إدوارد فيلبس جرجس يكتب: ​نـفـق الـحـب

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: ​نـفـق الـحـب
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: ​نـفـق الـحـب

 نفق لينكولن أو “ Lincoln Tunnel “ همزة الوصل بين ولاية نيوجيرسي ووسط مدينة مانهاتن التابعة لولاية نيويورك ، يفصلهما نهر " هدسون ". في وقت الذروة يحظى بكثافة مرورية عالية ، تصطف السيارات لمسافة بعيدة أمام النفق ، سواء  القادمة من جهة نيوجرسى أو من جهة منهاتن .

وقد تصل فترة الانتظار للعبور لأكثر من نصف الساعة ، أما إذا تعطلت إحدى السيارات داخل النفق ، أو أمام فوهة خروجه قد يمتد الوقت لأكثر من ساعة . تبادل " كمال " و "ليليان" نظرة تحمل شبه ابتسامة تعلن عن سعادة مُرهقة ، انتظار طويل ، حتى أصبحا أمام مدخل النفق . انتظمت السيارات في صفين متوازيين بطول النفق الذي يبلغ الواحد والنصف من الميل ، تزحف في تؤدة منتظمة بما يوحي بأن الجيرة بين ليليان وكمال ستمتد حتى نهايتة . رأت ليليان أن تقطع الوقت بالاستماع إلى الموسيقى ، أما كمال فلقد هرب بفكره خارج النفق ، إلى الجهة الأخرى داخل مدينة منهاتن حيث ينتظره صديقه "سمير " داخل أحد المقاهي ، يجب أن يصل إليه في موعده بالضبط .. اللقاء ليس لمجرد الحديث والاستمتاع باحتساء القهوة .

لقاء خطير سيلعب دوراً هاماً في حياته .  مهدد بالطرد من أمريكا ، إقامته انتهت بمجرد الانتهاء من الدراسة . جاء اقتراح صديقه سمير كباب الفرج في نهاية الطريق المسدود . سيذهب معه الليلة ليقدمه كعريس لأرملة قاربت على نهاية العقد السادس ، لا تزال تبحث عن حضن يعتصرها ، ليس أي حضن ، لن يشبع نهمها وتصابيها سوى الحضن الشاب . حدثها سمير عن صديقه كمال الذي لم تتعد سنواته منتصف العقد الثالث ، تورد وجهها كفتاة عذراء ، رحبت به كزوج ترتع من صباه ، يُسعدها أن تمنحه الجنسية بزواجه منها ، وتغدق عليه من المال ما يشبعه ويفيض طالما سيشبع رغباتها. لم يطل تردد كمال أمام احتياجه ، لا بأس فالزواج حلال ، ولينظر إلى الموضوع على أنه ثواب يفعله معها وثواب تفعله معه ، المصلحة متبادلة ، إرضاء شهواتها المتقدة مقابل حصوله على إقامة رسمية . حاول أن يقنعها بزواج في أضيق نطاق ، رفضت واشترطت أن يكون حفلاً يفتخر بمدعويه .

يجب أن يعرف الجميع أنها لا تزال مرغوبة من الشباب ، أمام إصرارها أقنع نفسه بأن  "المضطر يركب الصعب" . فقط يشغل  فكره ، كيف سيواجه الناس والعيون المحدقة به وهو بجانبها وأولادها يفوقونه في العمر، قال لنفسه ، أغلق عقلك يا كمال ، كن ميكيافلي الفكر "الغاية تبرر الوسيلة" ، رددها كلما شعرت بعقلك يتلوى من الألم . حانت منه نظرة نحو صاحبة السيارة التي تزحف بجواره ، أحس بشيء ينكأ قلبه ، رائعة الجمال بكل المقاييس ، عمرها لا يتجاوز عمر الزهور ، جاذبية كجبل ممغنط ، من يحدق في عينيها يجد نفسه مندفعاً نحوها دون أدنى مقاومة .

