بوابة صوت بلادى بأمريكا

الفنان الكاريكاتيرى أحمد دياب فى حوار لجريدة صوت بلادى: العمل كرسام كاريكاتير يضعك تحت ضغط متواصل، وتعرضت للمتاعب فترة حكم الاخوان ونصيحتى:تعلموا باستمرار حتى آخر زفير

الفنان الكاريكاتيرى أحمد دياب فى حوار لجريدة صوت بلادى: 

العمل كرسام كاريكاتير يضعك تحت ضغط متواصل، وتعرضت للمتاعب فترة حكم الاخوان  ونصيحتى:تعلموا باستمرار حتى آخر زفير

 

يمكن تعريف فن الكاريكاتير على أنه ذلك الفن البصري الي يعتمد على الرسم بطريقة غير مألوفة، حيث تكون الرسومات الكاريكاتيرية مشوهةً أو غير منطقية، وغالبًا ما يستهدف فن الكاريكاتير رسم شخصيات واقعية بأسلوب هزلي بدافع التهكُّم أو السخرية من الواقع، كما يدخل في تعريف فن الكاريكاتير وجود حالة من المبالغة المُفتعلة أثناء رسم ما يتم إنتاجه في فن الكاريكاتير بهدف تقريب الصورة لمتلقي هذا النوع من أنواع الفنون البصرية، كما يُوصف فن الكاريكاتير بأنه فن تمثيل الذات، بحيث يصف هذا الفن الشخصيات من واقع أدوارها التي تؤديها في الحياة الواقعية، وما تحتوي عليه من صفات ظاهرة للعيان.

 كما يدخل في تعريف فن الكاريكاتير وجود بعض الأمور غير المنطقية فيما يتم إنتاجه من أعمال الكاريكاتير، كإكساب بعض الصفات البشرية لغير البشر أو العكس، بحيث تعكس الرسومات أفكارًا مُبطَّنة يعنيها الفنان صراحةً أو تضمينًا، وبالرغم من الهزليَّة العالية التي تحتوي عليها الرسوم الكاريكاتيرية، إلا أن هذا الفن ينطوي على درجة عالية من الجديَّة والجرأة في الطرح من أجل تناول بعض المشكلات الاجتماعية أو القضايا السياسية على عكس ما يظنه الكثيرون بأن الغرض من هذا الفن البصري هو التسلية المَحْضة، وقد يتم تنفيذ أعمال الكاريكاتير من خلال الرسم أو النسيج أو بواسطة فن الفسيفساء من أجل إيصال الصورة المرادة.

وهنا نحن معنا اليوم أحد رواد هذا الفن الجميل إنه الفنان البارع أحمد دياب فى حوار خاص لجريدة صوت بلادى

 

 

 

حوار هند محمد على

 

*في البداية عرفنا بنفسك وأهم  المحطات في مشوارك الإبداعي؟

احمد دياب، رسام كاريكاتير بمجلة روزاليوسف، خريج أكاديمية الفنون، قسم الديكور

عملت بدار الأوبرا المصرية وعدد لا بأس به من مجلات الأطفال داخل وخارج مصر، واستقر بى الحال مخرجاً صحفياً بروزاليوسف حتى تحولت الى رسم الكاريكاتير الذى حصلت من خلاله على العديد من التكريم وجائزتين كأفضل رسام من نقابة الصحفيين .

    

*ما السبب الذي جعلك تتوجه الى فن الكاريكاتير ، هل هو حب الرسم ؟ أم حب النقد؟

 

والدى هو رسام الكاريكاتير الشهير دياب أحد عظماء المهنة فترة الستينات وصاحب الأثر الأكبر فى نفسى للتعلق بهذا الفن الرائع، وقبل ذلك الموهبة التى منحها الله لى وأثقلتها بالدراسة  .

 

*ما هي الأساليب التي تستخدمها لإيصال الافكار الكاريكاتيرية للمتلقي ؟

 

 

بساطة الرسم، الاستعانة بمصطلحات وتعبيرات مستخدمة فى الحياة اليومية.

