاء في عقيدته؛ وقد يظن البعض أنني أتحدث عن العقائد الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية؛ لكن بالتأكيد أنا لا أتجاهل كل العقائد والفلسفات الأخرى؛ لأنني لست مالكا لعقيدتي أو لعقائد الآخرين بكل معتقداتها؛ الله هو الذي يحكم على البشر بكل معتقداتهم ونحن لا نعلم ما يدور في عقل أو فكر الله الذي لا يقاس وليس له حدود. لكن فقط أحيانا أقف وأتساءل عندما أجد شيئا غريبا يصدر وأقول أقف وأتساءل لكني بالطبع لا أملك أن أحاسب لأن الحساب بيد الله؛ هذا الشيء الغريب الذي أتحدث عنه هو ما أجده للأسف في البعض من أصحاب العقائد السمائية كما نطلق عليها؛ سلوكيات غريبة تستحق علامة استفهام وتعجب؛ ونحن لا زلنا في بداية العام لفت نظريكتاب عُرض في المعرض الدولي للكتاب لهذا العام في دورته ال 55  تحت عنوان " الأطفال يسألون الأمام " الكتاب من إعداد الدكتورة نهى عباس وهو مجموعة من الأسئلة يجيب عنها فضيلة الأمام شيخ الأزهر ؛ وهي في الحقيقة مجموعة من الأسئلة المفيدة وأجاب عليها فضيلة الإمام بكل ما لديه من سعة الفكر ؛ لكن برزت أمامي أسئلة عجيبة وضعت أمامي تدهور حال بعض الأسر في تربية أطفالها أو أولادها بطريقة تجعل منهم مواطنين صالحين في المجتمع . سؤال من طفلة يقول: قالت لي زميلتي بالمدرسة إن صداقتي لزميلتنا المسيحية حرام.. ما صحة ذلك؟ كانت إجابة فضيلة الأمام واضحة؛ إجابة طويلة حملت التوضيح الصحيح؛ لكن سأختصرها في قوله بأن كلام زميلتها غير صحيح وأن صداقتها لزميلتها المسيحية مباح ولا شيء فيه؛ في الحقيقة أنا هنا أسأل عن أسرة هذه الطفلة التي قالت لزميلتها أن صداقتها بزميلتها المسيحية حرام؛ في أي بؤرة للتعصب والجهل تعيش هذه الأسرة التي لقنت الطفلة سموم الكراهية منذ صغرها وكيف سيكون حال هذه الطفلة في المستقبل سوى الانضمام لأي عصابة إرهابية بمنتهى الاقتناع. سؤال آخر: هل يحق لي اللعب مع صديقي المسيحي؛ وسأضم أسرة هذا السائل إلى الأسرة السابقة؛ سؤال آخر: قال زميل لي: أن تحية العلم خطأ وإنها كعبادة الأصنام. كيف أرد عليه؟ من الواضح من هذا السؤال أن الإخوان والسلفيين لا يزالوا يعششون في بلادنا بقوة. سؤال:في بلدي يقتل بعض الناس آخرين ويقولون: نجاهد من أجل الدولة الإسلامية. هل أمرنا الله بذلك فعلا؟سؤال:هل نثاب عندما نساعد غير المسلم؟ أسئلة كثيرة أجاب عنها فضيلة الأمام بسماحة الأديان والعقل والفكر المستنير؛ لكن أسأل فقط إلى متى تظل بعض الأسر وهي تقريبا التي تعيش في المستوى الأدنى اجتماعيا في أوهام المتأسلمينوجهلهم؛متأسلمونصدرتهم إلينا بعض الدول وخرجت هي من نفق الظلمة الطويل الذي كانت تعيش فيه ليبتلي بهم مجتمعنا؟!!
 
 
ساعة يوم القيامة.
