صفوت عطا الله يكتب: دعوة للحب

فى مستهل عام 2018 يتوارد فى خاطرى فكره مناسبه وكلمه صائبه تدعو المرء الى التفاؤل والامل بدلاً من حالة الهم والاحباط والاستسلام الذى وقع فيه الكثيرين دعوه لكل الناس للخروج من هذه الدائره التى استحكمت حلقاتها حول اعناقناً دعوه تحررنا من كل انواع الفساد والانحراف الاخلاقى دعوه تقضى على كل اشكال الارهاب والعنصريه والتفرقه دعوه للحب انه الدواء الوحيد لجميع الامراض الجسدانيه والنفسيه والاخلاقيه ليست بواعظ او مصلح او فيلسوف بكثرة الشعارات او الكلمات ولكنها دعوه للتفكر والتفاؤل والتجربه لن تخسر ياعزيزى شيئاً اذا رغبت فى الخوض معى فى البحث عن هذا المفقود والمجهول.

اسئله كثيره ومكرره تتردد دائما بالترحم والبكاء على أسباب تردى الاوضاع تلك الايام ونقوم بعمل مقارنه ومفاضله بين الماضى القريب الذى عشناه وتعاملنا معه وكنا جزء منه نجد اليوم نطلق مقولات متعدده ونسأل انفسنا لماذا وكيف ومتى واين.

الزمن الجميل أصبح زمن ردئ.. الحب النقى تحول حب مزيف الموده الرقيقه الى رياء ونفاق- الصداقه البريئه الى شذوذ السلوك المحترم الى سلوك ردئ- الاحترام المتبادل الى خلاف مقيت - الاختلاف الودى الى صراع قذر- التعرف الى وصوليه وانتهازيه والتقاليد والعادات الاصيله الى انحراف اخلاقى.

العلاقات الجميله الى مصالح شخصيه والتعامل الهادئ الى صدام وصراخ والكلمه الطيبه الى كلمات بذيئه والترابط الاسرى الى الانحلال وطلاق والوحده الى تفرقه وانقسام.

لو دققت النظر فقط فى كل هذه الايجابيات فى الماضى نجد أن الرابط المشترك كان الحب وان سلبيات هذا الزمان هو غياب الحب ولاتفسير آخر ومن هنا تأكدت وايقنت بضرورة عودة الحب ودعوه صريحه لكل البشر حتى يملأ الحب قلوب الناس حتى نستطيع استرجاع المفقود والضائع والمسلوب من كل واحد فينا.

لاتفارق ذهنى وفكرى كلمات الذهب من معلم الاجيال وحكيم الزمان قداسة البابا شنوده الثالث عقب عودته من الدير بعد الاحتجاز الجبرى لاكثر من ثلاث سنوات ونصف المثل والقدوه وخلاصة التجربه وما اليوم كالبارحه ليعطى علاقات الطريق السليم والصحيح عندما وضع ثلاث محاور رئيسيه للانسان علاقته مع خالقه والثانى علاقته مع الآخرين والثالث علاقته مع نفسه وان الرباط المشترك لتلك المحاور الثلاث هو الحب فقط.

الحب لايشترى ولايباع لانها هبه ربانيه اعطاها لكل البشر اذا امتلكها واستغلها وساتخدمها جيداً عاش بها واستغنى عن كل مقتنيات العالم كله الحب حبه صغيره تلد مع الانسان كلما حافظ عليها وسقاها ورعاها منذ الصغر سوف يحصل ويجنى منها ثمارها اللذيذه الجميله ولكن اذا اهملها وتركها تحول الى جانب آخر لا انسانى مثلما نراهم وحوش بشريه او اشباه مخلوقات مسلوبة الاراده عبيد السلوكيات منحرفه ومشوهه لا اخلاقيه على الاطلاق.

 

معنى كلمة الحب

حاولت البحث عن معنى كلمة الحب وما أسهل الذهاب الى العم جوجل والغوص بين المعاجم والتفاسير منهم من قال ان الحب هو شعور انجذاب واعجاب نحو شخص ما او شئ آخر وقد ينظر على انه كيمياء متبادله بين اثنين ومن المعروف ان الجسم يفرز هرمون الاوكسيتوسين المعروف هرمون المحبين اثناء اللقاء بينهما وتعريف آخر لكلمة الحب لغوياً بأنها تضم معانى الغرام والداء وبذور النبات على ان هناك تشبهون الحب بالداء او الحب ببذور النباتات على ان هناك تشبهون الحب له معانى وكلمات مترادفه كثيره مثل الهوى- الصبوه- الشغف- الوجد- الكلف- العشق- النجوى- الشوق- الصب- الاستكانه- الود- الخله- الغرام- الهيام.

