د. ماري ملاك تكتب: اعذروني لن اشترك في هذه الجريمه

د. ماري ملاك تكتب: اعذروني لن اشترك في هذه الجريمه
د. ماري ملاك تكتب: اعذروني لن اشترك في هذه الجريمه

                           

اصبحت  مشاكل الطلاق التي تحصل في كل يوم كابوساً يؤرق الرجل والمرأة، وإن كانت المرأة أكثر شعوراً بألمه، حيث لا يتوقف الحال عند الانفصال، بل يبقى هناك همزة وصل تربطهما، وهم الأبناء، لذلك يستغل أحد الطرفين الموقف، ويجعله ورقة رابحة يبتز أو ينتقم بها من الآخر.                           

 الطلاق عملية جراحية تصحيحية مؤلمة نلجأ إليها حين تستحيل السبل الأخرى، لذلك ينبغي على كل رجل أو امرأة سواء كانا منفصلين أو يبحث أحدهما عن الانفصال أن يدركا مصلحة الأبناء. الا أن ما يحدث في الواقع الآن هو عكس ذلك تماماً، فينقلب الزوجان الى عدوان وينتقم كل منهما من الآخر، إما مادياً أو بالأولاد أو من الحرمان من النفقة والمصروف وكله نكاية لكل منهما بالآخر.  وانني اصف هذين الزوجين بالانانية  حيث يشعر كل طرف منهم بالانتصار  على الطرف الاخر  عن طريق  حرمان الابناء من الطرف الاخر . فنادراً ما نسمع أن طرفاً يأمر أبناءه باحترام والدهم أو والدتهم، حيث يسعى كل واحد منهما إلى كسب ود الأبناء بطريقته الخاصة، والتي قد تكون من خلال الإغداق المالي عليهم لاستمالتهم، أو بإهمالهم وتفضيل إخوانهم من أبيهم أو أمهم، أو بتشغيلهم جواسيس له ليخدموا مصلحته الشخصية .

هذه التصرفات تخلق في نفوس الأبناء آثاراً سيئة وسلوكيات قبيحة أقل ما فيها أنها تقتل لديهم الانتماء الأسري، وتنبت في قلوبهم حب المصلحة والذات، بالإضافة للكذب والأنانية، وايضا الاهمال البارز في التعليم، والحقد، والبغضاء، وحسد الآخرين، كذلك يكونون عرضة للانحراف والانخراط في صداقات مشبوهة تقودهم لعالم مجهول سواء كان ولداً أو بنتاً؛ بسبب افتقادهم للعاطفة.                                                                                                       

الزوجين يصبحون اعداء بعد الطلاق                                                                                     من المفترض ان الشريكين يلجاؤن الى وسيلة الطلاق لحل الصراعات بينهم ومع الاسف الشديد تزداد المشاكل بعد الطلاق ويصبح الزوجين اعداء والضحية هم الابناء.  

«الآباء يأكلون الحصرم، والأبناء يضرسون»  حيث يشهر كل من الزوجين أسلحتهم ويتناسون حالة السلام، وتنتهي بينهما معاني الحب والاحترام، ويصبح الأبناء الوقود الذي يشعلون به خلافاتهم كعقاب وانتقام من طرف ضد آخر. ورغم تحذير الأطباء النفسيين والخبراء في تربية الأطفال بضرورة إبعادهم عن الخلافات، وعدم استخدامهم كوسيلة ابتزاز واستفزاز في نزاعهم، لكن العديد من المطلّقين لا يفكرون إلاّ في أنفسهم مما يجعل أبناءهم الضحية الأولى في الصراع. علي سبيل المثال  نجد ان احد الطرفين وبالاكثر الام تنتقم من طليقها بحرمانه من  رؤية اولاده  واننى اعتبر هذه جريمة بشعة فهى اعطت نفسها كل الحق وانصبت نفسها قاضية  وحكمت على  طليقها وعلى اولادها بالاعدام  بدون  اى وجه حق  وحرمان كلا من الاب من اولاده وفى نفس الوقت حرمان الابناء من والدهم..

