بوابة صوت بلادى بأمريكا

جاكلين جرجس تكتب : لا تفقد روح العيد !

 
  يحتفل المسيحيون حول العالم بعيد الميلاد المجيد و رأس السنة الميلادية و بالرغم من عدم توحيد يوم الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنائس الثلاث و ظهور بعض المحاولات و بين الحين و الآخر و تلوح فى الآفق جدية الأمر و المحاولة إلا أنها تظل مجرد محاولة حبيسة الأدراج أو مناقشة فى لقاءات غير مثمرة فحتى الأن الكاثوليكية تحتفل به فى الخامس و العشرين من شهر ديسمبر أما الارثوذكسية و الإنجيلية يحتفلان به فى السابع من شهر يناير و ذلك لاختلاف التقويم عند كل طائفة ؛ لكن كل هذا لا يمنع روح العيد أن تسود بين الناس و العالم ،فقد ولد المسيح في ليلة باردة جدًا من ليالي الشتاء و وسط مجتمع شملته البرودة الروحية فترة طويلة من الزمن بلا صلة بينه وبين الله وبلا أنبياء وبلا افتقاد إلهي ؛ فى هذه الأثناء عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة في الوجود التي ظللتها قوة العلى و بشرها الملاك جبرائيل بميلاد ابنها هى الوحيدة في العالم التي ولدت ميلادًا بتوليًا بمعجزة لم تحدث من قبل ولم تتكرر فيما بعد..
   إذن فأن روح العيد هى روح فرح و محبة وعطاء روح ترفض ويلات الحروب حول العالم ، روح تنبهنا بضراوة ما فعلنا فى الطبيعة حولنا ، روح العيد تدعونا للتدقيق فى أفعالنا و تصرفاتنا فقد يعتقد البعض أن روح عيد الميلاد هى هدنة يتفق فيها أفراد العائلة على عدم إثارة أى مواضيع حساسة قد تسبب النزاع لذلك يجب إعادة النظر فى صدق توجهاتنا ؛ علينا أن نتسأل هل يوجد فى حياتنا ما يدعونا للفخر و الاعتزاز أم حياتنا عبارة عن صندوق محملًا بأعمال تدميرية وحشية قاسية ملئت نفوسنا كراهية و أنانية و حقد ؟!! 
  فى الأعياد تضاء الأنوار و تزين الاشجار يحتفل البعض و يمرح فى جانب و يموت البعض الآخر من الجوع و ويلات الحروب فى جانب آخر من العالم ، الجميع ينتظر العيد للاحتفال و توزيع  الهدايا و المعايدات الرائعة لكن الأغلب الأعم أن قبل انتهاء اليوم تنتهى الفرحة كأن شيئًا لم يكن  كأننا نفقد روح العيد و بهجته و نظل نتسأل فى حيرة هل فقدناها بسبب الاسباب سالفة الذكر و غيرها ؟! بالتأكيد تلك الأسباب و عوامل أخرى تسلب منا الفرحة كل يوم لكن هناك سر خفى لا نلتفت إليه و هو الوحيد الذى يملأنا كل أيامنا بالفرحة و يُعيد لنا روح العيد المسلوبة هو فعل العطاء !!
   نظن دائما أن العيد لا يتم إلا بفعل الأخذ فقط متناسين فعل العطاء بفرح و محبة فالعطاء دائمًا مغبوطًا عن الأخذ قد تستطيع أن تعطى مالًا أو هدايا باهظة الثمن لكن دعنى أؤكد لك أن هداياك الثمينة ليس لها قيمة دون زيارة مغلفة بابتسامة أمل لسجين فاقد الحرية تكون أنت له ال الذى ضوء يرشده لطريق جديد ، أو احتضان لطفل يتيم لا حول له والا قوة أمام قسوة الأيام ،أو ربما وردة بجوار مريض يقضى ليلة عيد فى إحدى المستشفيات يرقد وحيدًا يصارع الألم ؛ بالفعل كلنا نعانى فى أرض الشقاء هذه الجميع يحتاج للسند و المودة و الكلمة الطيبة فى هذا العيد قدم كل ما لديك من محبة و عطاء و بذل ، بادر أنت بها حتما ستضىء حياتك نجوم السماء و تستعيد بهجة و روح العيد المسلوبة بفعل الأنانية و محبة الذات . 
    

أخبار متعلقة :