د. مريم المهدى تكتب: مواقع التواصل مابين الارهاب والحرب النفسية ومعركة الوعي ونجاة الوطن

د. مريم المهدى تكتب: مواقع التواصل مابين الارهاب والحرب النفسية ومعركة الوعي ونجاة الوطن
د. مريم المهدى تكتب: مواقع التواصل مابين الارهاب والحرب النفسية  ومعركة الوعي ونجاة الوطن

لم يكن أحد يتخيل انه منذ إنشاء مواقع التواصل الاجتماعى أن يتم استخدامها للترويج لعمليات القتل والذبح، ونشرها ببشاعة ليشاهدها العالم بأسره، وكأنها دعاية لعمليات القتل والتصفية المذهبية والإثنية والارهاب الذى يستشرى فى العالم فى الوقت الحالي، وهذا ما أكدته المذبحة التى نفذت فى نيوزيلاندا يوم الجمعة الماضى وراح ضحيتها 50 شهيدا، على الهواء مباشرة.

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى الخطر الاول الذي يهدد البشرية ككل ، فلا يوجد رقيب عليها او من يحاسب اى شخص على ما يتم نشره فقد استخدمتها من قبل التنظيمات الارهابية، وبالأخص تنظيم داعش عندما كان ينفذ عمليات الذبح ضد المدنيين، ومن بعدها جاء ذلك الشخص لينقل على الهواء تخطيطه الشاذ، وللأسف هناك الملايين يشاهدون هذا الحادث من الاطفال والشباب، لنخلق جيلا جديدا دمويا. لا ننكر حقيقة التقدم المذهل فى التكنولوجيا ومن سلبياته الخطيره ان جعل هناك تقدما مذهلا ايضا فى التضليل والشائعات، ونشر اخبار كاذبة، والترويج لفكر ضال، وكيفية صناعة المتفجرات، وتكفير الآخر وبث روح الكراهية فى المجتمعات، وصلت الى الكراهية حتى فى الرياضة، كل ذلك كان له أثر السحر فى عمليات الإرهاب ولهيب الاحتقان الذي تغلغل داخل المجتمعات، ونشر النعرات الكاذبة والفتن الطائفية. العالم الآن امام آلة هدفها التدمير الذاتى للمجتمعات، فما عجزت عنه الآلة العسكرية، استطاعت ان تنفذه مواقع التواصل الاجتماعى وتحققه فى سنوات قليلة، وأكثر الدول التى تضررت هى دول منطقة الشرق الأوسط , وللأسف حتى وقتنا هذا لا يتم التعامل مع هذه الآلة التدميرية والسلاح الجهنمي الجديد بالشكل الصحيح. الان نحن في معركة فاصله من اجل الوعي والحفاظ علي الوطن مهمة جدا حتى نتمكن من التعامل مع تلك المواقع بالطريقة المثلي التي تقنن وتشرع الشروط والقونين الملزمه والناجزة ، حتى نستطيع أن نحافظ على هويتنا الاجتماعيه وقيمنا وترابط مجتمعاتنا , ان معركتنا من اجل الوعي الاجتماعي لها عمق استراتيجي متعدد  الاتجاهات .

 

* العمق الاستراتيجي والوعي :                 

اننا ابدا لن نتوقف عن فضح جماعة الإخوان الإرهابية ومن يحركهم ويدعمهم عل كل الاصعدة ، وأبدا لن نخشى إرهابهم وأعمالهم القذرة ضد شعب مصر ، وأبدا لن ننساق خلف شائعاتهم التى أصبحت يوميا على مواقع التواصل الاجتماعى وسيلتهم الجهنميه الوحيدة لتغييب الادراك للمواطن وخاصة الشباب  بالتغلغل الى عقول بعض المغيبين ، أبدا لن نقبل بهم وبفكرهم الشاذ البعيد كل البعد عن الدين الإسلامى الحنيف وعن اي دين سماوي وعن اي معاني للانسانيه .لابد من محاصرة هذه الجماعه بكل الوسائل بعد ان وضحت حقيقة اهدافهم الرخيصة المدمرة لوجود وقيمة الوطن الذي لا يؤمنوا به , جماعة أصبحت تكذب أكثر مما تتنفس، وبعد ان أصبحوا عبارة عن شرذمة لا يمكن لهم المواجهة بل هم يتخفون خلف واجهة الكمبيوتر يبثون من خلالها أكاذيبهم بناء عم تكليفات تصلهم من قياداتهم فى الخارج والكتائب الالكترونية الممنهجة والتى تعمل تحت مظلة اجهزة استخباراتية تابعة لبعض الدول مثل قطر وتركيا وايران هدفهم ضرب الدولة المصرية وانهيار تماسك شعبها، بإثارة الفتن بين طوائف الشعب المختلفة والتشكيك فى كل إنجاز حقيقى على الارض وافتعال الازمات والدفاع عن الباطل والإرهاب وإراقة الدماء. وايضا لا نغفل ان هناك للأسف عناصر تساندهم  من تيارات أخرى تعمل أيضا بتعليمات خارجية مثل محمد البرادعى وأتباعه وبعض من يطلقون على أنفسهم المثقفين، وبعض الممثلين والفنانين، الذين وجدوا من الساحة السياسية بعد أحداث يناير طريقا جديدا لهم للشهرة ايضا، وإثبات أنهم اصحاب وجهة نظر.

ما يجب تفعيله من وعي ان يعلم المصريين جيدا حقيقة وواقع  أن مصر تخوض حربا حقيقية على الارض مع التنظيمات الارهابية بكل فصائلهم واساليبهم  وأيضا حربا شرسة اخري وهى حروب الجيل الرابع وان هناك دول اقليمية ودولية لا ترغب فى التقدم لمصروالنهوض الاستقرار. والآن جاء الدور على الشعب المصرى العظيم ان يساند الدولة ويكون سندا حقيقيا أمام الشائعات وفضحها وعدم اللهث خلف كل ما يتم وضعه  بدس السم في العسل تاره وبالتشنيع والاشاعات المغرضه تاره اخري ببثه علي مواقع التواصل، فالوعى الآن هو معركتنا جميعا لمواجهة أصحاب الفكر الضال المدمر.  

 

*  المنزل ...مدرسة الارهاب والفساد الاولي :

 أثبتت الحقيقة الدامغه تماما  بدون ادني شك ان من يقول إن الشباب المنضم الى التنظيمات الارهابية او لجماعة الاخوان الارهابية شباب مغرر بهم، أو وقعوا فريسة لمن غسل أدمغتم وبث سمومه بهم غير حقيقي وعاري من الصحة ، بل العكس هو الصحيح، فالشاب المنضم لتلك التنظيمات لديه هذا الفكر بناء على تربيته وتنشئته فى منزل منحرف فكريا، غرس فيه أهله هذا الفكر الكاره  لكل من هو مختلف معه والمكفر للجميع، هذا الشاب تربى فى بيئة خصبة للارهاب، وما أن وجد الفرصة المناسبة حتى نفذ فكر اهله التكفيرى الارهابي.

لقد أثبتت الايام الماضية بعد تنفيذ القصاص فى قتلة النائب العام عندما خرج أهالى هؤلاء الشباب على قنوات الإرهاب ليؤكدوا معرفتهم بما فعله ابناؤهم أو ما كانوا يخططون له ولم يردعوهم بل إنهم وهبوهم لما يطلقون عليه الجهاد، إنه بالفعل الارهاب الفكرى المتأصل داخل تلك العائلة التى توهمت ان الابن يجاهد فى سبيل الله وتسلمه بأيديهم الى الشيطان ليقتل الابرياء. من ينفذون العمليات الارهابية فى الوقت الحالى هم من 18 الى 25 عاما ولا يمكن ان يتم غسل أدمغتهم من قبل التنظيمات الارهابية، فقد نشأ هؤلاء فى منزل شاذ فكريا أخذ الأب يغرس فى الابناء كره الوطن وكره كل شيء حي... استطاع ان يربى ارهابيا صغيرا ليجد ذلك الشاب من يتلقفه لينفذ من خلاله أهدافا اخري. اننا أمام ازمة حقيقية لأن الفكر الارهابى التكفيرى يخرج من المنزل أولا، فمثلا!.. من كانوا معتصمين فى رابعة والنهضة ويخرجون ليكفروا المجتمع هل أولادهم سيكونون ملائكة!.. لذا يجب على الدولة أن تتبع اهالى هؤلاء الارهابيين ولا يتم تركهم بلا رقابة حقيقية لانهم المادة الخصبة للارهاب

 

 

  * لن تتوقف معركة التنميه والتقدم والوعي من اجل نجاة الوطن:                                                                                                                                         

