"أغاخان" أسطورة الحب الخالدة على جبال أسوان.. أحب بائعة ورود فرنسية وحولها لأغنى بنات العالم.. ملأت مقبرته بالزهور الحمراء وتم دفنها بجواره.. عجز الأطباء عن علاجه فشفته رمال الجنوب ومشى على رجليه من جديد.. صور

فى واحدة من أروع قصص الحب الزوجية التى ظلت حاضرة عبر التاريخ وبرز موقعها على سفح جبال أسوان الصفراء اللامعة كالذهب يرقد الأغاخان وزوجته أم حبيبة بعد أن عاشا قصة حب وقررا أن يدفنا بجوار بعضهما على إحدى القمم الجبلية الظاهرة بمدينة أسوان.

"اليوم السابع" يسرد قصة البيجوم "أم حبيبه" أو سندريلا القرن العشرين التى تحالفت معها الأقدار وتعاطفت معها الإنسانية لتقفز من فوق أسوار القهر والحصار والفقر لتصبح زوجة أغاخان الذى كان ملكاً بلا مملكة ولا عرش ولا تاج، ولكن هناك أكثر من خمسة وعشرون مليوناً يدينون له بالولاء بين أنحاء الدنيا وشعوبها وقاراتها .

وقال محمد صبحى، مرشد سياحى لـ"اليوم السابع"، أن "أغاخان" من مواليد كراتشى حينما كانت جزءا من بلاد الهند فى 12 نوفمبر 1877، أبويه من أصل فارسى وإيران لم تمنحه الجنسية الإيرانية إلا بعد أن انتخب رئيساً للأمم المتحدة (من عام 1934 إلى 1937 ) حينئذ أعطته إيران جنسية أبائه قبل أن تهاجر عائلته إلى الهند منذ قرن مضى.

وأضاف "صبحى"، أن مقبرة الأغاخان وزوجته تقع على ربوة عالية بالبر الغربى للنيل فى مواجهة الجزء الجنوبى للحديقة النباتية واختارها السلطان محمد شاة الحسينى (أغاخان الثالث) وبنى مقبرة فخمة على ربوة جميلة عالية حيث تم بناؤها على الطراز الفاطمى، وكان أغاخان يعانى من الروماتيزم و آلام فى العظام ولم تشفع له ملايينه فى العلاج فقد فشل أعظم أطباء العالم حينها فى علاجه فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان، فإن فيها شتاء دافئا عجيبا و شعبا طيبا حبيبا فجاء أغاخان إلى أسوان فى عام 1954 بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباعه.

وأشار إلى أن الأغاخان عجز عن المشى ويتحرك بكرسى متحرك وكان يقيم بفندق كتراكت العتيق، وأحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، فنصحه بدفن نصف جسمه السفلى فى رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع واتبع الأغاخان نصائح الشيخ النوبى وبعد أسبوع من الدفن اليومى عاد أغاخان إلى الفندق ماشياً على قدميه، وحوله فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه.

وتابع: لذا قرر أغاخان أن يزور أسوان كل شتاء حيث عشق أغاخان والبيجوم أم حبيبه نيل أسوان وأقاموا فى فيلا تطل على نهر النيل وهى التى أشرفت على مراسم دفنه وجنازته وهى التى بنت له مقبرته الشهيرة والتى صممها ونفذها شيخ المعماريين العرب ورائد العمارة الإسلامية الدكتور مهندس فريد شافعى أستاذ العمارة فى مصر كلها الذى جعل من المقبرة تحفة معمارية ومزاراً يشارك له بالبنان ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه فى المنطقة التى شفته من المرض فصمم المقبرة على التراث المعمارى الإسلامى الفاطمى بناء على رغبة أغاخان وأوصى بأن يدفن فى هذه المقبرة حين مماته، وتوفى فى عام 1959 وكما وصى بالدفن فى مقبرته فقد جاءت به زوجته وآلاف من أتباع الفرقة الإسماعيلية، حيث أن لها ملايين الأتباع فى كل أنحاء العالم وكانت جنازة مهيبة وقفت لها محافظة أسوان على قدم وساق .

وأوضح "صبحى" بأن الأغاخان كان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التى يجلس فيها بالورود وتعرف أغاخان على بائعة ورود " البيجوم " ومن كثرة عشقه للزهور أحب البيجوم وأحبته فتزوجها وحولها من بائعة ورود فرنسية بسيطة إلى واحدة من أغنى أغنياء العالم، وكما اجتمع الأغاخان وزوجته أُم حبيبة على حُب الورود فقد افترقا أيضا على حُبِه فكانت توضع كل يوم فى التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع "رونرا بكران" داخل كأس فضى على قبره بواسطة أحد العمال وكانت تأتى الزوجة أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذى شراع أصفر حيث أن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء ليعرف أهالى أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب وأصبحت مقبرة أغاخان مزارا سياحيا شهيرا وتوفت أم حبيبة فى يوليو 2000 ميلادية ودفنت بجوار زوجها الأغاخان.

اثناء-دفن-الاغخان
اثناء-دفن-الاغخان

 

اثناء-زيارة-الاغخان-لمقبرته-المخصصة-له
اثناء-زيارة-الاغخان-لمقبرته-المخصصة-له

 

الزيارة-الرسمية-لأسوان
الزيارة-الرسمية-لأسوان

 

ام-حبيبة
ام-حبيبة

 

ام-حبيبة-فى-احدى-الزيارات-لأسوان
ام-حبيبة-فى-احدى-الزيارات-لأسوان

 

صورة-نادرة-لمقبرة-الاغخان
صورة-نادرة-لمقبرة-الاغخان

 

ضريح-الاغخان
ضريح-الاغخان

 

مقبرة-الاغخان
مقبرة-الاغخان

 

مقبرة-الاغخان-فى-اسوان
مقبرة-الاغخان-فى-اسوان

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع