بوابة صوت بلادى بأمريكا

على الفاتح يكتب: فضائح هيلاري كلينتون.. روائح إخوانية كريهة!

 

لم تكن رائحة الماعز العالقة للناشطة الإخوانية توكل كرمان والتى اشمأزت منها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون إلا انعكاسًا لرائحة أشد كراهة، مصدرها ذلك التحالف المقيت بين الإدارة الأمريكية في عهد باراك أوباما وتنظيم الإخوان الإرهابى والذى كان سببًا مباشرًا في الإضرار بالمصالح الأمريكية قبل أن يكون سببًا في الخراب الذى شهدته الدول العربية تحت غطاء ما سمي بثورات الربيع العربى.

لم يعد الأمر يتعلق بتسريبات مجهولة المصدر وغير مؤكد صحة وثائقها، ولا حتى بتحليلات سياسية وقراءات لأحداث جسام وتصريحات وتحركات على الأرض؛ خيانة الإخوان وارتكابهم كل ما يتعلق بجرائم التخابر والتجسس والعمالة ضد الدولة الوطنية في المنطقة العربية باتت اليوم حقيقة اكتسبت صفة المطلقة بنشر وثائق رسمية على منصة موقع أهم وزارة خارجية بين دول العالم والتى من المستحيل أن تضحى بمصداقيتها.

كدجاجة ضربت على رأسها للتو بعصا غليظة، بات حال عناصر التنظيم الإرهابى بدءًا من راعيه التركى أردوغان ومرورًا بقياداته في الخارج وصولًا إلى عناصره القاعدية التى تشكل جيوش الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فأمام الوثائق التى فضحت حقيقتهم كخونة وعملاء وجواسيس لدولة طالما وصفوها بالمعادية للإسلام والعرب راحوا يمارسون طريقتهم القديمة وهى التشكيك في كل شيء حتى لو كان واضحًا وضوح الشمس.

الذباب الإخوانى سارع يسخر من وثائق الخارجية الأمريكية مستخدمًا مصطلح التسريبات ليضفى عليها ظلالًا من الشك والريبة، تلازمًا مع إعادة نبرات السخرية والتشكيك في مشروعات الدولة القومية، ومواصلة الدعاية المقيتة لإنجازات أردوغان الديمقراطى ونجاحاته الاقتصادية والتوسعية الزائفة متجاهلين الضربات التى يتعرض إليها الاقتصاد التركى.

هى محض محاولات يائسة لتدارك ما يمكن تداركه بعد أن كشفت وثائق وزارة الخارجية الأمريكية سوءة التنظيم الإرهابى بعدسة موسعة لتؤكد للرأى العام العربى والمسلم في منطقتنا أن من كانوا يحسبونهم فصيلًا سياسيًا وطنيًا ودعاة لتطبيق شرع الله مجرد عملاء وجواسيس مبتذلين استخدمتهم إدارة أوباما كأدوات رخيصة لتدمير وتخريب دول وشعوب المنطقة.

غير أن أهم دلالات نشر وزارة الخارجية الأمريكية هذه الوثائق الرسمية التى لم تنفيها هيلارى كلينتون نفسها، تتجسد في نجاح إستراتيجية رباعية التحالف العربى والذى يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين إلى جانب الأردن في التصدى لخطر تنظيمات الإسلام السياسى الإرهابية وقدرتها على إقناع إدارة ترامب بأن هذا الخطر لا ينال فقط من أمن واستقرار الدول العربية وإنما قد نال فعلًا من مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

بمعنى آخر استطاعت هذه الإستراتيجية والرؤية -والتى دشن ركائزها الرئيسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه أمام القمة الإسلامية الأمريكية قبل سنوات واعتمدتها الأمم المتحدة كوثيقة أساسية لمكافحة الإرهاب- في إقناع الإدارة الأمريكية الحالية بفشل إستراتيجية وسياسات سابقتها في الاعتماد على التنظيمات الإسلاموية الإرهابية لخدمة مصالح الولايات المتحدة، وأن السبيل الوحيد لتعزيز هذه المصالح هو استقرار وتنامى قوة ومكانة الدولة الوطنية العربية التى بدون وجودها لن يكون هناك سلام أو تنمية.

هذه الإستراتيجية العربية التى نجح اقطاب التحالف العربى في إدارة خطتها وتنفيذ تكتيكاتها بتوزيع متناغم ومحسوب للأدوار؛ تمكنت من تحجيم خطر التنظيمات الإرهابية ومحاصرة راعى الإرهاب الدولى ومنفذ إستراتيجية الفوضى الأوبامية رجب طيب أردوغان، والأهم من ذلك أنها استطاعت تحقيق اختراق مهم في العقل الأمريكى على مستوى المؤسسات؛ ذلك أن قيام وزارة خارجية أهم وأكبر دولة في العالم بنشر وثائق بهذا الحجم من الأهمية والسرية، لا يمكن فهمه فقط في حدود الصراع الانتخابى بين مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى فهو يؤشر إلى أن هناك تغير جوهرى في موقف ورؤية مؤسسات صنع القرار الأمريكى لدور ووظيفة ما يسمى بتنظيمات الإسلام السياسى، وأن المؤسسات الأمريكية التى طالما استخدمت الجماعات الإسلامية الإرهابية كأدوات لتنفيذ أجندتها بدأت تصحح من هذه الرؤية.

أخبار متعلقة :