هل يتوقع شرذمة من البشر من أعضاء التنظيمات الإرهابية انه بتنفيذهم اي عملية إرهابية ضد رجال القوات المسلحة مثل ماتم مؤخرا فى سيناء , ان الشعب المصرى سيتوقف عن مسيرته فى التنمية و البناء و يذعن لإرهابهم  ويخضع ويخشى من تحركاتهم ؟!  بل العكس هو الصحيح فلن تتوقف مسيرة الوطن فى التقدم شيء ولو كان هناك ذرة من الخوف داخل نفوس الشعب لما خرج فى 30 يونيو ليزيح اكبر تنظيم ارهابى على مستوى العالم اختطف حكم مصر و لم يخشي  تهديدهم و وعيدهم لكل من يخرج عليهم 

ان العملية الإرهابية الخسيسة التى تمت فى سيناء دليل واضح ان التنظيم الإرهابى اصبح يترنح ويريد ان يرسل للممولين انهم قادرون على تنفيذ عمليات ارهابية فى مصر لإمدادهم بالأموال والدعم اللوجستى وأيضا تريد القوى الداعمة للإرهاب أن تثبت امام العالم أن مصر لاتزال غير آمنة فى الوقت الذى تحقق فيه مصر اكبر معدلات فى التنمية الشاملة فى جميع المجالات وأيضا التطور غير المسبوق فى التحرك على المستويين الإقليمى والدولى وبعد ان عادت الريادة  المصرية للقارة الافريقية والمنطقه العربية   

 واستطاعت القوات المسلحة والشرطة المدنية فى توجيه ضربات موجعة للإرهاب فى سيناء وتم القضاء على البنية التحتية للإرهاب بالكامل وقطع جميع سبل الدعم اللوجستى عن الجماعات وهو ما أثبتته الأرقام والتقارير الصادرة من المتحدث العسكري. ما يحدث الان فى مصر من عمليات بناء غير مسبوقة اصابت العديد من أعداء الدولة وجعلها ترغب فى إيقاف تلك المسيرة الناجحة بأى طريقة ومنها العملية الأخيرة التى تصدى لها خيرة من انجبت مصر من رجال القوات المسلحة والذين اقسموا على الموت لحماية شعب مصر ومقدراته.

*العمق الاستراتيجي للوعي العام والمقارنة المؤسفه  :                                                                                                                         

الرؤيه والواقع الحقيقي المؤسف اذا نظرنا علي ارض الواقع نجد ان هناك شابان فى ريعان شبابهما الأول يجلس أمام جهاز الكمبيوتر ينشر أخبارا كاذبة عن بلده، ويسعى الى اثارة الفتن والبلبلة، ويخاطب الخارج لتأليب الرأى العام العالمى على بلده من خلال أكاذيبه التى يطلقها، والشاب الثانى يحمل سلاحه ويقف فى وجه الارهاب، يعمل على الحفاظ على وطنه وشعبه، ويتعرض لرصاصات الغدر ليسقط شهيدا وهو يدافع عن وطنه. والعجيب أنه عندما يتم محاسبة الشاب الأول على تحريضه على القتل ونشره لأكاذيب تضر بأمن وطنه، نجد ألسنة عديدة تتسابق للدفاع عنه ومنظمات دولية تطالب بحريته، وحقه فى التعبير عن رأيه لخراب بلده، بل نجد رؤساء دول تتحدث عنهم، ولا أحد يذكر ذلك الشاب الشهيد المدافع عن وطنه بحق، تاركا أسرة قد يكون سندها الوحيد. بالطبع لا يوجد وجه للمقارنة فالأول خائن ويتعاون مع جهات اجنبية من أجل زعزعة الامن والاستقرار فى بلده، والثانى هو رمز الوطنية والفداء فى سبيل تطهير بلاده من الإرهاب وحماية الشعب المصري. إننا امام حرب حقيقية تشن على مصر, فالدفاع عن الخونة أصبح فى العلن تحت مسمى حرية الرأى والتعبير وما يسمى بحقوق الانسان، ولكن أين حقوق الانسان من شباب فى زهرة عمره يقتل يوميا على يد الارهاب والتحريض، لقد قدمت مصر خيرة شبابها من رجال القوات المسلحة والشرطة لخوض الحرب ضد الارهاب الذى تم زرعه فى سيناء، بالتعاون مع الخونة والطابور الخامس. نحن أمام محاولة دولية لتزييف الواقع المصري، ومحاولة لإعلاء شأن الخونة، الذين لفظهم الشعب المصرى فى ثورته المجيدة فى 30 يونيو ضد حكم الإخوان ومن يتحالف معهم، والهدف واضح وهو استهداف الدولة المصرية.