ياسر دومة يكتب: المرابي المقدس

ياسر دومة يكتب: المرابي المقدس
ياسر دومة يكتب: المرابي المقدس

 تطل صورة المرابي اليهودى بصورته التقليديه فى كل بلدان العالم بهيئة المعطف الأسود منحنى الظهر ممسكا بمفاتيح خزن ماليه ممسكا باليد الآخرى شمعه ويقرأ أوراق عليها أرقام وهذا المرابي يخرج مال على شكل قرض ويوقع المقترض على ورقة بموعد السداد لكن مضاف للمبلغ نسبة الربا وهى المبلغ المضاف للقرض المسمى بالربا وكانت المجتمعات تتأفف من هذا المرابي أنه يفعل الحرام البواح مستغلا حاجة المقترض لاضافة مبلغ مالى دون وجه حق بالأضافة أنه يكسب أمولا بلا عمل بلا اضافة للجهد الانسانى بلا انتاج بلا شئ لتنمو أموال كالورم السرطانى يدمر الروح والجسد سويا.
 ولكن هذا الربا لماذا لصورة اليهودى فقط وهل لا يوجد مرابين يحملون اديان كالمسيحية والاسلام او بلا دين والاجابة نعم فى كل الاديان ولكن تتبقى صورة اليهودى هى الثابته لانه فعل جمعى وليس فردى كما يوجد معتنقى الاديان الاخرى الدين اليهودى كأى دين سماوى حرم الربا (( التوراة )) ولكن ماذا جري من ايادى اليهود هنا بدءت القصة من عهد السبي البابلي أو من قبل ذلك بدء اليهود بالعبث فى سفر التثنيه لا تقرض اخاك ربا فضة الى اخرة اى مباح الربا ولكن على غير اليهودى وليس بين اليهود ثم بعد ذلك يباركك الرب فتقرض أمم كثيرة وتتسلط على أمم كثيرة وانت لا تتسلط وأيضا هذا من ايادى اليهود لتحويل الربا من الاباحه على غير اليهود الى مرتبة الوجوب كما قال موسي بن ميمون اليهودى الروسي انه وجود الربا على غير اليهودى وعدة كتب آخرى ترد نفس المعنى لليهود هنا تقف على مهل ماهذا تقنين الحرام بقانون يبيح الربا على غير اليهود.
 وبعيدا عن الخلفيه التاريخيه والعقائدية عن سبب تحليل الربا لليهود لأنفسهم ننتقل إلى لوحة آخرى فى القصة ننظر الى المرابي اليهودى أو المرابون اليهود فنجدهم فى حيرة من أمرهم أن العالم يلفظ هذة المهنه بل ويلعن أصحابها فكيف ينتقمون هؤلاء المرابون من هؤلاء الممتعضون من أفعالهم ووجدوا ضالتهم فى أمر واحد أن يجعلوا أعدائهم أنفسهم يتبنون فكرة تحليل الربا ولكن كيف فكان الهدف الاول هو المسيحية بصناعة مذاهب مسيحية تتبنى صلب العقيدة اليهوديه وخصوصا الربا فجاء اليهود بأفكار بمذاهب الكالفينية والبروتستانت ذهبت افكارهم لتحليل الربا ثم نشأت من رحم هذه الأفكار ما يسمى بالنظرية الرأسماليه ومن روادها آدم سميث البروتستانتى ولكن كيف تم تنظيم المنطق الفكرى للربا هنا يأتى دور الدجل الفكرى المنطقى لسميث ولاحظت فى الاعيب الدجل كالحاوى على خشبة المسرح يدفع نظرك لأمر ليفعل أمر آخر.
 وهكذا يتناول العقل العادى اللعبة بل يهضمها ويدافع فنعود للنظرية الرأسماليه او الكلاسيكيه أو المسيحيه اليهوديه لتحليل الربا والتى أوردها سميث وتلاميذه من بعده وضع المال النقد محل السلعة وعرضها للعرض والطلب فأن كان الطلب مرتفع يرتفع سعر العملة أو النقد والعكس بالعكس وتناسي المتابع أن العملة والنقد ليسوا سلعة بل وسيط للتبادل السلعى ومقياس لتقييم السلع على مدرج النقد والعملة ولا يمكن وضعها وضع السلعة وإلا نصنع فوضى ماليه اقتصاديه بل فوضى انسانيه بأن نسمح لمن لا يعملون بالربح للاتجار فى النقد ومن يعملون بالانتاج والخدمات بالخسارة او التعرض للخسارة نتيجة الاعيب هؤلاء المرابون.