ردد والحسرة تستنزف دماء قلبه ، سيحرمك زواجك البائس من تذوق العصير الطازج كالذي تنضح به شفتا هذه الحسناء ؟! . سنوات ستقضيها مع زوجتك الشرهة حتى تحصل على الجنسية ، من يدري ماذا سيكون حالك بعدها ؟! ، قد تحتسي ماء جسدك كله وتتركك كغصن جاف ، الثمن باهظ لكن لا مفر . توقف الزحف تماما داخل النفق ، تأوه عاتباً ..  يجب أن تتحرك هذه السلاحف لأصل في موعدي وينتهي الأمر ، الفكر يكاد يذهب بعقلي ، هتف بصوت جريح وهو ينفض رأسه ، إذا أردت المضي في هذا الطريق عليك أن تلغي عقلك تماماً ، ضع فوق شفتيك ابتسامة بلهاء ، قد تكون شفيعة  لكل من يراك جالساً بجانب عروس يفوق عمرها عمر أمك  .

يوم غير عادي ، الزحام دائما في النفق لكن لم يتوقف السير تماماً بهذا الشكل ، نظر كمال نحو السيارة المتوقفة بجانبه ، علامة استفهام وملل على وجه صاحبتها زادت من حلاوته ، نظرت إليه ومطت شفتيها وكأنها تستغيث به ، ابتسم وهز رأسه وفتح زجاج النافذة ، مال برأسه تجاهها ، إقتدت به.. ضحك قائلاً :

_ عليكِِ بالصبر فهذا هو نفق لينكولن .

_  إعتدنا الزحف بداخله لكن اليوم غير عادي .

_ بالضبط .. لست أعلم ماذا حدث ؟

فتح باب السيارة ، انزلق خارجها كما فعل البعض ، تقدم من قائد السيارة التي أمامه مستفهماً ، هو أيضا لا يعلم  ، ترددت كلمة ماذا حدث ؟  ،  إلى أن وصلت إلى نهاية النفق من الجهة الأخرى ، عادت الإجابة بالتسلسل إلى أن وصلت إليه ، إقترب من  جارته الحسناء وعلامات اليأس مرتسمة فوق وجهه وقال وكأنه ينعي حظه :

_ يقولون أن سيارة نقل محملة بالبضائع مالت على جانبها ثم انقلبت لتغلق فم النفق.

قالت الحسناء متذمرة :

_ يا آلهي .

قال ضاحي متأزماً وكأنه يحدث نفسه :

_ اعتقد أن الوقفة ستطول.

الخوف لعب بداخله ، المصيبة أن الهاتف لا يعمل داخل النفق ، قد يُغضب هذا عروسه المنتظرة .

قالت الحسناء لتخلط همها بهمه :

_ كان المفروض أن أكون داخل منهاتن الآن ، ولا أحد يعلم متى سينتهي سجننا.

_ يقولون أن التأخير قد يصل إلى ساعة .

قالت ليليان مستسلمة :

_ ليس أمامنا سوى الانتظار.. ثم أردفت لتغير وجهة الحديث الذي لا فائدة منه .. هل تصدق أن هناك من حاول تفجير هذا النفق ؟!

أجاب كمال وهو يهز رأسه متعجباً :

_ أغبياء  وعقول مريضة ملوثة بأفكار الجهل والتخلف .

نظرت ليليان إليه وقالت مبتسمة وهي تحاول أن تدلف داخل سيارتها  :

_ الجلوس داخل السيارة أفضل .. الجو شديد السخونة  .

قال كمال وابتسامة مشجعة تزكي من عرضه :

_ الإقتصاد في الوقود جميل ، يمكنك أن تأتي لسيارتي وخاصة أن  مبرد الهواء بها يعمل بصورة جيده ؟!

انتقلت ليليان إلى سيارته دون تكلف ، جلست إلى جواره ، تأمل وجهها وكأنه يعقد مقارنة بين الخيال الذي بجانبه ، والواقع الذي ينتظره داخل منهاتن ، قال ببساطة :

_ اسمي كمال .

_ اسمي ليليان .

_ هل أنت أمريكية ؟

_ نعم .. لكن أبي يهودي وأمي إنجليزية .

قال كمال مقهقهاً :

_ أمريكية إسرائيلية إنجليزيه .. مزيج مدهش.

قالت ليليان وهي تبادله الضحكة :

_ ماذا يضحكك .. هل تحمل مثله ؟

أجاب كمال وهو يراقب تعبيرات وجهها :

_ المزيج الذي أحمله مكون من اثنين فقط ، أب فلسطيني وأم مصرية ، وأنا أحمل جنسية أبي .

هتفت ليليان ووجهها المبتسم ينطق بالصدق :

_ أخيرا اجتمعت إسرائيل وفلسطين في مكان واحد ، هيا نرفع علم السلام .

سأل كمال وهو لا يزال متابعاً لتعبيرات وجهها :

_ هل تودين هذا يا ليليان ..؟

ظهرت مسحة من الحزن على وجهها وقالت :

_ بالطبع أود هذا من كل قلبي .. ألا يكفي ما تدفق من الدماء حتى الآن .. لا تظن إنني أنحاز إلى قومي .. إنني فقط أنحاز للسلام وآلاف الأطفال المشردة .

_ وكيف يتحقق السلام ؟

أجابت ليليان بلهجة جادة :

_ بالعدل .. بعودة الفلسطينيين لأرضهم تحت حكم فلسطيني واع لا يبحث عن الأطماع الشخصية والسلطة فقط ، وأن يكون بين الطرفين علاقات الجوار الآمنة.

قال كمال وهو ينظر إليها بإعجاب :

_ إنني سعيد بأن أسمع هذا منك يا ليليان .

_ وأنا سعيدة بأني التقيت بك لأعبر عن رأيي .. البعض يعتقدون أن اليهود شعب دماء واحتلال .. لكن هذا ينافي الحقيقة .. السياسة يملك زمامها شرذُمة قليلة ، يوجهونها كما يريدون بعيداً عن رأي الأغلبية ، ونحن بشر كأي بشر في أي دولة ، بيننا المتطرف وبيننا المعتدل ، وبيننا من يحب السلام ومن تستهويه الحروب .

قال كمال مبتسما :

_ أعتقد لو أن زمام الأمر بيدي ويدك لاستطعنا حل المشكلة في جلسة واحدة فقط.

_  ومن قال لك بأنهم سيتركوننا حتى نحل المشكلة .. أعتقد أنهم سيتخلصون منا سريعا ، ففي كل جانب ستجد من يفضل بقاء المشكلة كما هي ، لمصالحهم الشخصية .

قال كمال مقتنعاً :

_ أنا أؤيدك بشدة في هذا الرأي .. لقد أجدت التعبير عن عقدة المشكلة.

_ المشكلة تكمن دائما في حجب الحقائق ، خلف سلسلة من الأكاذيب والأفكار المشوهة ، هناك من يصرخ بأن أمريكا بلاد الكفر والفساد ، أبحث عن هؤلاء ، ستجدهم هم أنفسهم غارقون في بحور الرذيلة ، مستنقع للفساد يجملون وجهه ببعض النباتات المائية عديمة القيمة . الحرية بأمريكا ليست عاراً لكنها عنوان يجب أن نفتخر به ، الله أعطي للإنسان العقل والفكر ، والحرية غذاء للإثنين ، الأبواب مفتوحة أمام الجميع ، وسائل هداية البشر متاحة للجميع دون تعنت أو ضغوط ، التعبد لله يجب أن ينبع من قلب الإنسان وليس بعصا البشر ، يتشدق البعض بالديمقراطية لكن ديمقراطيتهم ليست سوى فتات أمام الموائد الشهية لديمقراطية أمريكا ، الإنسان هو الإنسان في أمريكا ، وفي بعض البلاد قيمته لا تعدو قيمة الكلب الأجرب ، الحفاظ على الحرية لا يقدر عليه إلا من يعرف قيمتها.

قال كمال ونظرة إعجاب قد فاضت خارج عينيه :

_ أشعر بأنك تنطقين بنفس ما بداخلي .

إنتبها على صوت آلات التنبيه المتذمرة ، إنطلقا في ضحكة واحدة عندما شاهدا الموكب المتوقف قد بدأ في الزحف ، فتحت ليليان الباب وقفزت نحو سيارتها مسرعة ، وتواصل الحديث من خلال النافذتين .

قالت ليليان وهي تمسح بعينيها ملامح وجهه الوسيمة :

_ هل تعرف إنني سعيدة بهذا الحديث الذي جرى بيننا .

_  أما أنا فأني أشكر من تسبب في هذه الوقفة وأتاح لي فرصة الحديث معك ، أتمنى إلا تكوني تعطلتي عن موعد هام .

هزت ليليان رأسها بلامبالاة وقالت :
_ بالعكس لقد اهتديت خلال هذه الفترة لخطوة كنت مترددة في اتخاذها .

 حاول كمال أن يبطئ من سيارته للمحافظة علي بقاء نافذته أمام نافذة ليليان ، متجاهلا النظرة الغاضبة التي طالعها في المرآة في عيني قائد السيارة التي تزحف خلفه ثم عاد إلى الحديث قائلاً :

_ أتمني أن تكون خطوة للطريق الصحيح .

_ شكرا .. أعتقد أنها بالفعل خطوة للطريق الصحيح .. لست أعلم لماذا أجد نفسي مدفوعة للحديث بشأنها معك  ، باختصار أنا ذاهبة لأُنهي علاقة كنت أتوهم أنها الحب ، مع شخص أحمد الله أنني اكتشفتُ أنانيته قبل أن تندفع قدماي لما بعد الحب .. فبالرغم من أنه يعمل بمرتب خيالي ، إلا أنه انساق خلف طمعه وحصل على عقد عمل في إحدى الولايات بمرتب أكبر ، هذه الولاية جوها شديد الرطوبة طوال العام ، وهذا ما حذرني منه الأطباء لحساسية أشكو منها في صدري ، يحاول أن يقنعني بالرحيل معه ، كنت مترددة إلي هذه اللحظة ، لست أعلم لماذا اتخذت قراري الآن بأن أدعه يرحل وحده ويتمتع بمرتبه الكبير.  أرجو أن تكون أنت لم يعقك هذا التأخير عن موعد هام .

قال كمال وكأنه يلقي بنكتة :

_ أعاقني عن لقاء عروسي التي لم أرها حتى الآن .

_ أنت تمزح أليس كذلك .. أعلم أن هناك بعض البلاد لا يري فيها العريس عروسه إلا بعد الزواج .. لكننا في أمريكا ! .

_ استوى الأمر بالنسبة لي .. أراها قبل الزواج أم بعد الزواج .. بمعنى أدق في طريقي لأبيع نفسي لها .. ثم بنظرة حزينة .. مضطر لذلك وعندنا يقولون المضطر يركب الصعب .

_ تبيع نفسك في بلاد الحرية .. على العموم أرجو لك التوفيق ، أتمني أن تكون العروس على القدر الذي يتناسب مع شاب لطيف مثلك .. لكنني سأكون فضولية وأسألك عن سر اضطرارك .

أجاب كمال بصوت يملأه الأسى :

_ عروسي تفوق أمي عمراً ، أرملة في نهاية العقد السادس من عمرها ، تريدني فقط لتمتص عصارتي ، أما عن اضطراري فليس هناك حل ثان ، أما أن أتزوجها وأحصل على إقامة رسمية ، وأما أن أُطرد خارج أمريكا وهذا ما لا أريده .

