الإنكار في علم النفس الإنكار هو ببساطة رفض الإقرار بأن حدثاً ما قد حصل بالفعل. تكون ردة فعل الشخص المصاب ببساطة كما لو أن شيئا لم يحدث، ويتصرف بطرق قد يرى الآخرون أنها غريبة فى آخر تقرير لمنظمة صندوق النقد الدولى الذى يرجع سادته الى الغرب وعلى رأس الغرب بالطبع هى أمريكا أن دولة الصين هى الآن هى الأولى اقتصاديا على العالم أى ان لم تصبح بعد امريكا هى الأولى فى الإقتصاد وهذا نراه فى الميزان التجارى بين أمريكا والصين نجده لصالح الصين أى ان الصين تصدر لامريكا أكبر بكثير مما تستورد من أمريكا وفى تقديرات البعض الفجوة حوالى 2 تريلون دولار و ليس فقط الميزان التجارى بين الصين وامريكا بل الحقيقه بين الصين وكل بلدان العالم مجتمعين لذا الصين هى غول الاقتصاد العالمى والتنين الذى يحلق باجنحته فى سموات الاقتصاد وتلتهم الأسواق وتهضمها كطعامها المفضل يوميا
وهذه الحقائق أصابت ترامب رئيس امريكا بصدمة الإنكار بل والتصميم بدأب ان يستعيد مكانة أمريكا بالمرتبة الأولى عالميا ولكن كيف فتفتق ذهنه أن الأمر يمكن فعله بقرار فرض التعريفه الجمركيه بأن يفرض تلك الرسوم التى من شأنها ترفع اسعار السلع الأجنبيه للمستهلك الأمريكى على أساس خلق فرصة الاستثمار والانتاج داخل امريكا برفع اسعار السلع الاجنبيه وتخفيض الضرائب على المنتجين وبهذا يسحب البساط من تحت أقدام الغير سواء الغير كانت الصسن أو حتى حلفاء كأوروبا وكندا واليابان وكوريا الجنوبيه
وهذه المعادله الترامبيه قد تبدو منطقيه أن اسعار السلع الاجنبيه ارتفعت فهناك فرص للمنتج المحلى بالربح لينتج فى تلك السلع التى كانت امريكا تستوردها ولكن فاته أمر هام فى بناء تلك المعادلة أن اجواء الاستثمار لا تعتمد فقط على ذلك بل على الايدى العامله الرخيصه فى الصين ودول منبع المواد الخام وامور كثيرة لا تخضع بضغطة زر مثل ما فعل ترامب فى مشهد درامى اعلامى كما يحب دائما بأن يظهر أنه البطل الاوحد فى افلام الرعب الهيوليودى
وفى النظره الأولى لهذا التسونامى الذى اطلقه ترامب ردود من الصين عقابيه اقتصاديا لامريكا وكذا من اوروبا ومن كل بقاع العالم التى تأثرت بالخرف الترامبي وهذا ينتج ضغط أكثر على اسعار السلع داخل امريكا مما يعمل على زيادة التضخم وغياب اليقين فى التوقع الاقتصادى الامريكى لذا نجد خسارة البورصة الامريكيه 5 تريلون دولار فى غضون ساعات بعد تلك القرارات
نحن أمام رجل يرأس دوله تمتلك ترسانه عسكريه هى الاضخم واقتصاد كسوق هو الاضخم وكمنتج لا توارت كثيرا ويريد بجنون ان يجعلها هى المنتج الاول وهذا حدث تراكم سنوات للصين ولم يحدث بقرار اقتصادى او حتى سياسي بل جهد متواصل وطويل الأجل وهو فى حالة انكار ان ليس امريكا هى ليست الاولى عالميا فى الاقتصاد ويستهدف استعادة الحلم الامريكى بعنف حتى يريد احتلال جزيرة اوروبيه مطله على القطب الشمالى هذا للموارد الضخمه فى القطب الشمالى والموقع الاستراتيجى وضم كندا لنفس الهدف وتوجيه سلاح القواعد الامريكيه للصين لانها العدو الاول لامريكا فى قناعته انها الدولة التى ركلت امريكا من ريادة العالم ومن يتأمل حركة الرجل جيدا وقناعاته يدرك انه ببساطه يمكن التصادم العسكرى مع الصين وحرب نوويه لا يعرف احد مداها
أن أصعب أنواع البشر يمكن أن تتعامل معهم من لا يعترفون بالواقع ويستهدفون فرض خياله على ذاك الواقع وترامب يعانى من هذا الشئ لذا جعل الصين هدفه الاول لذا هرول للاتفاق مع روسيا لاخماد الصراع الغربي فى اوكرانيا بل وركل اوروبا واعتبرها منافس اقتصادى وينوى تفكيك حلف الناتو معلنا نواياه فى ذلك اكثر من مرة
وفى خضم حلم استعادة قوة امريكا العظمى اقتصاديا فعل شئ مناقض بالانسحاب من كل المنظمات الدوليه مما يفقد امريكا قوتها الناعمه على العالم بل واستدار لمؤسسات امريكا تخفيضا للانفاق ليفكك وزارة التعليم ويهاجم مؤسسات امنيه بالتفكيك والصين تنتظر الصيد لتجند عملاء سابقين للمخابرات الامريكيه
المشهد الدرامى العالمى نحن أمام رجل يلهو بالألغام كالطفل وفى اى لحظه ببساطة يتحول العالم الى قطع من الجمر .