 ومع هذا اغلب ان لم اقل كل طلاب الاقتصاد انطلى عليهم الأمر وأصبحوا من المدافعين عنه وبشدة مثلما نجد بعض الروبوتات البشريه على الشاشات الفضائيه تدافع عن قدس الاقداس الرأسماليه وكأنه فهم وعلم الصفوة هراء من هراء هزلى ولكن كيف نمت تلك النظريات الربويه وماهو المحيط الاجتماعى والسياسي الذى احتضن هذا الهراء هنا يأتى دور السياسة للتمهيد لذلك وهنا نتوقف أمام تحول بيوت الربا الى بنوك فنجد متلازمة مدهشه بعد ثورة انجلترا 1694 بنك انجلتر ظهر أى حل محل المرابي اليهودى اصطلاح جديدا يسمى بنكا وفى ثورة فرنسا 1789 يظهر محل آخر أو بيت من بيوت المرابي اليهودي بنك فرنسا 1800 وكل تلك البنوك قامت على نظام الربا فهل هذا مجرد صدفة او متلازمة الثورة وانتشر الأمر فى أوروبا كقطع الدينمو أو تغيير لون الجلد السياسي بثورة ثم صناعة بنك ربوى وهنا المكياج اخفى صورة المرابي اليهودى واصبح له منطق ونظريه رأسماليه بل وعقيدة وكذا اطار سياسي ثورى مضئ أنه نور يخفى وراء بشاعة الظلمة للبشريه بأكملها وما فعلته مخالب المرابي فى القارة العجوز لم يكتفى به . ذهب المرابي الى الأرض الجديدة امريكا وحطت رحال المخالب الربوية بظلام عباءة المرابي اليهودى وقدم لهم عرض ما يعرف ببنك امريكا الشمالى فكان رد توماس جيفرسون الرئيس الثالث لامريكا وأحد الآباء المؤسسين مدهش وحاسم حيث قال اذا سمح الشعب الأمريكى فى وقت ما للبنوك فى اصدار العملة الامريكية فيحدث بالاول تضخم ثم انكماش مالى وستحرم البنوك والشركات التى ستنشأ حولهم كل ممتلكات الشعب وسيصبح الاطفال مشردين أننى على قناعة تامة أن المؤسسات المصرفية أخطر على حريتنا من الجيوش الأجنبية النظاميه وتم الغاء بنك امريكا الشماليه ثم عاد الكرة المرابي اليهودى فى عصر اندرو جاكسون ودخل الانتخابات بنعم جاكسون و لا للبنك منبها لخطر البنك وقال ان البنك اخطر من اى قوات اجنبية وتم الغاء البنك الثانى ولم ييأس المرابي فعاد بثوب جديد فى عهد ابرهام لينكولن حيث قال عنهم عن الشركات ونفوذها (( أن سلطة المال تنهب البلاد فى وقت السلام وتحيك المؤامرات فى الأوقات العصيبة وهى أكثر استبدادية من الحكم الملكى وأكثر أنانية من البيروقراطية واتوقع بداية أزمة فى القريب العاجل وهذا ما يفقدنى هدوئى وراحة البال ويجعلنى قلقا على أمن بلادى أن أعتلت الشركات العرش فسيحل عهد الفساد وستسعى سلطة الأموال فى البلاد الى اطالة فترة تسيدها من خلال التأثير على وعى السكان حتى تتكدس الثروة فى ايدى فئة قليلة وبالتالى تهلك الجمهورية )) وقاوم ابراهام لينكولن خصوصا اثناء الحرب الأهلية الامريكية حتى فرغت الخزينه الامريكية فترك من لديه من مرابين ليذهب الى المرابي الاساسي فى اوروبا حتى وجد نفسه فى حبائل العن بسعر فائدة اعلى فقرر اصدار عمله بعيدا عنهم وبعد اصدار العملة بشهور تم قتل ابرهام وبعده تم القبض على امريكا بمخالب الربا حتى جاء كيندى ليبدء فى فك مخالب الربا ليصدر نقد بدون بنك الاحتياطى الفيدرالى المملوك للمرابين فقاموا بقتله بعدها باسابيع ومن بعد هذا التاريخ منصب الرئيس اما منهم او من الخضوع لهم ثم بعد هذا الغرس أصبح البنك والربا أمر بديهي فى حياة الناس وتوارت كلمة ربا وأصبح الأسم الجديد سعر الفائدة وبنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى ملكية خاصة لهؤلاء المرابون ناهيكم عن الأنشطة الآخرى التى تملكوها منها الأعلام حتى أصبح الربا نظرية مقدسه يدافع عنها جيوش بشريه من كل الأديان أنه المرابي المقدس.