قصيدة بعنوان ... ديستوبيا بقلم محمود غرابيل

ديستوبيا Dystopia هي كلمة تطلق علي المدينة الفاسدة أو عالم الواقع المرير وهو مجتمع خيالي فاسد أو مخيف أو غير مرغوب فيه

هُنَا الأخْلاقُ تُحْتَضَرُ

وكُلُّ جُنُودِهَا دُحِروا

لأنَّ حُمَاتَها رَحَلُوا

وضَلَّ القَومُ وانْدَحَروا

فأيْنَ شَهَامَةٌ زَعَموا؟

فَكُلُ مُرُوءَةٍ نَحَروا

تَوارتْ كُلُّ مَكْرُمَةٍ

ليبدو دُونَها القَذَرُ

هُنَا صَحْبٌ لَنَا هَجَرُوا

وآذَونَا وقَدْ غَدَرُوا

وخَلْفَ ظُهُورِنَا قَالُوا

كَلامًا مِنْهُ نُعْتَصَرُ

كَرِيمُ الأصْلِ بَيْنَهُمُ

فِعَالٌ مِنْهُ تُغْتَفَرُ

وخَلْفَ عَبَاءَةِ التَّقْوى

فِعَالُ الفُجْرِ تَسْتَتِرُ

وأطْفَالٌ لَنَا خَرَجوا

وفِي الطُرُقات تَنْتَشِرُ

سِبَابٌ كُلَّمَا لَعِبُوا

بَذِيءُ اللَفْظِ يَنْهَمِرُ

وتِلْفَازٌ بَرَامِجُهُ

صُنُوفَ الشَّرِ تَدَّخِرُ

فَتَتْرُكُ خَلْفَهَا جِيلاً

بٍهِ الأحْقَادُ تَسْتَعِرُ

وأيْنَ حَياءُ أُنْثَانَا؟

تَلاشَى عِنْدَها الطُهْرُ

فصَارَتْ بَيْنَ أظْهُرِنا

بعُرْفِ الغَرْبِ تَفْتَخِرُ

وتَسْعَدُ كُلَّما قالوا

سَفِيهَ القَوْلِ إذْ نَثَرُوا

تَسَاءلْنَا: ونَخْوَتُنَا؟

فَرَدَّ شَبَابُنَا سَخِرُوا

فَوَاأَسَفَا عَلَى جِيلٍ

تَقُودُ خُطَاهُم الحُمُرُ

وأهْلُ الحَقِّ أجْهَدَهُمْ

جُمُوعُ البَغْي تَنْتَصِرُ

ولَوْلا وَعْدُ رَبِّهِمُ

لَمَا اسْطَاعُوا ومَا صَبَرُوا

فَهَيَّا يَا بَنِي قَوْمِي

بذا القُرْآنِ نَأتَمِرُ

فَدِينُ اللَّهِ هَادِينَا

وأَهلُ الفِسْقِ تَنْزجِرُ