اما انواع الحب فهى الحب الالهى- الحب الاخوى- الحب العذرى- الحب النفس- الحب الافلاطونى- الحب الرومانسى- الحب الجنسى- الحب المادى- الحب العفيف- الحب الغير متبادل- الحب المصلحى.

فى الحقيقه لم يقبل عقلى او يرضى عن تلك التعاريف والتفسير وعجزت تماماً للوصول الى شرح لمعنى الحب الحقيقى والشامل ودب باليأس داخلى والاحباط لاقناع نفسى لما وصلت اليه فجأه توقفت مدققاً امام كلمه واحده تلألأت امام نظرى مكتوبه بأحرف من نور تسطع كالشمس الله محبه.

علمت لماذا عجز الجميع لبلوغ المراد وكشف اسرار الكلمه كيف المحدود ان يفسر اللامحدود. وعرفت لماذا انحرف الانسان وترك بارادته وحده الحب الحقيقى وذهب يبحث لنفسه لانواع حب مزيفه يبحث عنه فى ارض مشققه لاتضبط ماء لن يرتوى ولن يشبع منها ولن يكتفى بها ولكنه توهم انه يملك الحقيقه ولكنه تمسك بالفروع الناقصه المبتوره فهذا العالم يجرى وراء شهواته ونزواته ومادية الحياه فغرق فى الاباحيه والشذوذ والالحاد والانحراف الاخلاقى.

وعالم ثانى انساق خلف مظاهر كاذبه للدين فسقطوا فى مستنقع الارهاب والتعصب الكريه والتشدد مع الآخرين.

وعالم ثالث باع ضميره فضاع فى بئر الفساد وسوء السلوك آن الاوان فى محاولة البحث عن اسباب هذا المرض والداء المستعصى والكشف عنه صراحه وبكل شفافيه وتحديد الدواء اللازم واننى متأكد ان هذا الدواء هو الحب فقط الذى يشفى السقيم والعليل والمريض أليس قالوا ان الحب مثل الحبه والبرشام او بذرة نبات نعم الحب هو اكسير الحياه- الحب مركز الكون .. الحب هو الله نفسه، به نستطيع التغلب على كل امراض البشر ونغير الافكار المتشدده واصلاح النفوس الفاسده والقضاء على الانحراف الاخلاقى.

الحب هو العوده الى الحياه البسيطه النقيه وهى قناعة النفس والرضا بما اعطاه للانسان. الحب نبذ الخلاف والخصام والانقسام دعوه للحب الى التعاون والتآلف الحب سبيل وطريق لاحترام النفس ودعوه للصدق والامانه والاخلاص. الحب هو التضحيه لاجل المحبوب.

الحب هو البذل لاجل الاخريين والمجتمع والوطن .. الحب تقويم شامل لسلوكيات البشر.

عزيزى القارئ لاحظ معى عند مرورك امام المقابر وتقرأ الشواهد جميعها دون استثناء ملحوظه بسيطه وهى كتابة تاريخ الميلاد ثم تاريخ الوفاه ولكن تفصلهما فقط خط صغير لايتجاوز بضعة سنتيمترات مهما طالت الاعمار ام قصرت فهذه الشرطه هى تمثل حياة الانسان كلها بكل مافيها من عبر السنين وتجاربه ومراحله المختلفه هذا المولود يأتى بالاوجاع والآلام والصراخ ويغادرها ايضاً بالدموع والصراخ يخرج من بطن الام ويعود الى بطن الارض يخرج عريان بلا شئ ويعود عريان ويترك كل شئ. تحمله الام والاهل على ذراعهم عند مولده وأيضاً يحمله الاهل على اعناقهم عند موته يتم ( تقميط ) الطفل بالملبس عند مولده وأيضاً يتم تكفينه عند وفاته.

يولد ومعه نفس حيه ويموت وتفارقه تلك النفس مشوار حياته الطويله مهما فعل وعمل لاتساوى على قبره سوى شرطه صغيره ولو استطاع الانسان ان يضع حرفين فقط على هذا الخط لامكن له الحصول على كل شئ صالح وجميل هما حرفى الحاء والباء ياللعجب من هذا الانسان يلخص حياته وطول العمر من السنين والايام بقليل من الحروف ولو علم وعرف وايقن تلك الحقيقه لكان هذا الكون طعم وشكل ووضع مختلف تماماً عما فيه الآن من حروب وصراع وخصومات وامراض.