_ وهل تذبح نفسك من أجل الحصول على الإقامة الرسمية ؟

أجاب بمرارة :

_ ألم أقل لك ..المضطر يركب الصعب .. وأنا لا أستطيع مغادرة هذه البلاد لأسباب خاصة .

قالت وهي تغلق زجاج النافذه وقد استدعت الحزن ليسكن وجهها :

_  أتمنى لك التوفيق .. هل تريد أن أرسل لك باقة زهور تهنئة على زواجك الميمون !!

أجاب وهو يغلق زجاج النافذة ويحاول جاهداً أن يقبض دمعة تود الهرب .

_ أشكرك .. الزهور لا تصلح  لمن هو في موقفي .

 أسرع الطريق علي الجانب الأيمن بعض الشئ ، سبقته سيارتها ، لم يعد يرى سوى شعرها المسترسل من الخلف ، شعور بالكآبة ملأ قلبه وفاض على وجهه ، القدر يعبث به ، ألقى أمامه ب " ليليان " ليزيد من شعوره بالتعاسة ، وهو على أبواب هذا الزواج الساخر ، يحاول أن يخمد جذوة من النار اتقدت في قلبه ، يردد ، لم يخلق الحب لأمثالك ، ودعها بعينيه ، نجحت الدمعة في الهرب وهو يراها تغادر نهاية النفق . من يغادر النفق يشعر بسماء الحرية فوق رأسه ، لكنه شعر بأنه يخطو داخل زنزانة أضيق بكثير من النفق المزدحم ، أخذ يردد في نفسه بمرارة العلقم ، قدرك .

لم يسر سوى بضعة أقدام ، على الجانب الأيمن من الطريق قبل أن ينحرف للشارع الثاني والأربعين ، شاهدها واقفة بجانب سيارتها ، أوقف سيارته خلفها ، اقترب منها :

_ هل هناك عطل بالسيارة ؟

أجابت ليليان وهي تتأمل وجهه بشغف :

_ السيارة سليمة ، لكنني توقفت لأسألك إن كان يمكنني عمل أي شيء قد يخدم مشكلتك.

نطق كمال بقلبه :

_ نعم .. أن تحبينني .

قالت ليليان بصوت رقيق :

_ لقد أحببتك ونحن لا نزال في منتصف النفق .

قال كمال وهو يحتوي كفها بين كفيه :

_ لقد سبقتك وأحببتك في الربع الأول منه .

قالت ضاحكة :

_ هل أحببتني لأنني أحمل الجنسية الأمريكية ؟

قال وهو يرفع كفها إلى قلبه :

_ يمكن للإنسان أن يبيع جسده ، أما القلب فلا يباع بأموال العالم كله .

_ أمزح فقط .. فأنا لي القدرة علي قراءة الصدق والإخلاص ، وهذا ما قرأته في عينيك ، كنت صريحاً وسردت ما يحاول أن يخفيه من هم في مثل موقفك وهذا ما دعاني لأن أتوقف وانتظرك ثم أردفت ليليان ونظرة حب كبيرة في عينيها.. علينا أن نعلن في الصحف بأن إسرائيل تزوجت بفلسطين.

قال كمال مبتسماً :

_ أخشى أن ينشأ أطفالنا بعضهم لي وبعضهم لك ويحاربون بعضهم .

_ سنغرس في منزلنا الحب والسلام وسيسير أطفالنا على هذا الطريق وسنطلق عليهم اسم أطفال السلام .

  قبلة كعبير الزهور ، نظر إليها ووجهه ينطق بالسعادة قائلاً :

_ سأكتب إلى المسئولين ليستبدلوا اسم النفق إلي نفق الحب .

******************

  إدوارد فيلبس جرجس

edwardgirges@yahoo.com