بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. إبراهيم محمود يكتب: العملاق في الميزان

الأديب الكبير عبّاس محمود العقّاد ، هو موسوعة علمية كبيرة و أرشيف علمي متنقل هو رجل العلم الذي كافح و ثابر حتي وصل أعلي مراتب العلم و كذلك هو شاعر، و هو من عمالقة النقد أدبيّ في الوطن العربي ، كما أنّهُ فيلسوف بارع ، وسياسيّ متألق ، وصحفيّ مبدع ، ومُؤرِّخ لا مثيل له ، أشتهر بالادب فأصبح من العلماء البارزين في الأدب العربيّ الحديث، و وهب العقّاد جُلّ عمره للتفرغ في أمور الدّين والسّياسة و الأدب و الفلسفه ، وكانت أدبهُ يتنوّع بين الفلسفة السّياسيّة، والاجتماعيّة، وفلسفة القرآن، كما تطرّق للكتابة عن السيّر الذاتيّة للقادة المُسلمين الكِبار و للعلماء أيضاً . و الان أيها القارئ اريد ان اوضح لك كيف كانت حياة عباس العقاد حيث ولد العقاد في الصعيد و في بلدة أسوان بالتحديد بجمهورية مصر العربية عام 1889 و هي تعتبر إحدى البلدات النّائية التي عاش طفولته فيها، و ترعرع بها وفي شبابه كان يتردد إليها، درس العقّاد في مرحله الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميريّة، وفي عام 1903م تحصل على شهادة منها عندما كان في سِنِّ الرّابعة عشر، وكان أبيه يهتم به في جانب الأمور الأدبيّة فكان يأخذه إلى الشّيخ أحمد الجّداويّ ، ، و ضل العقّاد يستمع دائماً للمُطارحات الشّعريّة التي يرويها الشّيخ، بالإضافة إلى شتى الامور الادبية التي كان يتناولها في مجلسه، ممّا جعل العقّاد مُطالعاً للكُتب الأدبيّة والكُتب العتيقة الثّمينة. ولم يرتكز العقاد علي نظام واحد فقط و إنما كان يتطرّق إلى مُطالعة المُصنّفات العربيّة والفرنجيّة، فأصبح مداركاً أوسع وأكثر علما و بداء يطور من نفسه و يتألق و يبدع ولم يشعر بالملل أو الكلل في مشوارهِ الأدبيّ و إنّما كان يبحث ويُطلع علي الكتب ، وممّا نظمه وهو ابن العاشرة أبيات تتحدث بفضل العِلم، وهي كالتّالي:علم الحساب له مزايا جمّة وبه المرء يزيد في العرفان وكذلك الجغرافيا تهدي الفتى لمسالك البلدان والوديان وتعلم القرآن واذكر ربه فالنّفع كلّ النّفع في القرآن

ثم بداء العقاد في رحلتهِ الوظيفيه حيث عمل العقّاد بمهن مُختلفة ومنها الصّحافة، وكان أولّ عمله فيها في جريدة الدّستور المصرية لصاحبها الأستاذ وجدي، وبدأ بعد ذلك يكتب في صُحف أخرى مثل: المؤيّد، والأهالي، والأهرام، وكانت محاولته الأولى في هذا المجال الجميل وهو صغير في محافظة أسوان، فأصدر مجلّة بخطّ يده لكثرة اطّلاعه على العديد من المجلّات والصُّحف القديمة، مثل: مجلّة التّنكيت والتّبكيت، و بعد انتهاء عمله في جريدة الدّستور توجه العقاد إلى كتابة المقالات و الشعر ، ومن المهن التي عمل بها هي عمله كموظّف حكوميّ في القسم الماليّ وتحديداً في مُديريّة الشّرقيّة، وكان يحرص على توفير جزء من مرتبه ليُصدر صحيفة له تُباع للناس .

كما إن يُعدّ العقّاد أحد مؤسسي مدرسة الدّيوان التي عرفت بالنّقد في العصر الحديث، كما إن هذه المدرسة قامت في اولي خطواتها بالتّجديد في مجال الشِّعر العربيّ؛ وذلك لما أرتكزت عليه من إظهار مفاهيم جديدة في الأدب، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أول ظهور لهذه المدرسة كان عام 1909م، و أطلق عليها اسم المدرسة بهذا الاسم نسبة إلى كتاب الدّيوان الذي ألّفه العقّاد والمازنيّ عام 1921م.

ثم أنشأ العقّاد صالوناً أدبيّاً في بيته في أوائل الخمسينيّات، وكان موعد المجلس يكون كلّ يوم جُمعة بحضور مجموعه من الأدباء و من المُفكِّرين، والفنانين من أصحاب الأدب البارز، و حيث يناقش في مجلسه العديد من المواضيع الهامه منها: العلوم ، والتاريخ ، و الأدب بشتي انواعه وغيرها، حيث كان من معظم هذه المواضيع التي تطرح للنقاش والجدل في مجلسه هي المواضيع التي تخص المرأة المُسلمة في المجتمع ، حيث إن العقاد قد استطاع ان يكتب ثلاثة كُتب عن المرأة المسلمه ، و وضح عن أهميّة حصول المرأة على حقّها في المشاركة في شتى مجالات المجُتمع، ، لذلك كان النساء تعطي للعقاد تقديرا و احتراما و تبجيلاً كبيراً العقّاد ،

هذا هو العقاد علما و عملا و اخلاقاً رحمه الله عليه ، حروفه لا تزال متعلقه في عقولنا و حِكمهِ لازالنا نعمل بها في حياتنا و اسمه لا يزال يتردد علي مسامعنا ، غادر عالمنا و لكن علمه لم يغادر معه بل ضل علمه حياً طيلة هذه السنوات الكبيرة ليصبح علما نافعاً ينير طريق طلاب العلم العقاد ليس بمجرد اسم أو رجلاً عالم و لكنه صرح عظيم و منارة علمية كبيرة لايزال يشعُ نورها في كافة أنحاء الوطن العربي و العالم رحمك الله أيها الأديب

 

 

بقلم / د . إبراهيم محمود

أخبار متعلقة :