 

*فن الكاريكاتير فن إقتحامي أساسه رصد الحالات السلبية وانتقادها ، هل عانيت من ضيق المجال المتاح للتعبير عن أفكارك ؟

 فى الغالب الرسام والكاتب يلتزم بالسياسة التحريرية للمؤسسات، خاصة لو كانت مملوكة للدولة.

 

*في مجتمعنا العربي لا يلعب الكاريكاتير دورا فعالا كما هي الحال في الغرب ، وقد لا يتعدى كونه وسيلة للترفيه .. ما السبب في رأيك ؟

 المساحات المتاحة للنقد ليست بالقدر الكافى ليعبر الرسام عن رأيه، فأغلب الاصدارات فى الوطن العربى غالباً ما تكون تابعة للحكومات، كما أن صحف المعارضة ليست مؤثرة ولا تملك التمويل الكافى للتطوير والجذب .

 

*تعكز الرسم الكاريكاتيري على الحوار في تجسيد الفكرة ، هل هو مؤشر على عدم قدرة الرسام على إنطاق لوحته ؟

فى بعض الأحيان يستخدم الرسام بعض الكلمات ، او جملة ما لتوضيح الرسم، فهو يخاطب جميع فئات الشعب، ومنهم الطبقات الاقل حظاً فى الثقافة والتعلم؛ كما أنه قد يستخدم بعض (الايفيهات) - مصطلحات خفيفة الظل- والتى يحتاجها الرسم فى هذه الحالة .

 

*إلى أي مدى ساهمت الثورة التكنولوجية في فن الكاريكاتير ؟ وهل أضافت له ، أم أنها أفقدته الروح والبريق ؟

 العمل الكايريكاتيرى الجيد يجد طريقه بسهولة على منصات التواصل الاجتماعى، على الرغم من انتشار قوالب الكوميكس الجاهزة واستخدامها بشكل كبير لكثرتها وسهولة توظيفها .

 

*إرتباط فن الكاريكاتير بالصحافة المكتوبة هل أفقده استقلاليته ؟

على الاطلاق، هناك من يبدأ التصفح بكاريكاتير اليوم، أنا بالطبع أؤيد فكرة اصدارات مستقلة للكاريكاتير والأدب الساخر كمجلة ( كاريكاتير) وقديماً كان هناك (البعكوكة) ولكن فى عصرنا الحديث لاتصمد مثل هذه الاصدرات كثيراً.

 

*هل عرضتك رسومك يوما إلى المتاعب ؟

حدث بالفعل فى فترة حكم الاخوان، وبعد كاريكاتير عن إغتيال المصريين فى ليبيا على يد داعش، طالب أحد المذيعين فى أحد قنوات الاخوان الاعلامية -الشهيرة آنذاك- بمحاكمتى دولياً ؛ كما كنت أتعرض للسباب بشكل شبه يومى بسبب رسومى .

 

*الفكرة الكاريكاتيرية هل هي وليدة اللحظة ، أم وليدة التفكير والبحث ؟

عقل رسام الكاريكاتير لا يهدأ، يفكر باستمرار، يتابع جميع الاخبار، يتصاحب مع كل البشر، الغنى، الفقير، العامل، المهندس.. الخ 

من قلب الشارع ومن خلال الحكايات  تأتى الافكار، هذا بالإضافة  لمتابعة الاخبار بشكل مستمر 

ومع تراكم الخبرات قد تخرج الفكرة فى لحظة .

 

*ما هو الكاريكاتير الغالب في الصحافة العالمية الكاريكاتيرية الذي يعتمد على اللوحة الصامتة أم الكاريكاتير الذي يستعين بالتعليق ؟

كلاهما، بعض الرسوم تكون كافية للتعبير عن الموضوع، وأنا أحبذ هذه المدرسة 

وان كان فى بعض الأحيان مطلوب استخدام بعض العبارات التى تخدم الرسم.

 

*ما رأيك في استخدام الكمبيوتر في إخراج الفكرة الكاريكاتيرية؟ هل أفقد الكمبيوتر اللوحة أصالتها وجماليتها؟

التكنولوجيا فى العموم أفقدت الحياة طعمها ورونقها، أتأمل لوحات كبار الرسامين وأقول فى نفسى من أين لهم بالوقت و”روقان” البال لرسوم بهذه الروعة ، الكمبيوتر اختصر الوقت بالفعل وكثير من رسامى الجيل الجديد يعتمد بشكل كلى على لوحات الرسم الإليكترونية. 

