بوابة صوت بلادى بأمريكا

عبد الجبار شكري يكتب: الإرهاب.. دوافعه وانعكاساته (الحلقــــــــــة 2)

 إن كلا الإرهابين : الارهاب الاجتماعي الداخلي ، والارهاب الاجتماعي الخارجي الذي تحدث عنهما  “تولرا فارنييه”  يحضران معا في قلب التاريخ الإنساني ، وهو تجسيد للمنظومات الرمزية ، كنظام القيم والعقائد والأساطير والدين والمصالح المادية ، وهو محاولة للخروج من توتر واصطدام هذه الأنظمة العقائدية والاجتماعية فيما بينها .

إن صيرورة التاريخ تؤكد أن المجتمعات العربية ،هي الآخرى قد مرت كباقي المجتمعات البشرية بنفس أنواع  الإرهاب التي ذكرتها سابقا، والذي كان يأخذ هويات متعددة وعلى سبيل المثال عهد القبيلة / اللادولة الذي كان يجسد فيه الإرهاب السياسي والاقتصادي والقيمي/ والعقائدي .

لقد عاشت المجتمعات العربية نوعين من الإرهاب:

أولا الإرهاب السياسي الذي مورس في حقبة سنوات الرصاص، ويجسده إرهاب الدولة لحظة الانقلابات السياسية في العراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر والمغرب وموريتانيا، وارهاب بعض السياسيين في الأحزاب السياسية اتجاه بعضهم البعض مثلا حزب البعث العربي في العراق أوحزب الاستقلال في المغرب وهذا الإرهاب يتم في إطار إقصاء الآخر نتيجة المعارضة السياسية أو لتصفية حسابات شخصية.    

ثانيا الإرهاب الديني وهو الإرهاب الذي مارسته الجماعات الإسلامية المتطرفة والتي لازالت تحاول أن تمارسه، وهو الإرهاب الأعنف والأكثر دموية حاليا بالمقارنة مع أشكال الإرهاب الأخرى التي مورست من قبل.

وفي هذا الإطار سأتحدث عن الإرهاب الديني الذي تمارسه الجماعات الإسلامية المتطرفة. فالجماعات الإسلامية المتطرفة تمارس نوعين من الإرهاب في المجتمعات العربية كالذي حدث مرارا في المغرب والجزائر وتونس ومصر والعراق وسوريا :

 النوع الأول هو الإرهاب المادي وهو يشمل الضرب والجرح والقتل وتدمير المنشئاءات بمختلف أنواعها. وهو موجه للمجتمع ككل دون تحديد ، كما أنه موجه لمرافق مؤسسات الدولة ولتجهيزاتها ، أولمكونات بنيتها التحتية، لزعزعة أمن الدولة ، كما أن هذا الشكل من العنف موجه لكل المخالفين للإديولوجيا الدينية للجماعة الدينية المتطرفة .

ثانيا- الإرهاب العقائدي والفكري وهو يشمل تهمة التكفير الموجهة للمسلمين  المختلفين مع الجماعة الدينية المتطرفة، حيث تصفهم بالكفار وتقصيهم من حضيرة الإسلام. ويشمل هذا الإرهاب  أيضا القتل واغتيال السياسيين أو المفكرين التي ترى فيهم التي ترى فيهم الجماعات الدينية المتطرفة عدوا وخصما دينيا ، وأكبر ممثل للإرهاب الديني في هذا الإطار تنظيم القاعدة وتنظيم النصرة والإخوان المسلمين وتنظيم دولة الخلافة الإسلامية .  

ثالثا- الإرهاب الصامت والغير المباشر وهو يشمل العنصرية و المقاطعة ورفض الحوار مع    الغير والتشويش والتشكيك وهدم شرعية الآخر بمختلف الأساليب الغير المباشرة والغير الصريحة. وتمارسه بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تعلن السلم و تنبذ العنف ، ولكن لا تستطيع في بعض المواقف أن تخفي رغبتها في ذلك كالتواطؤ بالصمت مع الإرهابيين المتطرفين وعدم إدانتهم  مثل ما تمارسه جماعة العدل والإحسان ، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، أو الحركات الإسلامية في الجزائر وتونس .

 

يتبــــــــــــــــــع

 

 عالم الاجتماع وعالم النفس

الدكتور عبد الجبار شكري( المغرب )

-  أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس

- باحث مشارك في مختبر الأبحاث والدراسات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة/المغرب

  - عضو باتحاد المثقفين العرب

 - عضو بالاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب

 - عضو بمؤسسة الشعراء والأدباء والمبدعين العرب       

 - عضو بالموسوعة الحديثة للشعراء والأدباء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

أخبار متعلقة :