إلهام عيسى تكتب: الإعلام العربي واقع وآفاق وطموح

إلهام عيسى تكتب: الإعلام العربي واقع وآفاق وطموح
إلهام عيسى تكتب: الإعلام العربي واقع وآفاق وطموح

في كل دولة عربية اعلام مختلف عن الخطاب القومي

بعض الفضائيات الناطقة باللغة العربية موظفة لصالح الخطاب الأمريكي الإسرائيلي

علينا أن ننتبه ونعي خطورة المصطلحات المطروحة

علينا اليوم ومن الضروري خلق حالة من الحوار الموضوعي الفاعل لنكون قادرين على بناء الإنسان العربي قوميا

لقد وعى العرب القدماء إلى أهمية الإعلام ودوره في تأكيد القضايا والأفكار التي تطرحها كل قبيلة عربية فكان الشعر في ذلك الوقت هو الإعلام حيث كان لكل قبيلة شاعرها اوشعراؤها فكلما كان الشاعر بليغا وله دوره في قرض الشعر والتعبير عن القبيلة ودورها وقضاياها ومدافعا عنها وقادرا على الزود عنها في وجه اشعار القبائل الأخرى وكلما كان قوي بشعره كلما قوي دور القبيلة وعلا شانها واخذت مكانتها ورفعتها بين القبائل الأخرى وكان النبي(ص)مدركا لذلك فأكد على قيمة الشعر وأهميته في الزود عن الدعوة الإسلامية ونشر مبادئها فجمع حوله عددا من الشعراء حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحه واخرين وعندما جاء كعب بن زهير  ليلقي لأمته المشهورة مديحا بمحمد خلع الرسول عليه بردته تقديرا لدور الإعلام وأهمية من يقوم على أمره
أبدا بالإعلام السوري فهو يمتلك خطابا قوميا وظل محافظا على رح الأمة ونهجها ولكنه افتقر إلى مشروع إعلامي نهضوي قادر على مواكبة الخطاب السياسي السوري والإعلام السوري نجح في الدفاع  وصد كل ماتتعرض له سورية من هجمات إعلامية نراها اليوم تتركز وبقوة كبيرة على أضعاف دور سورية القيادي والمحوري في المنطقة والإعلام السوري لم ينجح كمايجب في المواجهة كمايجب لأنه أولا في مواجهة جبهات عديدة تمتلك كما هائلا من الإعلاميين في كل مكان فهناك الكثير من الإعلاميين يتقاضون رواتب من جهات عربية وأجنبية مهمتها توجيه الاتهامات إلى سورية وسرعان مانرى الإعلام الامريكي والإسرائيلي والفرنسي والغربي عامة بالعزف على وتر الاتهامات الموجهة لسورية وجميعنا يعلم بأن في العالم ثلاث وكالات عالمية هامة تضخ 80/100من المعلومات التي يتداولها العالم والتي تقوم في بناء المنظومة الفكرية والثقافية والسياسية في العالم والإعلام السوري كان في مواجهة تلك الوكالات التي تضخ معلومات الاتهامات الموجهة الى سورية