أما بالنسبى لى فقسمت البلد نصين، أرسم على ورق وأقوم بتحبير الرسم وأسكنه للكمبيوتر وأقوم بانهاءه عليه.

 

*ما رأيك في مدارس الكاريكاتير السياسي في الشرق الأوسط؟ هل لديك ملاحظات على طريقة معالجتها للأحداث السياسية؟

 يعتمد ذلك على مساحة الحرية المتاحة للرسام ومدى إلتزامه بالسياسات التحريرية للمؤسسة المنتمى إليها، واعتقد لو تلاشت الخطوط الحمراء  سيبدع الكثير وستخرج أفكار تنافس كبار رسامى أمريكا وأوروبا.

 

*هل لدى الفنان احمد دياب ما يمكن الإشارة إليه بأنه أثار قضايا بعينها؟

 ليست إثارة بالمعنى المشار إليه فى السؤال، لكنه لفت انتباه، ما جعل بعض المسئولين يهتموا بتوضيح الأمور بعد مطالعة الرسوم المنشورة.

 

*إذا ما اعتبرنا القلم هو “لسان العقل”، حسب ما يؤمن به الشاعر الأسباني “ميغيل دي ثيربانتس”، فهل يمكن أن تكون الريشة هي منطقه و صوت الروح؟

بكل تأكيد، الريشة أيضاً لسان عقل فنان الكاريكاتير .

 

*هل فن الكاريكاتير يجعلنا نشاطر الأديب الروسي “نيكولاي غوغل” معتقده حيث يقول “كلما تفحصنا قصة مضحكة بحذر و لمدة أطول، كلما أصبحت مثيرة للحزن أكثر”؟

 

بلا شك، اغلب الأفكار الكاريكاتيرية المثيرة للسخرية والضحك، هى خارجة من رحم معاناة الشعوب.

 

*آراء بعض الفنانين حول الدراسة بأنها تضيع الأسلوب الفطري لدى الشخص الموهوب ، هل توافقهم؟

أذكر فترة دراستى الثانوية إصرار الفنان الكبير زهدى -صديق والدى- ان أبتعد عن دراسة الفنون معللاً بأن كسر قواعد الفنون يزيد من الابداع. 

من وجهة نظرى أرى ان الدراسة مهمة جداً، عندها كسر القواعد يكون أكثر امتاعاً للمبدع وأكثر الهاماً للمتلقى.  

 

*إلى أي درجة يؤثر توقيت مشاركة الرسام عمله مع الجمهور على تفاعلهم معه ؟

كلما كان الرسم موائماً للحدث كلما كان التفاعل كبيراً، يظهر ذلك جلياً على مواقع التواصل الاجتماعى تحديداً .

 

*لا يحبذ الفنانون بشكل عام فكرة الإلتزام بالرسم كوظيفة ربما لأنه يعتمد على الإلهام الذي لا يأتي كل يوم ، وأنت كرسام كاريكاتير عملت في عدة مؤسسات صحفية مطلوب منك أن ترسم بشكل يومي تقريبا.. هل أثر ذلك عليك بأي شكل سلبي ؟

العمل كرسام كاريكاتير يضعك تحت ضغط متواصل، ملاحقة الاخبار وتطورها، متابعة الشارع وردود أفعاله، احتياج مساحة معقولة من الوقت لوضع الفكرة المناسبة، بالتأكيد هو شىء مجهد ، بالتزامن مع حياة الرسام الشخصية من بيت وأسرة ومتطلبات حياتية تضع ضغوط أخرى عليه؛  لكن أعود وأؤكد ان خبرة الرسام وعمله المتواصل يسهلان من مهمته الى حد كبير.

 

*ما هي مهمة الكاريكاتير بالنسبة لأحمد دياب؟

لفت الانتباه للسلبيات الموجودة فى المجتمع، رسم البسمة على قلب وروح المتلقى  .

 

*كلمة تحب تختم بها الحوار..

التعلّم مفتاح حرية العقل، ونصيحتى: تعلموا باستمرار حتى آخر زفير .

أخبار متعلقة :