بوابة صوت بلادى بأمريكا

حاتم الجمسي يكتب: أين التواجد السعودي في الإعلام الأمريكي؟

قام سمو الأمير محمد بن  سلمان آل سعود نائب ولي العهد، وزير الدفاع بزيارة الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي الرابع عشر من مارس التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مساعديه

وقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في ١٦مارس أن الزيارة قد (تم الترتيب لها على عُجاله بين الرئيس ترامب وكبار مساعديه في البيت الأبيض ووفد الرياض رفيع المستوى بقيادة سمو الأمير حيث أشار بيان صادر عن الجانب السعودي بأن الزيارة تعتبر نقطة تحول تاريخية في العلاقات الأمريكية السعودية بعد ثماني سنوات مثيرة للجدل من إدارة الرئيس أوباما.)

نشرت صحيفة النيويورك تايمر يوم الثلاثاء ١٤مارس مقالة مطوّلة عن الزيارة لم تذكر فيها حجم الإستثمارات السعودية الهائلة التى تم الإتفاق عليها داخل الولايات المتحدة والتى لا شك ستساهم في دعم الإقتصاد الأمريكي الذى ينمو بسرعة السلحفاه لكن لم تنس الصحيفة ان تشير الى ان الرئيس ترامب كان على موعد لقضاء معظم يومه يوم الثلاثاء مع المستشارة الألمانية أنجلا ميركل لكن العاصفة الثلجية التى اجتاحت شمال شرق الولايات المتحدة أدت إلى تأجيل زيارة السيدة ميركل إلى يوم الجمعة مما أتاح ساعة غداء ترامب للأمير محمد.

 

الشئ الملفت للنظر هنا أن هذه الزيارة رغم أهميتها قد مرّت مرور الكرام على الإعلام الأمريكي اللهم إلا أخبار مقتضبة فى الصحف عن الزيارة .

لم يكن هناك مؤتمر صحفي بعد لقاء سمو الأمير بالرئيس ترامب ،كما لم يتح المجال للصحفيين لإلقاء أى أسئلة بعد اللقاء .

لم تقم أى من محطات التلفزة الأمريكية الكبيرة أو الصغيرة بترتيب لقاء مع سمو الأمير أو حتى أحد مساعديه أو مستشاريه لإلقاء الضوء على عمق العلاقات السعودية الأمريكية التى تزيد على ثمانون عاما من التعاون وكيف أن المملكة السعودية هى حليف قوي للولايات المتحدة وركيزة أساسية لأي ترتيبات إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط التى باتت مثل بحر كبير من الرمال المتحركة

 أصدر البيت الأبيض بيانا جاء فيه أنه تم الإتفاق على التعاون والإستثمار فى المجال التجاري والإقتصادي ومجال الطاقة وبداية برنامج سعودي أمريكي للإستثمار بما يتعدى مائتي مليار دولار فى السنوات الأربع القادمة .

المملكة العربية السعودية هى من أكبر الشركاء الإنقتصاديين للولايات المتحدة كما أن المملكة هى من أكبر دائني الولايات المتحدة حيث تمتلك المملكة مايقترب من 117 مليار دولار من الديون المستحقة على أمريكا .

حسب تقرير CNN فى 16 مايو 2016.

يوجد أكثر من ستين ألف طالب سعودي يدرسون فى مختلف الجامعات الأمريكية حتى الآن مما يُشكّل دعما ماديا كبيرا ليس فقط لتلك الجامعات بل ودعما إقتصاديا للمناطق التى يقيم فيها هؤلاء الطلاب حسب تقرير CNN  MONEY 9 فبراير 2016.

 

المملكة السعودية هى أكبر مستورد للسلاح الأمريكي بميزانية تعدّت 9 مليار دولار فى العام 2015 حسب تقرير صادر عن بلومبرج فى 12 يونيو 2016.

هذا بجانب الدعم اللوجيستي الذى تقدمه موانئ المملكة للقطع البحرية الامريكية فى الخليج والمحيط الهندي .

كل هذه الإستثمارات لايعرف عنها المواطن الأمريكي الكثير مما يجعل المملكة فريسة سهلة لما قد تبثه وسائل الإعلام من تقارير غير عادلة او تتسم بالعدائية تجاه المملكة.

المملكة السعودية بحاجة لرجل مثل عادل الجبير ليتواصل مع وسائل الإعلام الأمريكية لتوضيح حجم التعاون الأمريكي السعودي فى شتى المجالات والذى لا شك يعود بالنفع على الشعب الأمريكي.

افتقد وجود عادل الجبير فى واشنطن حينما كان سفيرا للمملكة فى الفترة مابين 2007 و 2015 خصوصا فى المرحلة التى اعقبت هجمات الحادى عشر من سبتمبر حيث كان من أنشط الدوبلوماسيين العرب, كان يتمتع بعلاقات متميزة بوسائل الإعلام الأمريكية والمعاهد البحثية بالإضافة الى الكثير من السياسيين فى دوائر صنع القرار فى واشنطن .

كان السيد عادل الجبير يتمتع برباطة الجأش وطلاقة اللسان وقدرة على الإقناع بطريقة عقلانية مهما كان السؤال مستفزا أحيانا خصوصا عندما يتهم أحد المملكة بدعم الإرهاب وما أكثرهم فى الولايات المتحدة .

 

المملكة فى حاجة إلى تواجد إعلامى داخل الولايات المتحدة كما انها فى حاجة إلى تواجد شعبي وتواصل مع المؤسسات والمنظمات الثقافية والاجتماعية الأمريكية.

العلاقات الوطيدة مع السياسيين وصناع القرار فى واشنطن فقط لم تعد كفاية .

للتواصل مع الكاتب حاتم الجمسي

نيويورك

helgamasy@gmail.com

 

أخبار متعلقة :