هدى حجاجى أحمد تكتب: وَهَجُ الإنْطِفاء

هدى حجاجى أحمد تكتب: وَهَجُ الإنْطِفاء
هدى حجاجى أحمد تكتب: وَهَجُ الإنْطِفاء

طبقا لتعليمات الزملاء الذين يسكنون معه الشقة وطبقا لطموحاتهم وآمالهم التي تتعارض مع دخولهم قرر أن يحقق رغبتهم ,, ىتحاشى العدس والفول , الطعمية , المش , العسل الأسود , الباذنجان , الجبن البلدى ولحم الجمعية .
عليه أن يشترى لهم العسل الابيض والبسطرمة واللانشون واللبن الجاف هذه هى الطلبات تحتل صدر القائمة التي نالت قبولهم جميعا ولا سيما أنهم سيحصلون على مكافأة الأرباح بعد أيام قليلة
ارتفعت أسعار الاشياء حتى الاشياء التى يشتروها بصورة يومية أو أسبوعية أرتفع سعرها بدرجة ملحوظة بصورة غريبة وبدرجة ملحوظة , ازدادت حدة التجاعيد فى جبهته وهو يخرج ورقة المائة جنيه , عاتبه صديقه وكيل الحسابات فى المتجر الكبير
كيف ستقضوا باقى الشهر؟
ربك يدبرها المعدة ملئت من الفول والعدس والطعمية ... كان الزحام شديدا عند تسليم الشنط التى يحرص على أن يضع فيها ما يشترى تحمل اسمه وعلامته التجارية والدعاية له أخذها بسرعة ومضى يتصبب عرقا منذ ثلاث سنوات وهو موظف على الدرجة الثالثة ولم يدخر شيئا يذكر بحمد الله أنه ليس عليه ديون مثل باقى زملاء الشقة سبع سنوات مضت على خطوبته ......................
صوتا صاح عليه من الخلف قوي علي انتشاله من أفكاره ,, سباب يتهمه فى شرفه وأخلاقه ,, ألفاظ سوقية بشعة من امرأة تجاوزت عقدها الرابع :

أنت أخذت شنطتى , هذه شنطتك خذها إنها تشبهها تماما حجما وضخامة , أحمر وجهه تصبب عرقا رغم البرودة التى تزداد بعد غروب الشمس أعطى المرأة شنطتها معتذرا أزدادت حيرته لأن المرأة أخذت الشنطة بدون أن تقول شيئا بعد أن ألقت عليه نظرة احتقار وغرابة , فى الشقة استقبل بترحاب وعيونهم تتجه إلي الشنطة بينما هو هرول إلي الحمام ....
زيت شعر , كريم , برفان , فول سودانى , حمص لب ,, سجائر نسائية , فستان سهرة أبيض , مساحيق بشرة
بسبوسة جاهزة ,, زجاجة مياه معدنية ... زجاجات مياه غازية مستوردة ولفافة , لما خرج فتحوا فى وجهه محتوى اللفافة قميص داخلى أحمر صارخ ... ما هذه الصفقة المشبوهة ؟
اندفع جهة الشرفة بفنلته وشرطه يتفحص وجوه المارة وكله أمل بأن أحد منهم سينادى عليه ليستبدل الشنطة ويزداد البرد ضراوة .