التوجه الى الاعلام العربي
أن الاعلام العربي إعلام مفكك مشرذم في كل دولة عربية اعلام قطري ولكل إعلام خطاب إعلامي وتوجه إعلامي مختلفان تماما عن الخطاب القومي الذي نحلم به والذي من الضروري ان يكون مدرك  خطر الهجمة الشرسة على الامة العربية ورسالتها وثقافتها وارضها وهويتها
كل اعلام دولة يتغنى بامجاد قيادته القطرية وهذا الإعلام بشكل أو بأخر هوتابع لدوائر القرار السياسي والإعلام الأمريكي من هنا نجد ان الإعلام الناطق باللغة العربية هو الاشد خطرا على سورية ومواقفها ٠٠وجميعنا نشاهد ونلاحظ إن هذا الاعلام الذي يعمل وفق أجندات خارجية فهو يسعى ويريد تفكيك العالم العربي  فمعزوفة المذهبية والطائفية والعرقية التي تعزفها هذه الوسائل الإعلامية هي رغبة امريكية إسرائيلية
تمارس هذه الوسائل الاعلام عن قصد أو من دون قصد إن مواجهة المجتمع بحقائق الحياة وحقائق الأفكار والمصاعب والهجمات وهذه الحرب الكونية  التي تتعرض لها سورية وتتعرض لها الامة العربية برمتها هوالاسلوب الأمثل والافضل والناجح فمن الضروري خلق حالة من الحوار الشفاف الموضوعي الفاعل لنكون قادرين على بناء الإنسان العربي قوميا الذي يمتلك ثقافة ومعرفة كبيرة  وقدرة على الحوار وعلى المواجهة والتفاعل مع قضايا الأمة وماتتعرض له من ضغوطات وهجمات شرسة تسعى إلى اجتثاثنا من جذورنا فالعاصغة التي تعصف بامتنا العربية  قوية وقوية جدا والانظمة العربية من حولنا ضدنا وليست معنا فهي لاتستطيع اعلان مواقفها لصالحنا لأن الولايات المتحدة الأمريكية مسيطرة عليها وتمتلك امرها وتتلاعب بمستقبلها
أن الإعلام السوري وبالرغم من كل ماتعرض له هجمات إعلامية شرسة  مازال يقدم الخطاب القومي بالرغم من تخلي الآخرون عنه في الوقت الذي كان بامس الحاجة إليهم ليقفوا معه إلى جانب الحق وقول الحقيقة ان الساحة القومية اليوم افرغت من الخطاب القومي وسورية هي التي تسعى من اجل الحفاظ على هوية وتماسك الإنسان العربي فالعروبة اليوم في محنة كبيرة اذا تتعرض إلى اعتى هجمة في التاريخ فهم يريدون إخراج العراق عن عروبته وفي لبنان وفي سورية وفي كل بقعة ومكان من الوطن العربي فالهجمة كبيرة جدا جدا إن موت العروبة يعني موت الأمة العربية
إن مشروع والنهج والخط السياسي القومي الذي تنتهجه سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد هو  مايقلق العدو والدول المعادية بأكملها يقلقهم احتضان المقاومة الفلسطينية والمطالبة بالدولة الفلسطينية يقلقهم احتضان المقاومة اللبنانية ويقلقهم الوقوف الى جانب الشعوب الضعيفة والوقوف مع حركات التحرر في العالم
علينا اليوم أن نشكل ونمتلك اعلاما فاعلا ضد تلك الهجمات التي تتمثل بوجود مراكز اعلامية مشتركة وتكون فاعلة لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية بكل مكوناتها ومواجهة مشروع الصهيو امريكي أن الصهاينة حاولوا تحقيق ثلاث قوى أكد عليها هرتزل القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الاعلامية وهنا يكمن دور الإعلام وخطورته في دعم المشروع الصهيوني
أن العرب قديما اهتموا بالإعلام كثيرا في خدمة مصالحهم في جاهليتهم واسلامهم واليوم نحن نواجه هجمة شرسة جدا لم تكن موجودة من قبل بهذا الحجم والكم الضخم بالرغم من انه عبر التاريخ تعرضت الامة العربية والهوية العربية والتاريخ والتراث إلى هجمات عدة إذ تركزت عملية الصراع على مسأل اساسيةعديدة لم نعمل نحن العرب على بلورتها اوتحويلها إلى مشاريع نتسطيع ان نوظفها لخدمة قضايانا القومية العادلة العثمانييون حاولوا قتل ثقافة الأمة ومشاعر الأمة وروح الأمة عبر التتريك إلا ان النخب الثقافية العربية قاومت تلك المشروع واحبطته واليوم هي لن تسمح بنجاح المشروع الصهيوني امريكي في المنطقة منذ وصول الصهيونية إلى المنطقة اكدوا امتلاكهم لشركات ضخمه
ومؤسسات إعلامية تصنع الراي العام الغربي لمصلحتهم ومذ وصول الصهاينة إلى المنطقة كنا بحاحة إلى بناء مشروع عربي قومي يعمل وبشكل فاعل على إيقاظ المشاعر والوعي العربي ولكن هذا المشروع لم يتحقق لأسباب عدة منها
الغرب هيج الانظمة العربية ضد مشاريع المقاومة واتهمها بالتطرف وسعى إلى محاربتها بكل مااتيح له من وسائل
توظيف المحطات الفضائية الناطقة باللغة العربية لصالح الخطاب الأمريكي الإسرائيلي كمانشاهد ذلك ولان سورية اليوم هي الخط الأول في المواجهة الفعلية على ارض الواقع للمشروع الصهيو امريكي نرى تلك المحطات موجهة إلى تدمير سورية وتعمل على تزييف وقلب الحقائق وتسعى جاهدة إلى وضع سورية في موقع الإدانة وتزايد على سورية في القضايا القومية والوطنية تحت مسميات حقوق الإنسان والديمقراطية وقضايا وبدع اخترعتها أمريكا وعملائها على النخبة العربية إدراك وفهم مخاطر هذا الاعلام الموجه لنا والعمل على إعادة زرع الثقة بالنهج القومي العربي وعلى الإعلام العربي ان ينهض لمواجهة هذه الهجمة الشرسة والحرب الكونية وقوة حملات العداء الموجهة للامة العربية
أمريكا اليوم توجه لسورية الاتهامات الباطلة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة لخدمة اجنداتها ومصالحها ومصالح عملائها في المنطقة ونرى هذه الفضائيات تردد هذه الاتهامات الأمريكية نحن في سورية نفتخر باننا في مواجهة أمريكا وعملائها في المنطقة لكن اتهامتهم لنا باطلة وتفتقر إلى الأدلة والمصداقية امريكا حاولت وتحاول أن تقنع العالم بمشروعها السياسي الاستيطاني تحت ذريعة مسمى الديمقراطية فهي مسموح لهاان تبني دولة وامة وليس مسموح للعرب ان تبني مشروعا حتى الآن مازالت هذه الروح العدوانية العدائية تمارسها أمريكا على العالم وحتى الآن لم يكتب للاعلام العربي النجاح في مواجهة  هذه الممارسات
هناك مصطلحات صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قلبت من خلاها الحقائق فالمقاومة في مصطلحاتها ارهابا والشعب العربي والشعوب العربية والحركات الإسلامية والارهابية والفكر السياسي الإرهابي جميعها وكلها مصطلحات ذات خطورة كبيرة جدا  جدا  وفي الوقت الراهن دخل الخطاب الديني الطائفي من اجل تفتيت وشرذمة الامة الواحدة واضعاف قوتها عبرتفككها وضرب نسيجها الاجتماعي والتعايش السلمي على النخبة العربية إدراك وفهم خطورة هذه المصطلحات والعمل على مواجهة هذا التحدي الكبير والخطير الذي دخل على خطابنا السياسي والديني والإعلامي والثقافي وفق صياغة جديدة ورؤوية جديدة لنكون قادرين بذلك على مواجهة هذا التحدي الكبير والخطير