د. محمد ضباشة يكتب: صفقة القرن وأوهام ترامب

د. محمد ضباشة يكتب: صفقة القرن وأوهام ترامب
د. محمد ضباشة يكتب: صفقة القرن وأوهام ترامب

مخطط جديد من مخططات الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب سمى بصفقة القرن لإستكمال مشروع تقسيم الشرق الأوسط وضياع حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل أراضيها المحتلة عام 1967 مقابل حفنة من الدولارات للجانب الفلسطينى تسدد على أقساط لمدة عشر سنوات.

وطبقا لما ذكرته العديد من الموسوعات لتعريف ما هى صفقة القرن أكدت موسوعة ويكيبيديا أن مشروع صفقة القرن الذى اقترحه ترامب لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يهدف الى توطين الفلسطينيين خارج الأراضى الفلسطيبنية وإنهاء حق اللجوء مقابل تعويض مادى، وتضيف أن الجانب الإسرائيلى يرفض حل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية لأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من الضفة. وقد بدأت أول خيوط هذه الصفقة اللعينة ودخولها حيز التنفيذ قبل الإعلان عنها بإتخاذ ترامب قراره الهمجى بنقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس المحتلة تأكيدا على أعتراف بلاده بأن القدس ستكون كاملة عاصمة لإسرائيل، وقد كشف هذا الفعل الفاضح النوايا الأمريكية التى تدعى أنها راعية للسلام وتعهدت بحل الدولتين على كامل الأراضى الفلسطينية أنها تنحاز الى الجانب الإسرائيلى على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وتكشف الغطاء عن الصفقة المزعومة بأنها لعبة يغازل بها ترامب العرب ويقدم دعما ماديا للجانب الفلسطينى أملا فى تنفيذ مشروعه الصهيو أمريكى.

ومنذ ساعات مضت وخلال إجتماع مجلس الأمن والسلم الدولى أكد جيسون جرينبلات مستشار الرئيس الأمريكى أن خطة السلام المقترحة للشرق الأوسط ستكون مفصلة دون الإشارة الى أى تفاصيل عن الصفقة، وقد أكدت اسرائيل فى تصريح للمتحدث الرسمى لها عن عدم الكشف عن هذه الصفقة أو الأعلان عنها رسميا الا بعد الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة فى 9 إبريل من العام الحالى. وقد كشفت العديد من المصادر الصحفية والإعلامية عن إجتماع فى مقر الأمم المتحدة قد تم ضم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية وصهر الرئيس الأمريكى ترامب والسفير الأمريكى فى إسرائيل لإنهاء مشروع صفقة القرن وصياغته فى شكله النهائى وعرضه على رؤساء الدول الكبرى لجس النبض والتأثير عليهم بالموافقه عليه. والشاهد على ما سبق ذكره أن مسئول أمريكى أعلن منذ يومين قرار أمريكا بخفض تمثيلها الدبلوماسى لدى فلسطين بدمج قنصليتها فى القدس مع سفارتها فى اسرائيل وقد يدخل هذا القرار حيز التنفيذ فى غضون أيام، وهذا يؤكد أن هناك خطوات تتم بالفعل على الأرض قبل إعلان الصفقة لتثبيت سيطرة اسرائيل على كامل الأراضى الفلسطينية وتنفيذ ما جاء بالصفقة من بنود اشرنا الى ملامحها فى صدر هذا المقال، ويبقى السؤال إلى متى تظل فلسطين محتلة؟ هل ينجح ترامب فى تنفيذ صفقة القرن؟ ماذا تفعل العرب عند طرح الصفقة فى القريب العاجل؟ هل الأمم المتحدة ومجلس الأمن سيوافق كل منهم على تنفيذ الصفقة؟