د. مريم المهدي تكتب : حكاية وطن ..بين شعب ورئيس حققا انجازا واعجازا غير مسبوق )

د. مريم المهدي تكتب : حكاية وطن ..بين شعب ورئيس حققا انجازا واعجازا غير مسبوق )
د. مريم المهدي تكتب : حكاية وطن ..بين شعب ورئيس حققا انجازا واعجازا غير مسبوق )

مع بدء تلقى طلبات الترشيح يكون قد تحقق للرئيس السيسى لترشيحه لفترة ثانية مالم يتحقق لرئيس مصرى منذ عام 1952 حتى الآن، بل تفوق عليهم وذلك بحصوله على تزكية مايقارب إجماع أعضاء مجلس النواب لترشحه لفترة رئاسية ثانية وبما لايتيح الفرصة لمرشحين آخرين وتأييد موثق لعشرات الملايين من المواطنين بجميع المحافظات تأكيدا لفوزه بالأغلبية الساحقه فى انتخابات حرة باشراف قضائي، وأما المواقف السياسية وخططه ومشروعاته قبل وبعد توليه الرئاسه فكانت إنجازا وإعجازا للآتي:

اولا: جازف بحياته ومنصبه كوزير للدفاع بدعم مؤسستى الجيش والشرطة وظهير شعبى انتشر بأنحاء البلاد لإسقاط نظام فاشى ورئيسه المنتخب باستغلال الدين ومعاناة الغالبية من الشعب.

ثم كانت دعوته لتفويض يمكنه من محاربة الإرهاب، وجاءت الاستجابة بخروج ثلاثين مليون مواطن ولم يبحث عن منصب فتشكلت مرحلة انتقالية برئاسة وحكومة مؤقته استمرت عاما تم خلاله إعداد دستور جديد لنظام الحكم وجرت على ضوئه انتخابات ديمقرطية أسفرت عن فوزه رئيسا يتمتع بشعبية وفيره

ثانيا: استطاع ان ينأى بمصر بعيدا عن الحرائق المشتعله فى الدول المحيطة دون أن تتعرض لعدوان وتدخْل واحتلال أجنبى كما حدث عام 1956، أو هزيمة عسكرية عام 1967، أو حرب أهلية وفتنة طائفية تودى لتقسيمها.

ثالثا: أعاد لمصر دورها فى الشراكة سياسيا واقتصاديا وعسكريا مع دول العالم ومنظماته وفازت بعضوية مجلس الأمن ولجنة مكافحة الإرهاب، ورئاسة لجنة السلم والامن بالاتحاد الإفريقى ونجحت فى مواجهة قرار الرئيس الامريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل كما حظيت برئاستها لمجموعة الـ 77 للدول النامية بجانب مشاركتها الفعالة فى القضايا العربية والعالمية وانحيازها للحلول السلمية لمشكلاتها.

رابعا :خلال فترة رئاسته تقرر تنفيذ وتشغيل مشروعات تنموية فاقت كل ماتم فى عهود سابقيه قبل 65 عاما واهمها إنشاء قناة السويس الجديدة فى 12 شهرا .وليس مجرد تأميم. واستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان صحراوية وإنشاء الموانى البحرية بالمدن الساحلية ومناطق لوجستية وصناعية واتفاقية مع اليونان وقبرص لاستكشاف مواقع للبترول وإنتاجه بساحل المتوسط وأخرى بالبحر الاحمر واتفاقية مع روسيا لإنشاء المحطة النووية للكهرباء وتحلية المياه بما لايتيحه السد العالى ومشروعات عملاقة لبناء مليون وحدة سكنية ومحاور للطرق والكبارى وشبكات للكهرباء والمياه والصرف الصحي، وإنشاء 4000 مصنع للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومنظومات للخبز والتأمين الصحى والحماية الاجتماعية والتعليم وتخصيص أعوام للشباب ومؤتمراتهم الدولية والمحلية والمرأة، وتمكينها بمجالات العمل المختلفة وذوى الاحتياجات الخاصة ودمجهم فى نواحى الحياة ووظائفها بخلاف الاتفاقات للاستثمار الأجنبى والسياحة والعلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع مختلف الدول.

قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى للمصريين كشف حساب عن فترة رئاسته الأولى والإنجازات التى شهدتها مصر رغم الظروف الصعبة والمؤامرات التى أحاطت بنا من كل جانب، لاشك ان الأرقام التى قدمها الرئيس كانت مفاجأة للجميع، من حيث ضخامة الإنجازات وسرعة الأداء ولا أدرى لماذا غابت كل هذه الحقائق عن الشعب؟! هل هو إهمال من المسئولين فى الدولة أم تقصير من إعلامها المرتبك الحائر؟! إلا أن حديث الرئيس حمل مفاجآت كثيرة .

منذ أربع سنوات حين تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى الصفوف وقرر أن يتصدى لإنقاذ مصر من كارثة كبرى وفتنة أوشكت أن تدخل بالمصريين فى حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله، كان السيسى هو اختيارنا الوحيد ولم يكن هو نفسه يدرك نتائج هذه المواجهة..كانت أوراقه التى قدمها للشعب هى الأمن والحماية وتجاوز المحنة حتى لا تتحول إلى فتنة بين أبناء الشعب الواحد، وفى لحظة تاريخية اجتمعت فيها إرادة الشعب مع جيشه كانت بداية مرحلة جديدة تجاوزت فيها مصر الكثير من المخاطر التى عصفت بها فى ظل مؤامرات خارجية وداخلية، ولاشك ان التاريخ سوف يسجل للرئيس عبد الفتاح السيسى هذا الموقف حين تصدى للعاصفة رغم انه كان يعلم ان الثمن يمكن ان يكون غاليا.

فى هذه اللحظة التاريخية التى اختارتها الأقدار ليكون السيسى هو رجل المرحلة بكل ما فيها من الأعباء والمسئوليات والمخاطر وقف المصريون خلف واحد من ابنائهم توسموا فيه نبل الهدف ومصداقية الموقف والإيمان بحق هذا الوطن فى الأمن والرخاء..

حين اجتمعت إرادة المصريين والتفوا حول عبد الفتاح السيسى ليخلصهم من هذه المحنة القاسية كان جيش مصر هو الدرع التى احتمت فيها الملايين لكى تخرج يوم 30 يونيه وتفرض إرادة الشعب ليتجاوز تجربة مريرة فى ظل حكم الإخوان المسلمين.

< كان هذا حالنا واختيارنا وثورتنا منذ أربع سنوات حين تولى الرئيس السيسى السلطة فى مصر..كان قد قدم أوراق اعتماده للمصريين..الأمن الذى تخلى عنا فى فترة مظلمة والحماية فى ظل سلطة واعية وجيش قادر وشرطة تدرك مسئولياتها وأمام هذا كله عالم عربى مكدس بالأزمات والحروب والدمار وكوارث تحيط بنا من كل جانب..كانت السفينة تسير وسط أمواج عاصفة تحيطها سلسلة من المؤامرات وكأنها أشباح فى ليلة مظلمة لا أحد يعرف من وراءها وما هى أهدافها وآخر أطماعها..فى هذه العاصفة قاد السيسى السفينة وخلفه مائة مليون مصرى يريدون الأمن والحماية والرخاء والعيش فى أمان..

< إن الرئيس السيسى الذى ظهر بيننا منذ أربع سنوات وسط كل هذه العواصف وتولى السلطة بإرادة شعب ودعم من الجيش ليس هو الرئيس الذى نراه اليوم، إن خلف الرجل وبين يديه ملفات كثيرة يستطيع ان يتحدث عنها وان يقدم من خلالها إنجازات حقيقية وهو حين يفعل ذلك ليس سعيا الى فترة رئاسية أخرى فى الحكم ولكن لأن الرجل يريد ان يؤكد انه لم يفرط فى المسئولية ولم يخدع الحشود التى وقفت خلفه وقبل هذا كله هو يريد ان يؤكد أن مصر قادرة على أن تتجاوز مشاكلها وأزماتها، وان الشعب المصرى يستحق حياة أكثر رخاء وأكثر إنسانية وأننا بدأنا الطريق وعلينا أن نكمله، ولهذا حرص الرئيس وهو يقدم أوراق إنجازاته للشعب على أن يشكر المصريين لانهم كانوا وراء هذه الإنجازات  ..