**************
شيء مخيف التحدث عن ساعة يوم القيامة أو ساعة منتصف الليل مع بداية عام 2024 ؛ لأن هذا يعني أن الأخطار المحيطة بالعالم قد وصلت إلى حد التشاؤم ؛ لكن بداية ماهي ساعة يوم القيامة كما أطُلق عليها أو ساعة منتصف الليل ؟ ؛ بصفة عامة هي مؤشر رمزي للاستلال على حلول كارثة عالمية متوقعة ؛ أنشأت هذه الساعة بواسطة علماء الذرة عام 1947 ؛ أي مضى على انشائها 77 عاما ؛ تأسست هذه الساعة على يد مجموعة من العلماء الذين عملوا في مشروع منهاتن  والمقصود به الذين عملوا في تطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية ؛ ويتم تغيير الساعة كل عام وفقا للأخطار المهددة للعالم ؛ والتي كان أهمها الأخطار النووية ثم أضيف إليها الأخطار الناشئة عن التغيرات المناخية ويقوم بضبط هذه الساعة كل عام بواسطة خبراء في مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة بالاشتراك مع باقي الأعضاء الذي يضم تسعة من الحائزين على جائزة نوبل ؛ حتى الآن لم تصل الساعة أبدا  إلى منتصف الليل و في حالة وصولها إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل فهذا يعني أن الدمار بأي صورة أصبح قريبا جدا من البشرية ويقال أنه في حالة وصولها ، هذا يعني أنه حصل نوع من التبادل النووي أو تغير المناخ الكارثي الذي قضى على البشرية . للأسف تم ضبط الساعة مرة ثانية إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل يوم الثلاثاء 23 ينايرمن العام الحالي كما جاء في نشرة علماء الذرة ؛ لأنه تم ضبطها العام الماضي 2023 على نفس التوقيت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وزيادة خطر التهديد النووي ؛ وأعيد نفس التوقيت هذا العام لأنه أضيفت حرب غزة والتغيرات المناخية الشديدة مما زاد من مخاوف وقوع كوارث نووية أو مناخية من شأنها تدمر البشرية ؛ شيء مؤسف أن تضبط الساعة عامين متوالين على 90 ثانية قبل منتصف الليل بالرغم من أن هذه الساعة  فقط بمثابة نداء تنبيه فعال عندما يتعلق الأمر بتذكير الناس بالأزمات المتتالية التي يواجهها الكوكب . في الحقيقة من وجهة نظري أن هذه الساعة ليس لها أي جدوى؛ وأقول مع همنجواي " لمن تُدق الأجراس؛ " قادة العالم الذين يتحكمون في مصيره لم يصبهم الصمم فقط، بل فقدوا البصر والبصيرة نحو الأخطار التي أصبحت بالفعل قاب قوسين أو أدنى من تدمير البشرية.
 
 
عندما تفكر اللاعقول!
****************
كان يجب أن أضع الكثير من علامات التعجب ؛  عندما تخلو الرأس من هذا العضو الذي يمنح الأنسان العقل في فكره وسلوكياته ؛ من البديهي أن نطلق على هذه الرأس أنها بلا عقل ؛ الغريب أنه توجد في مصر رأس خالية من هذا العضو فأصبحت بلا فكر عاقل ؛ هذه الرأس للأسف  كانت مرشحة لانتخابات الرئاسة ؛ بل الأغرب أنهاترأس حزب الوفد المصري العريق ولذا ليس من المستبعد أن يتحول هذا الحزب العريق  إلى حزب الوفد الغريق ؛  هذه الرأس الخالية من كل شيء التي كانت مرشحة لرئاسة مصر فكرت وفكرت ثم  فكرت وخرجت بفكرة تسجد أمامها أفكار كل العقول من أجل انقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية  ؛ تجشأت ثم تجشأت وأدلت بفكرة يمكن أن تحلكل مشاكل مصر منذ عصر الفراعنة  وحتى الآن وتستمر في الحل حتى يوم القيامة ؛ أفاد السيد المذكور أن حل مشاكل مصر الاقتصادية كلها ستذوب إذا قام المصريون في الخارج بتحويل 20% من مرتباتهم أو دخلهم إلى مصر ولم ينس هذا العقل أيضا محمد صلاح لاعب ليفربول لأن دخله بالجنيه الاسترليني ليصنع كوكتيلا محترما من الدولار والاسترليني والريال والدينار لو احتسته مصر ستقف في وسط العالم لتقول " أنا جدع " ؛ أي مصيبة كانت ستقع فيها مصر لو فاز هذا السيد المذكور وأصبح رئيسا لمصر ؛ بالفعل أي مصيبة ؟! ؛ رئيس يفكر بهذه الطريقة لحل أزمة اقتصادية شديدة ؛ هل إذا لم تكف ال 20 % لحل الأزمة الاقتصادية كان سيطلب من كل الكنائس والمساجد بل ومعابد اليهود في كل انحاء العالم بالتبرع بكل دخلهم ؛  ذكاء لم نسمع عنه من قبل ألا في بلاد الواق واق مع أنني أعلم أن هذه البلاد دخلها كله محصور من تصدير الغباء إلى العالم كله ؛ ويبدو أن مصر كان لها نصيب في هذا الغباء فجلس على مقعد الرئاسة لحزب كان من أكبر أحزاب مصر ونحمد الله أن معظم الشعب المصري لا يزال يحمل العقل وإلا كان هذا السيد المذكور يجلس الآن على كرسي الرئاسة يحسب إن كانت تبرعات ملاجئ الأيتام تكفي لحل الأزمة الاقتصادية في العالم . ؟؟؟؟!!!!!
