مارتن لوثر وصكوك الغفران الأمريكية بقلم د. محمد ضباشه

مارتن لوثر وصكوك الغفران الأمريكية بقلم د. محمد ضباشه
مارتن لوثر وصكوك الغفران الأمريكية  بقلم د. محمد ضباشه
منذ أيام حلت الذكرى الحادية والخمسون علي اعتقال مارتن لوثر مطلق الإصلاح البروتستانتي  ومفجر أهم الحركات الاجتماعية في تاريخ أمريكا الحديث، الحركة التي دافعت عن العدالة الاجتماعية  ومناهضة العنصرية والاستغلال الاقتصادي و التورط الأميركي في الخارج وحذر بلاده من اتساع  الفجوة بين الأغنياء والفقراء  لما تتكلفه الميزانية من أموال نتيجة لهذا التدخل .
ولد لوثر في ألمانيا وحصل على دكتوراه في  أصول الدين والكتاب المقدس من جامعة إرفورت، ويعد أول من  أطلق عصر الإصلاح في أوروبا بعد اعتراضه على الكنيسة الكاثوليكية  لبيع صكوك الغفران إلى الفقراء للخلاص من خطاياهم .
ويري لوثر أن الحصول علي الخلاص  وغفران الخطايا هي نعمة من الله يهبها لعباده  وليس من شروطها الحصول علي تلك الصكوك وأضاف ان الله  يمنح المغفرة بلا أي عمل صالح ولا يجوز على اتباع المسيح القبول بضمانات كاذبة تبيعها الكنيسة  للحصول على أموال لبناء كاتدرائية القديس بطرس في روما من مال الفقراء مما أثار غضب البابا وأصدر مرسوما بنفيه  وحرق كل كتبه .
تحدي لوثر الكنيسة الكاثوليكية  للتجارة في صكوك الغفران والعفو عن الخطايا للبسطاء وأن الكنسية وسيط بين الإنسان وربه وكتب 95 اعتراضا علقها علي باب الكنيسة ذكر فيها أن الكنيسة ليس لها الحق ولا تملك تفويضا يبيح لها ما تقوم به .
وقد اشتهر عنه معاداته لليهود والسامية ووصفهم بأنهم شعب رفض قبول المسيح وتورط في قتله واعتبرهم غير مؤمنين لأنهم لم يعترفوا بيسوع  وطالب في كتاباته التضييق على حرياتهم وحرق كنائسهم ومنازلهم ونتيجة لظهور الفكر البروتستانتي على يديه وقعت سلسلة من الصراعات الدامية  بينه وبين الكاثوليك راح ضحيتها أكثر من 8 ملايين قتيل وخلفت ورائها دمارا كبيرا. 
وقد استفادت أمريكا من فكر مارتن لوثر أن الصراع الديني يمكن استخدامه كسلاح لتنفيذ المخططات الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط  ولكنها لم تؤمن بأفكاره الداعية  إلى الإصلاح  وما زالت تتدخل في شؤون الدول الأخرى وطورت مفهوم صكوك الغفران لدول الشرق الأوسط  حتي ترضي السامية عن دول العالم  الثالث  وتأسيسا على ذلك جاءت صفقة  القرن  ووقوف أمريكا مع اسرائيل في حربها على غزة لتؤكد أن أمريكا تعود للخلف ويجب علي دول الصراع مع إسرائيل أن تقبل بتلك الصكوك حتى يرضى عنها  البابا الامريكي ولا ترمي بنفسها الي التهلكة،  أو أن يتحدوا ويضربوهم ضربة رجل واحد وتتفرق دماؤهم بين القبائل.