 لا أحد ينكر أننا منذ سنوات نحلم كشعب بمعارك انتخابية رئاسية حقيقية تتصارع فيها الأحزاب والقوى السياسية ونجد فيها عشرات الرموز التى تقدم رؤاها وبرامجها ولكن هذا يحتاج الى مناخ آمن وأوطان مستقرة، لأن العواصف الشديدة اقتلعت الكثير من الأشجار العتيقة..من هنا فإن من حق الرئيس السيسى أن يقدم للشعب كل ما لديه من الأوراق وفيها من الإنجازات ما يشفع له ويؤكد حقه فى أن يحصل على فرصته كاملة فى فترة رئاسية ثانية فى حكم مصر، لأنه ليس من المنطق أو الحكمة ألا يكمل الرجل مشواره ورحلته ومشروعه لإعادة بناء مصر..

إن بين أيدى السيسى إنجازات ضخمة فى أربع سنوات وهى فترة قصيرة جدا فى عمر الشعوب..حتى لا أطيل هناك باختصار شديد ما أرى انه يستحق الإشادة.. 

 لا يستطيع أحد أن ينكر إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وأيا كان الحديث عن النفقات فإن الجيش المصرى أهم وأخطر مؤسسات الدولة المصرية دورا ومسئولية وحماية وهو الذى يتصدى الآن لأعمال إرهابية إجتاحت العالم العربى كله وأسقطت عروشا ودولا وجيوشا وتاريخا وحضارة..إن تدمير الجيوش العربية كان أكبر جريمة فى تاريخ هذه الأمة وكان جيش مصر هو درعها وحاميها وسط كل هذه العواصف وقد شاركت فى لقاءات ثقافية كثيرة بين رجال قواتنا المسلحة وشاهدت بنفسى هذه النقله التى حدثت فى جيش مصر فى كل المجالات تدريبا وسلاحا وحضورا واستعدادا إن جيش مصر الآن غير كل ما سبق.

 رغم كل الأعباء التى تحملها الشعب فى الإجراءات الاقتصادية القاسية التى قررتها الحكومة..إلا أن كل ما حدث كان من آثار عهود سبقت كان ينبغى أن تعالج قضايا المجتمع وأزماته بحكمة وجدية أكبر وحين يقول الرئيس إن مصر شهدت إنجاز  11ألف مشروع بلغت تكاليفها 2 ترليون جنيه فى أقل من أربع سنوات فهذه إنجازات لم تحدث من قبل.

 لا يستطيع أحد أن يتجاهل المشروعات التى تم إنجازها فى أربع سنوات قناة السويس ومشروعات الإسكان والمياه والكهرباء والطرق والمدن الجديدة والتوسع الزراعى وآلاف الكيلو مترات من الطرق واكتشافات البترول وهى تبشر بمستقبل طيب وعلاج مرض فيروس «سى» والعاصمة الجديدة والتأمين الصحى وبداية الاهتمام بإصلاح التعليم، هذه جميعها مشروعات جديدة تم إنجازها فى فترة زمنية قصيرة وتغيرت معها صورة الحياة بين المصريين خاصة الطرق والأنفاق والتوسعات السكانية وآلاف الشقق التى تم توزيعها على البسطاء من أبناء هذا الشعب فى خطة لعلاج كارثة العشوائيات وهى من أسوأ صور الماضى القبيح.

 لا أحد ينكر التغيرات الحادة التى شهدتها صورة مصر الخارجية امام علاقات دولية متوازنة حرص الرئيس السيسى على أن يدعمها ويؤكدها بعدد كبير من الزيارات لدول العالم وقد تم فى هذه الزيارات توقيع عشرات الاتفاقيات فى كل مجالات التعاون فى الصناعة والزراعة والتكنولوجيا الحديثة وتبادل الخبرات والتنسيق فى المواقف السياسية وقد مضت فى نفس المسار علاقات مع الدول العربية الشقيقة مع عودة للعلاقات المصرية مع دول افريقيا خاصة دول حوض النيل..كان نجاح سياسة مصر الخارجية بين جميع القوى الرئيسية فى الساحة الدولية من أهم الإنجازات فى السنوات الأربع من حكم الرئيس السيسى وفى مقدمتها كان إستقلال القرار المصرى.