 

 

الحب فى الامثال

من القلب للقلب رسول

من رادك ريده ومن طلب بعدك زيده

من خدم الناس صارت الناس خدامه

من حبك عند شئ كرهك عند انقطاعه

مراية الحب عميه

المحبه تقلل شروط الادب

ماتكرهنى عيد تودنى

لو كان الحب بالخاطر كنت حبيت بنت السلطان

لا احبك ولا اقدر على بعدك

لانحبكم ولانطيق فراقكم

كل من جانا يحب مرجانه

كل شئ عند إلا حبى غصب

غيط الحبايب رضا

عين الحبيب تبان وليها دلايل وعين العدو تبان وليها دلايل

عيش ياحبيبي ولاتبكيني .. حسك فى الدنيا يكفيني

ضرب الحبيب فى الحبيب زى اكل الزبيب

الرجل تدب مطرح ماتحب

خلى حبيبى على هواه لما يجى ديله على قفاه

حبيبك يمدغلك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط

حبيب ماله حبيب ماله وعدو ماله عدو ماله

حبنى وخدلك زعبوط قال هى المحبه بالنبوت

حبيبك اللى تحبه ولو كان عبد نوبى   

حبيبك اللي تحب ولو كان دب ايش قلتم لاعشق ولا تمعشق

قالوا يعيش حمار ويموت حمار

بصله المحب خروف

اللي يحب الكمون يتمرغ في ترابه

اللي يحب شئ يكثر من ذكره

أكره واداري واحب واداري

 

 

مأثورات الحكماء والمشاهير عن الحب

القلب المحب هو الحكمه الحقيقيه (تشارلز ديكينز)

الحب لا يمكن تفسيره فهو يفسر كل شئ (جلال الدين الرومي )

دوام الحب في مراعاه الادب (فيكتور هوجر )

حب بلا أخلاص بناء بلا أساس (ارثر شوبنهور)

من يحب الشجره يحب الأغصان (مولير )

يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر (شكسبير)

الحب يجلب السلام والتناغم ويقوي عقلك وجسمك (الفيس بوك )

 كل انسان يصبح شاعرا أذا لامس قلبه الحب ( أفلاطون)

                          _ _ _ _ _

الكراهيه تشل الحياه والحب يطلقها

الكراهيه تربك الحياه والحب ينسقها

الكراهيه تظلم الحياه والحب ينيرها (مارتن لوثر كنج )

الحب مثل الرياح لا يمكنك رؤيته ولكنك تشعر به (نيكولاس سباركس)

اذا أحببت حتي تألم قلبك فلن يكون هناك المزيد من ألام فقط مزيد من الحب (الام تريزا)

يحب المرء لأنه يحب فلا يوجد سبب للحب (باولو كويلو)

الجاذبيه لاتتحمل مسؤليه من يقعون في الحب (اينشتاين)

من الأفضل لك ان تحب وتضيع من لا تحب علي الاطلاق (ارنست همنجواي)

                              _ _ _ _  _

 

تلخيص الاقوال في الشرح المفيد للحب :

بعد الاستعراض الوافي عن الحب نأتي لختام الموضوع وتلخيص الاقوال في شرح معاني الحب واسراره واعماله وثماره فلن نجد مهما قيل في الامثال والمقولات من الحكماء والمشاهير والمعاني من المعاجم وتفسير سوي كلمات للقديس (بولس الرسول ) فيلسوف المسيحيه في شرح بسيط لا يقبل التأويل والتحوير والجدل والنقاش لمن يرغب في الفهم والمعرفه لطريق الحب الصحيح وهي :

المحبه تتأني وترفق المحبه لا تحسد والمحبه لا تتفاخر ولاتقبح ولا تطلب مالنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شئ وتصدق كل شئ وترجو كل شئ وتصبر علي كل شئ، المحبه لا تسقط أبدا واما الآن فثبت الأيمان والرجاء والمحبه هذه الثلاثه ولكن أعظمهما المحبه.

ألست معي ان الموضوع أبسط مما كنا نتصوره وأسهل مما كنا نتخيل وبعيدا عن الفلسفه والتعقيد .. أنها دعوه للحب .