عبير حرب تكتب: فلسفة السعادة

عبير حرب تكتب: فلسفة السعادة
عبير حرب تكتب: فلسفة السعادة

كل هذا العناء في الحياة .ضغوط تحيط بنا من جميع الجوانب فقد اصدقاء وهجر احبة وقسوة اقارب وتعب متواصل من اجل الحياة.

سالت نفسي كثيرا وهل تستحق الحياة كل هذا العناء وتارجحت الاجابات بداخلي مابين الاجابة بنعم تستحق الحياة فلحظات السعادة التي نعيشها وتكون حقيقية بعد كل هذا الانهاك تستحق.. شعورك بجمال الصحبة والاحتواء والامان يستحق.تحقيق امالك ورغباتك وشعورك بالنجاح يستحق.ولكن الاجابة الاكثر الما كانت هي لا..لاتستحق الحياة كل هذه المعاناة لان اخرها الي فناء فما نهاية الصحبة الحلوة والنجاح والحب والمكسب والامان والسعادة ,؟ النهاية الحتمية ان كله الي زوال

اكبر الفلاسفة تحدثوا عن فلسفة الحياة والموت وكتبوا الاف الكتب وتوارثتها الاجيال وفلسفوا السعادة وبرغم انها نسبية اوصوا بالبحث عنها وملاحقتها اين هؤلاء الفلاسفة الي اي مكان ذهبت سعادتهم ؟ كل المشاعر لحظية .كل الانجازات وهمية الحياة خدعة كبيرة مسرح له وقت بداية ووقت انتهاء وكل النجاح علي خشبة هذا المسرح والتصفيق سينتهي في وقت محدد وحتي البكاء علي خشبته لن يستمر فسينتهي باسدال الستار .لو انك ادركت مبكرا هذه الحقيقة الواقعية والتي قد تكون مؤلمة او محبطة ولكنها تنقلك من عالم الخيال الي عالم الواقع المؤكد.

ستتقبل كل ماياتيك بنفس راضية ستفهم حقا فلسفة هذه الحياة وتدرك انها لاتستحق فرح هائل او حزن شديد .لو ادركت ذلك ستعيش الاحساس الاجمل من السعادة وهو الطمأنينة والرضا بكل ماياتيك من اقدار .لن تهتز الاهتزاز الذي يقلب كيانك لان الثبات بداخلك نابع من ادراكك بمفهوم حقيقي لطبيعة وجودنا في هذا العالم وقد قال الفيلسوف برتراند راسل . ان الحذر يمنع السعادة والحب، كل انواع الحذر ويمنع الوصول للسعادة الحقيقية.

وقال فريدريك نيتشه ان السعادة هي الشعور بان قوتك تزداد فعند استعادة قوتك وارادتك تصبح في قمة السعادة، وقال سقراط ان سر السعادة ليس في الحصول علي المزيد ولكن تمكين وتاهيل قدرتك للاستمتاع بما لديك حتي ولو قليل، وقال افلاطون من يجعل كل مايقوده للسعادة يعتمد عليه هو فقط دون الاعتماد علي الاخرين فقد تبني اقوي واعظم منهج للسعادة، وقال ارسطو سعادتنا هي هبة مننا لانفسنا ولا تعتمد علي الاخرين فنحن من نصنع سعادتنا متبنيا بذلك نفس منهج افلاطون، وكان راي جون ستيوارت ميل هي ان السعادة هي محاولة الحد من الرغبات دون محاولة اشباعها جميعا حيث سياسة الاستغناء واستئصال كل ماهو ليس بضرورة بدلا من اللهث ورائه، وقال كونفوشيوس كلما تامل الانسان في الافكار السعيدة كان عالمه افضل اشارة الي التفكير الايجابي وتعديل السلوك للوصول للايجابية وطرد الافكار السلبية مما يحفز الشعور بالسعادة

واخيرا راي الفيلسوف سورين كير كجارد والذي كنت اتحدث في بداية مقالي عنه وهو الراي الذي اؤيده وان الحياة واقع يحتاج ان نعيشه ونرضي به ونعيشه علي انه عبارة عن خبرات وتجارب نمر بها حتميا وليست مشاكل نعيش لحلها وانه لاشئ دائم فعلينا ان نرضي بالواقع ونعيشه ونرضي بالمستقبل وكل ماهو ات.. هكذا تكون السعادة في الرضا .