كيف أثر كورونا على الاقتصاد العالمى؟.. خبراء لفورين بوليسى: الدول بحاجة إلى توازن أكبر بين العولمة والاعتماد على الذات.. الوظائف التى فقدت لن تعود.. والضرر الذى لحق بالتجارة الدولية قد يكون واسعا ودائما

العالم بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، هذا هو الاستنتاج الذى بات شبه مؤكد فى ظل التغييرات الكبيرة التى يشهدها الجميع فى مختلف مناحى الحياة بسبب كوفيد 19. وفى هذا الإطار، نشرت مجلة مجلة فورين بوليسى الأمريكية تقريرا يشير إلى أن وباء كورونا سيغير الاقتصاد والنظام المإلى إلى الأبد.

واستعرضت المجلة آراء عدد من الخبراء حول شكل الاقتصاد العالمى فى مرحلة ما بعد كورونا، وقال جوزيف ستيجليتز أستإذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا والحائز على جائزة نوبل فى الاقتصاد فى عام 2001،إن ازمة كورونا كانت تذكيرا قويا بأن الوحدة السياسية والاقتصادية الأساسية هى الدولة، وليس العولمة التى تفتح الحدود بين الدول.

2e71b90c7a.jpg

ولبناء سلاسل التوريد التى تبدو فعالة، بحث العالم عن المنتج الأقل تكلفة لكل رابط فى السلسلة، لكن كان هناك قصر نظر، وأنشأ ذلك نظاما غير مرن  وغير منتوع وعرضة للانقطاع.

وكان يجب تعلم درس المرونة من الأزمة المالية لعام 2008، فلولا عملية الإنقإذ الحكومية الضخمة، لكن النظام انهار مع انهيار فقاعة العقارات، فالنظام المالى المترابط بدا فعالا، وربما كان جيدا فى امتصاص الصدمات الصغيرة، لكنه كان هشا بشكل منهجى. 

من جانبها، قالت كارمن رينهارت أستإذ التمويل الدولى بكلية كينيدى بجامعة هارفارد إن كورونا كان مسمارا آخرا فى نعش العولممة. فقد كانت الحرب العالمية الأولى والكساد الاقتصادى العالمى فى أوائل ثلاينيات القرن الماضى تبشيرا بنهاية عصر سابق من العولمة.

 

وواجهت دائرة العولمة الحديثة سلسلة من الضربات هى الأخرى منذ الأزمة المالية عام 2008، منها أزمة الديون الأوروبية والبريكست والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ويعد وباء كورونا أول أزمة منذ الثلاثينيات تعصف بكلا من الدول المتقدمة والنايمة. وربما يكون ركودهما طويل وعميق، وستجد الدعوات لتقييد التجارة وتدفق رأى المال تربة خصبة فى الأوقات العصيبة.

9ef218f6b2.jpg

ومن المحتمل أن تستمر الشكوك حول سلاسل الوريد العالمية التى كانت موجودة فى فترة ما قبل كورونا، وكذلك سلامة السفر الدولى وعلى الصعيد الوطنى، المخأوف بشأن الاكتفاء الذاتى من المواد الضرورية، كل هذا من المرجح أن يستمر بعد السيطرة على الوباء.

 

ومن المحتمل أن يكون الضرر الذى لحق بالتجارة والتمويل الدوليين واسعا ودائما.

 

من ناحية أخرى، قال روبرت شيلر، أستإذ الاقتصاد بجامعة يال والحاصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد عام 2013، إنه على الرغم من أن العدو فيروس وليس قوة أجنبية، فإن الوباء خلق مناخا أشبه بأجواء الحرب بدت فيه التغييرات الجذرية ممكنة بشكل مفاجئ.

 

وفتح الوباء نافذة لخلق طرق ومؤسسات جديدة للتعامل مع المعاناة مقل إجراءات أكثر فعالية لوقف الاتجاه نحو مزيد من عدم المساواة.

وربما كانت الأموال الطارئة التى دفعتها العديد من الحكومات للمواطنين بمثابة طريق لدخل أساسى عالمى.

 

وبما أن الجميع فى نفس الجانب من هذه الحرب، فربما نجد دافعا الآن لبناء مؤسسات دولية جديدة تسمح بمشاركة مخاطر أفضل بين الدول. حيث ستزول أجواء الحرب مجددا، لكن سيستمر هذه المؤسسات الجديدة.

 

وتشير لورا أداندريا تيسون، أستإذ الأعمال بجامعة كاليفورنيا، إلى أن الوباء والتعافى الذى سيعقبه سيعجل بعملية "التحول الرقمى" المستمرة والعمل الآلى، وهما الاتجاهين الذين أنهيا الكثير من الوظائف متوسطة المهارات بينما زاد من الوظائف التى تتطلب مهارات كبيرة فى العقدين الماضيين وساهما فى تجميد الأجور المتوسطة وزاد من عدم المساواة فى الدخل.

 

وتوقعت الخبيرة الاقتصادية أن الكثير من الوظائف منخفضة الأجر والتى لا تتطلب مهارات كبرى، لاسيما تلك التى تقدمها شركات صغيرة، لن تتعافى، بينما سيخلق مقدمو الخدمات الأساسية مثل الشرطة ومكافحة الحرائق والرعية الصحية والنقل العامة والغذاء فرصا جديدة لتلبية الطلب المتزايد وزيادة الضغط لرفع الأجور وتحسين الفوائد فى هذه القطاعات التى كانت منخفضة الأجور.


 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع