نجوى عبد العزيز تكتب : مصر الحب والحب المفقود

نجوى عبد العزيز تكتب : مصر الحب والحب المفقود
نجوى عبد العزيز تكتب : مصر الحب والحب المفقود
 
الانسان بلا حب آلة صماء و بلا وطن كيان بلا روح ولا كينونة عبد طريح الفضاء يفترش الضياع يلتحف الفراغ ؛ فلماذا وكيف لا نحمد الله على نعمة الأمن والأمان الذي نحياه ونلمسه ونرتع في ربوع استقراره بل ويأتيتنا من كل فج من فقد أو افتقد في وطنه الأمان طمعا في جميل وسعة استقرار وطننا فيحيا بيننا كريما عزيزا؟! أدام الله أمن مصر واستقرارها. والوطن في كيان الوطني الأبي شريان دافق بالمحبة يسري بالتضحية ويتجلى بالفداء والعمل والعطاءفي صدور من يعشق تراب وطنه والحب آية الله في الكون، والرحمة دستور أهل الإيمان، والخلق الحسن ومكارم الأخلاق عماد دين الإسلام العظيم، والدين دين رحمة، والرسول الكريم هو الرحمة المهداة للعالمين فالحب هو اللبنة الأولى في صرح الحياة الآمنة المستقرة؛ فلا يصلح حال المجتمعات إلا بالحب؛ حب الله وخشيته جل علاه، ومن ثمة حب الناس جميعا، فلو نبذ مجتمع الحب وركب الأنانية واتخذ الأثرة منهاجا ودليلا لعمت الفوضى، وتفرقت وتشتت وحدة الأوطان، والوطن هو السكن، هو حضن الأرض ودفء الجدران، هو الوطن بكل همومه وأوجاعه، الوطن هو كل الناس بلا مزايدة أو تفرقة ، وهو كل ذرة تراب من ثرى هذا الوطن المفدى، هو الحضن ا لدافئ في كل حين، هو الزرع والماء والهواء، هو الصحراء، والخضرة، هو الأهل والجيران وجميع من يحيا تحت سمائه.) والدين دين دنيا ودين ؛ دين عمارة الأرض، وقد قيل حب الوطن من الإيمان ولكننا نرى اليوم غياب الحب بين كثير من المواطنين أرأيتم إنسانا يخرب داره التي تأويه؟ مَن المسئول عن فقدان الحب؟ و مَن المسئول عن استشهاد الرفق؟ مَن الذي اغتال الرحمة ؟ من الذي قيَّد الخلق الحسن وألقى به في زنزانة الأنا؟ من ذا الذي يديه ملطخة بدم الانتماء؟ والذي ذبح على نصب الأثرة والأنانية؟ أين خبأ الناس مكارم الأخلاق وحسن الخلال؟ بل أين مثواهما الآن ؟هل هو البيت بما يزرع ويغرس حب الأسرة الواحدة فقط (اللبنة الأولى للمجتمع) و يرسخ رذيلة عدم التعاون مع الغير؟! أم هي بعض وسائل الإعلام بما تبثه وتنشره من معانٍ ومعاييرَ وألفاظ غريبة على بديع اللغة لا ترقى إلى تغذية الوجدان بثراء القيم النبيلة وسموها ؟! أم أن الدور التربوي التوعوي الديني قد غاب وغُيِّب في سنوات قهر وظلام ؛ فأفرز ما نراه من غياب شبه تام للقيم ومسخ لأخلاق الإسلام العظيمة ؛ من واقع ما نراه ونشاهده الآن فيدمي القلوب، ويجرح الدين الحنيف، ويتمادي فيصر على تشويه الدين، الذي هو دين الرحمة والمحبة والتعاون والاخلاص والعمل إن الخطاب الديني مطالب ــ وهذا أضعف الإيمان ـ بطرح القيم الدينية في خُطب الجمعة والتي تُعد المؤتمر الأسبوعي، وقد شرعها المولى عز وجل للتعارف والتواصل والعمل الجاد المثمر ؛إن خلو الساحة من الأخلاق الحسنة ومن التعاون على البر والتقوى، ومن قيم الحب الراقية، ومن حلاوة الإحسان ، ومن أواصر الأُخُوَّةِ، ومن جمال المعروف، ومن روعة حسن المجاورة أعني تحديدا حسن المواطنة، يفتح المجال لمزيد من الضياع والفوضى .وهو ثمرة غياب الحب الذي يشرق في النفس بحب الله وحب الخير للجميع ، وما أروع قول الشاعر في وصف الحب:
إنَّ نفساً لم يشرق الحب فيها هي نفسٌ لم تدري ما معناها
أنا بالحب قد وصلتُ إلى نفسي و بالحبِّ قدْ عرفتُ الله
ويبقى أن مصر هي الحب الكبيروالحضن الدافيء للجميع مصر العشق السرمدي الذي عشنا به المجد والبهجة وسمونا إلى الوطنية ونهلنا من حضنها الانتماء، والعزة، مصر حضارة وتاريخ وريادة وسيادة .
 
* بقلم: نجوي حسين عبد العزيز
عضو اتحاد كتاب مصر