 
 
من يعيد أمريكا إلى أمريكا.
********************
أمريكا التي لا أعرفها الآن هي التي كان يطلق عليها سيدة العالم؛ أمريكا التي أعرفها هي التي كان يهتز أمام اسمها العالم كله ؛ أمريكا التي أعرفها هي التي كانت كلمتها دستور ونهج ؛ أمريكا التي لا أعرفها الآن  هي التي سار بها رؤساء توالوا على كرسي الرئاسة كل واحدا منهم تبارى كيف ينتزع جزءا من هيبتها ؛ حتى عندما أتى الرئيس ترامب الذي كان مبشرا بالأمل لعودتها إلى كرسي الهيبة  أبعدوه بطريقة أو بأخرى ؛ أمريكا التي لا أعرفها هي التي وصل بها الحال أن يتجرأ عليها مجموعة إرهابية تسمى الحوثيين وميليشيات في سوريا والعراق جميعهم مجرد أذرع أو مرتزقة لإيران ؛ أمريكا التي لا أعرفها هي التي أصبحت كلمتها التي كانت تهز العالم إلى مجرد كلمة لا تخيف حتى لص المناشر ؛ حقيقة شيء يدعو للدهشة أنه كلما حاولت أمريكا ردع هذه العصابات الإرهابية المدعمة من إيران تتلقى ضربة مباشرة وتهديدات أكثر ؛ لست أعلم ما الذي أوصل أمريكا إلى حد الاستهانة بقوتها ؛ هل هو الرؤساء الذين توالوا على كرسي الحكم منذ الرئيس بوش الكبير ثم الأبن إلى أن وصلنا إلى الرئيس بايدن الذي فاق الجميع في هبوط درجة الاحترام لأمريكا بشكل لم يسبق " بالتأكيد عدا فترة الرئيس ترامب التي لم تزد عن أربع سنوات ولازمه سوء الحظ خلالها بوباء كورونا " أقول أن فترة الرئيس بايدن جاءت مكملة للفترات السابقة والهبوط التدريجي لمكانة أمريكا عالميا ؛ في الحقيقة مهما قصفت أمريكا من مواقع لهؤلاء الذين تجرأوا عليها فهو غير كافً ؛ يكفي أنهم رفعوا أصبعهم في وجهها ؛ كل الأمل أن تعود أمريكا إلى مكانتها فوق كرسي سيدة العالم ؛ وهذا لن يحدث إلا بانتهاء فترة الرئيس بايدنبالانتخابات التي ستجرى في شهر نوفمبر من العام الحالي وأن يأتي الرئيس القادر بكل ما تحمله الكلمة من معنى أن يعيد لها هيبتها واقتصادها ؛ أرجو أن يكف الحزب الديمقراطي عن محاربة الرئيس السابق دونالد ترامب كمحاولة أن تعوقه بأي طريقة حتى لو كانت خسيسة من العودة إلى كرسي الرئاسة ؛ لأنه في اعتقادي الخاص واعتقاد معظم الأمريكيين الآن بعد أن شاهدوا الفرق بين أداء ترامب وأداء بايدن أن الفترة القادمة لن يصلح لها سوى الرئيس ترامب ؛ كل الرجاء أن تعود أمريكا إلى أمريكا .