 كانت المعركة مع الإرهاب من أخطر المواجهات التى تصدى لها الجيش والشرطة لأكثر من ثلاث سنوات وسقط فيها مئات الشهداء فى هذه الحرب المقدسة على تراب سيناء وهذه الملحمة التاريخية سوف تضاف إلى تاريخ رجال الجيش والشرطة الذين خاضوا هذه المعارك بكل النبل والإصرار والتضحية حماية لتراب مصر ومستقبلها وحماية شعبها

 كانت مؤتمرات الشباب فى شرم الشيخ والإسماعيلية وأسوان من أهم المواجهات الفكرية لفكر الإرهاب من خلال نخبة من شباب مصر وكبار مثقفيها فى معركة فكرية تسعى لكشف جذور هذا الفكر المريض المتخلف وكان المؤتمر الدولى للشباب فى شرم الشيخ واحدا من أهم الملتقيات الفكرية التى شهدتها مصر حيث شهد حوارا جادا فى عشرات القضايا بين شباب مصر ومئات الشباب الأجانب القادمين من كل دول العالم.

 لا أحد يستطيع ان ينكر الحقوق التى حصلت عليها المرأة المصرية فى السنوات الماضية وهى بكل المقاييس إنجاز حضارى وإنسانى واجتماعى كبير.

هذه بعض الأوراق والملفات التى قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل الثقة للشعب المصرى لأنها إنجازات شاهدناها وعايشناها حتى وإن كان الإعلام المصرى قد فشل فى نقل الصورة كاملة أمام الناس..

قد تكون هناك وسط هذا الاندفاع والرغبة فى بناء وطن قضايا يمكن أن نختلف عليها فى الأولويات او النفقات او الضرورة ولكننا نتحدث عن برامج وليس مشروعات أو أشخاصا لأن ما حدث بالفعل يمثل مرحلة جديدة فى إعادة بناء مصر..

إن أمام الرئيس السيسى فرصة كبيرة لأن يكمل مشروعه فى إعادة البناء وإذا كانت الفترة الأولى من حكمة قد أخذت صورة البناء فى الخدمات والمرافق والاقتصاد والزراعة والعلاقات الخارجية فإن هناك قضايا ربما تأجلت بعض الوقت وينبغى أن تأخذ دورها فى الفترة الرئاسية الثانية:

 إن مصر فى حاجة إلى تجربة ديمقراطية حقيقية تلك التى نادت بها ثورة يناير وتجسدت فى خروج الملايين فى ثورة يونيه وإذا كانت ظروف الفترة الرئاسية الأولى حالت دون ذلك أمام ظروف محلية ودولية وأمنية فإن استكمال مشروع البناء يتطلب فتح ابواب أكثر للحوار وإنشاء أحزاب جديدة بتشجيع ودعم من الدولة للعمل السياسى، وأنا على يقين أن الرئيس السيسى سوف يولى أهمية خاصة فى فترته الثانية لقضية الانفتاح الديمقراطى وتشجيع القوى السياسية على المشاركة والخروج من عزلتها..

 رغم نجاح مؤتمرات الشباب التى أقامتها مؤسسة الرئاسة ورغم المئات وربما الآلاف الذين خرجوا من السجون من خلال منظومة العفو الرئاسى إلا اننى أعتقد ان فترة الرئاسة الثانية لابد أن تشهد حلولا جذرية لقضايا الشباب وفيها خلافات سياسية فى الرؤى والمواقف وفيها غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحق الشباب فى أن يكون له نصيب فى وطنه حسب قدراته وفيها مأساة الأمية والتعليم وتراجع دور النخبة واختلال المنظومة الثقافية وقبل هذا كله خروج آلاف الشباب من السجون..هناك أيضا قضية تأمين مستقبل سيناء بعد انتهاء محنة الإرهاب وإعادة بنائها وحسم قضية الديون ووقف هذا النزيف الذى يهدد مستقبل الأجيال القادمة وقبل ذلك كله أن يشعر المواطن المصرى بثمار النمو والتحسن فى الاقتصاد المصرى فى قضية ارتفاع الأسعار وإصرار الحكومة على ان تتحمل الطبقات الفقيرة أعباء المرحلة بكل التزاماتها.

 من حق الرئيس السيسى أن يكمل مشروعه فى البناء فى فترة رئاسية ثانية ولديه من الأوراق ما قدمه للشعب فى صورة إنجازات تحققت فى الفترة  ..الماضية وتؤكد أن الرجل هو أصلح من يؤدى هذا الدور ويتولى هذه المهمة... تحيا مصر عزيزة قوية .