أربعون عاماً على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.. إعداد محيى الدين إبراهيم

أربعون عاماً على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.. إعداد محيى الدين إبراهيم
أربعون عاماً على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.. إعداد محيى الدين إبراهيم

سواء اتفقت معه أو اختلفت .. رحم الله الرئيس محمد أنور السادات.

في خطابه وهو يقبل جائزة نوبل للسلام قال:  "إن السلام والازدهار في منطقتنا مرتبطان ومترابطان بشكل وثيق. ينبغي أن تهدف جهودنا إلى تحقيق كليهما ، لأنه من المهم إنقاذ الإنسان من الموت بالأسلحة المدمرة ، لأنه لا يجب التخلي عنه إلى شرور العوز والبؤس. والحرب ليست علاجا لمشاكل منطقتنا. وأخيراً وليس آخراً ، فإن السلام هو بناء ديناميكي يجب أن يساهم فيه الجميع ، ويضيف كل منهم لبنة جديدة. إنها تتعدى مجرد اتفاقية أو معاهدة رسمية ، فهي تتجاوز كلمة هنا أو هناك. وهذا هو السبب في أنه يتطلب من السياسيين الذين يتمتعون بالرؤية والخيال والذين يتطلعون إلى ما بعد الحاضر نحو المستقبل ".

هذا العام هو ذكرى أربعين عاماً لمعاهدة السلام بين مصر و إسرائيل التي تم إبرامها في قمة تاريخية بمنتجع كامب ديفيد قرب واشنطن، برعاية أمريكية  بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن يوم  26 مارس 1979.

 

وبنظرة سريعة مختصرة على تاريخ المعاهدة نسترجع الآتي:

  • في نوفمبر 1977 توجه الرئيس المصري إلى القدس لإجراء محادثات سلام، ليصبح أول رئيس عربي يزور الدولة العبرية.
  • توجت رحلته بعد عام بالتوصل إلى اتفاقيات كامب ديفيد بوساطة الولايات المتحدة، والتي وقعها السادات وبيغن في أيلول/سبتمبر 1978، وتنص على التوصل إلى معاهدة سلام بين البلدين خلال ثلاثة أشهر.
  • بعد أن مرت ثلاثة أشهر دون التوقيع رسمياً على معاهدة سلام، قرر بيغن تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما تنص عليه اتفاقات كامب ديفيد.
  • لإنقاذ معاهدة السلام زار كارتر البلدين.
  • أثمرت جهوده. ووقع بيغن والسادات على المعاهدة في 26 آذار/مارس خلال مراسم استغرقت عشر دقائق في البيت الأبيض وحضرها نحو الفي شخصية بارزة.
  • قال كارتر الذي وقع على المعاهدة بوصفه شاهدا "لقد ربحنا أخيرا خطوة أولى باتجاه السلام، وخطوة أولى على طريق طويل وصعب .. وعلينا عدم التقليل من شأن العقبات التي لا تزال تقف أمامنا".
  • أشاد السادات بكارتر ووصفه بأنه "الرجل الذي صنع المعجزة".
  • التصريح الوحيد المثير للجدل جاء من بيغن الذي أعرب عن أمله في "توحيد" القدس التي استولت إسرائيل على القسم الشرقي منها في حرب 1967 والتي لا يزال يدور حولها خلاف حساس.
  • أصبحت مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل التي كانت في حالة حرب مع القاهرة وغيرها من الدول العربية منذ تأسيسها في 1948.
  • أدت المعاهدة إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء في 1982 وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية التي كانت مقامة عليها.
  • بالمقابل قدمت مصر لإسرائيل إنهاء العداوات وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية معها.
  • نصت المعاهدة على العبور الحر للسفن الإسرائيلية في قناة السويس، وعلى أن يكون مضيق تيران وخليج العقبة ممرين دوليين.
  • أغضبت المعاهدة العالم العربي الذي اعتبر أنها أخرت مصر من الصراع مع اسرائيل، وقوضت وحدة الموقف العربي.
  • وصف العرب المعاهدة بأنها خيانة تضرب حقوق الفلسطينيين.
  • على الفور عُلّقت عضوية مصر في الجامعة العربية التي نُقل مقرها من القاهرة إلى تونس. واستدعت معظم الدول العربية سفراءها من القاهرة وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها.
  • واجه السادات انتقادات واسعة في بلاده. وبعد ثلاث سنوات اغتاله متطرفون مصريون.
  • رغم مرور أربعون عاماً على المعاهدة يرى كثير من المحللين أنه بالفعل ترتبط مصر وإسرائيل حاليا بسلام لكنه "سلام بارد"، أي أن بينهما علاقات دبلوماسية رسمية وتعاونا أمنيا، بينما الشعب المصري لا يزال معاديا لإسرائيل ورغم هذا السلام البارد إلا أن تلك المعاهدة صمدت في وجه النزاعات الإقليمية من بينها الحروب في لبنان (1982 و2006)، والانتفاضتان الفلسطينيتان (1987 و2000) ومفاوضات السلام الفاشلة بين إسرائيل والفلسطينيين، وغزو العراق 2003، وثورات ما يسمى بالربيع العربي 2011 التي أطاحت بالكثير في الشرق الأوسط وأشعلت الجغرافيا في الوطن العربي.