بالاضافة الى  استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام والاستفزاز أسوأ أسلوب قد يستعمله أحد الشركاء ضد الآخر، وذلك لما له من أضرار نفسية جسيمة تعمل علي تدمير العلاقة بين الأطفال والشريك المستهدف، وقد ينقلب السحر على الساحر؛ بمعنى اذا علمت الام الطفل ان يكره والده فى المستقبل البعيد وحينما يصبح هذا الطفل شابا او شابه ينقلب الامر علي هذه الام وتصدم صدمة عمرها حينما تكتشف ان ابناءها يكرهونها هى ايضا والعكس صحيح حيث إن ما تم تنشئة الأطفال عليه من أحد الشركاء ضد الآخر، قد يتحول عكسياً على الطرف المحرض ويؤدي إلى أسوأ علاقة بينه والطفل  لذلك  ينبغى على الآباء أو الأمهات بعد الطلاق بمعروف عند أخد قرار الانفصال يجب أن يكون بشكل متحضر متفق خلاله على كل شيء وأهمها حقوق الأطفال وإبقائهم ما أمكن بعيدين عن المشاكل وأن لا يُسيء أحد الطرفين للآخر بوجودهم، بل على العكس يجب المدح فيه دائماً.

من اهم اثار التفكك الاسرى على نفسية الابناء

تنشأ لدى الابن صراعات داخلية فيحمل بداخله دوافع عدائية تجاه الأبوين ومن حوله في المجتمع ويزيد العنف مع الآخرين، مما يؤثر على شخصية الابن ويصبح شخصية مهزوزة غير مستقرة

شعور الابن بالقلق والإحباط والاكتئاب عندما يقارن حياته المفككة مع الأطفال المستقرين في حياتهم

عدم تلبية طلبات الابن واحتياجاته عندما يتخلى الأب عن النفقة مما يؤدي الى الانحراف ورفقة السوء والسرقة حتى يحقق رغباته وهذا ما يحصل فعلاً في المجتمع الآن، فمن خلال تجربتي العملية أجد أن حالات كثيرة من المراهقين لجأوا الى المخدرات والمشروبات الكحولية في سبيل الهروب من هذا المنزل والحصول على ما يريد بطريقته الخاصة

  فقدان القدوة  والمثل الاعلي  نتيجة زواج الأب يفقد الابن الأمان النفسي ويبحث عن والده الذي يجده في بيت آخر مع زوجة أخرى فيفقد القدوة والمثل الأعلى في تصرفاته

 حالة ما بعد الطلاق ليست اللحظة الصعبة الوحيدة التي يمر بها الأبناء وتهتز فيها كيان أسرتهم، ولكن هناك لحظة صعبة أخرى حيث يصبح فيها زوج الأم أو زوجة الأب بمثابة أولياء أمورهم، مما يخلق أزمة خطيرة لدى الابن وغالباً ما تسبب الضرر بين الابن وأهله.

تكوين مشاعر سلبية  تجاه أحد الوالدين، عادة ما يرفض الأبناء فكرة العيش مع أحد الوالدين والتواصل مع الآخر من خلال الهاتف فيكون لديهم مشاعر سلبية (كالحزن، الوحدة، عدم الثقة بالنفس والاحساس بالدونية، وتراجع المستوى الدراسي) تجاهه بسبب بعده عنهم.

وفى ختام حوارى معكم اقدم لكم نصيحة قد تهمكم لكى لايتحول ابناؤكم ضحايا للطلاق وعرضة للامراض النفسية . اهم نصيحة اقدمها لكم هى التسامح ومن صور التسامح ألا تحرم المطلقة الأب من رؤية أبنائهما المحضونين وألا تحرضهم عليه ولا تشوه صورته أمامهم حتى لو بدرت منه بعض الأخطاء.

وألا يستخدم الأب اولاده جواسيس على مطلقته بنية معرفة أخبارها للوقيعة بها والتشهير بها انتبه عزيزى الرجل هذه السيدة التى تشهر بها هى ام اولادك فالضرر واقع علي اولادك ايضا.  ومن صور التسامح بين المطلقين أيضا ألا تثقل المطلقة على كاهل المطلق، خاصة ان كانت تعمل وميسورة الحال ,فإن فعلت فنعم الأم هي ونعم المرأة وربما كانت شهامتها تلك سببا في رجوعهما لبعضهما كزوجين.