في اليوم الخامس من شهر يوليو، إنطلقت أولي جلسات الحوار الوطني، حرصت الدولة منذ اليوم الأول علي أن يشمل الحوار كافة أطياف المجتمع، وكل فئات الأمة بهدف إعادة اللُحمة في إطار الجمهورية الجديدة التي أرست دعائمها ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة .
ولأن الحوار مفيد، ولأنه يهدف بالأساس إلي لم شمل المصريين لم يعجب الإخوان الإرهابيين، أعداءالمصريين، وعلي طريقة فيها لأخفيها ظن مطاريد الجماعة أن باستطاعتهم إفشال حوار دعت إليه الدولة ممثلة في زعيمها وقائد جمعها وأبا أحلامها الرئيس السيسي خلال إفطار العائلة المصرية الذي أقيم في شهر رمضان الماضي، في البدء التزم الإخوان الصمت فلم يتحدثوا عن الموضوع أو فيه، لم يستقبلوه بالتهليل أو يتناولوه بالتحليل، أو ينالوا منه بالتقليل، لم ينبس أحدهم ببنت شفه علي أمل دعوتهم للمشاركة، ومن بعدها تأتي المباركة بالعودة من خلال الحوار، إلي ممارسة نشاطهم والإنتشار! هكذا ظنوا أو اعتقدوا أو توهموا أو تمنوا! حلموا بالهروب إلي الأمام عبر نوافذ الإيهام بأنهم نذير خير ودعاة سلم وسلام، لم يدم الحلم طويلاً وقال المصريون كلمتهم ...
"إن الوطن يتسع للجميع، وقلبه يسع الجميع، عدا الأشرار و الجرابيع" مرحباً بالمصريين علي اختلاف أطيافهم وأيديولوجياتهم، مرحباً بالمعارضين والمؤيدين، مرحباً بالقوميين والليبراليين، الماركسيين والإشتراكيين، العلمانيين والمستنيرين، مرحباً بالملتزمين وجموع المؤمنين، ولكن لا مكان بيننا للمتزمتين والانتهازيين، لامكان للثيوقراطيين والمتلونين، لامكان بيننا لمنتهزي الفرص وصائدي الفوائد والآكلين علي كل الموائد، لا مكان للميكافيليين وأنتم ميكافيليون، ولكنها الميكافيلية في أحط وأبشع صورها، لقد عملتم طوال عقد كامل علي إفشال دولتنا فأنجاها الله وأفشلكم، حاولتم إسقاط بلدنا وتفريقنا، فوحدنا الله وفرق جمعكم وشتت جماعتكم، تفننتم في تأليب الشعب علي الحاكم، فألف الله بين قلوبنا والتف الشعب خلف قائده، واتسع صدر القائد لإحتواء أبناءه، وأتت دعوته للحوار بالتزامن مع تفعيل لجنة العفو الرئاسي التي أفرج بموجبها عن العشرات من أبناء مصر إن لم يكن المئات وعفت بلدنا عن بعض ما فات، وترفعت عن رد الإساءات وأرادت فتح آفاق جديدة وأتاحت الفرصة للجميع في المشاركة في صنع مستقبل يليق بجمهوريتنا الجديدة، فكانت النية صادقة والفرصة متاحة والطريق مفتوح أمام كل من أراد الحفاظ علي وطنه في ظل وجود العقبات والتحديات واشتداد الأزمات التي يواجهها العالم، فماذا تريدون الآن يا جماعة الإخوان؟!
قلنا أنه لامكان بيننا للمحرضين وقد حرضتم، ولا مكان للقتلة وقد قتلتم، ولا للملطخة أياديهم بالدماء وقد تلطخت أياديكم بدماء المصريين المدنيين والعسكريين وعموم المواطنين فماذا تريدون؟ لا مكان لكم بيننا يامن هاجت هائجتكم عندما تأكد لكم نبأ استبعادكم كونكم منبوذون من جموع المصريين، فأوعزتم إلي مرتزقتكم وأراجوزاتكم وأبواقكم الليلية بالتحريض من جديد ضد رموزنا الوطنية، وليس في هذا أي جديد يذكر أو قديم يعاد، فذاك ديدنكم الذي ارتضيتموه لأنفسكم،
فاتركونا وشأننا ! سننجح بتوفيق من الله في إقامة الحوار، وسنقود بلدنا إلي تحقيق التقدم والإزدهار، مصرنا تسع الجميع، وقلبها مفتوح للجميع، ويا ألف مرحب بالجميع، عدا الأشرار والجرابيع ..
حفظ الله مصر وأهلها وأعز قائدها وزعيمها .