كتب - أحمد جمعة
تسيطر على أمير قطر، تميم بن حمد آل ثان، حالة من الرعب والفزع التى تقودها المعارضة القطرية بسبب السياسة الخارجية للدوحة، التى دفعت معظم الدول العربية لمقاطعة الإمارة الخليجية، حتى باتت فى قطيعة مع غالبية دول مجلس التعاون الخليجى بسبب موقفها الداعم للإرهاب وسياستها السافرة فى التدخل فى الشئون الداخلية لتلك الدول.
ومع توارد أنباء عن تحركات المعارضة القطرية للتخلص من تميم بن حمد ومستشاريه الذين دفعوا بالدوحة إلى مستنقع الانهيار والعزلة، وجه الأمير الصغير مستشاريه ومسئولين فى الحكومة بالتحرك العاجل لاستعطاف المعارضة القطرية، التى تهدد نظام حكمه.
وعقب الإعلان الأخير عن نية المعارضة القطرية إطلاق حزب سياسى لإنقاذ الدوحة من سياسة تميم التخريبية، كشف المعارض القطرى البارز الشيخ الدكتور سعود بن ناصر آل ثانى، عن تلقيه دعوة من الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثانى "شقيق أمير قطر"، ومستشار الديوان الأميرى القطرى عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة، لزيارة الدوحة اليوم الجمعة، موضحاً أنه سيتم نقله إلى الدوحة عبر طائرة خاصة تعود ملكيتها إلى بشارة.
وقال الشيخ سعود بن ناصر آل ثان إن زيارته إلى الدوحة سيتم خلالها بحث صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة، التى من شأنها توتر العلاقة بين قطر وشقيقاتها من دول الخليج والدول العربية، مؤكدا أن الاجتماع سيحضره كل من رئيس مجلس الوزراء القطرى عبد الله ناصر آل ثانى، ومستشار الديوان الأميرى عزمى بشارة، والإعلامى القطرى عبدالله حمد العذبة، والإعلامية القطرية الدكتورة إلهام بدر.
وأشار إلى أن الاجتماع سيتناول أربعة محاور هى مناقشة تقدم الجانب القطرى باعتذار رسمى لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، والمحور الثانى هو إيقاف عمليات المكتب الإعلامى التابع للمكتب التنفيذى للشيخة موزة المسند، والثالث هو تجميد التحالف بين قطر وإيران، والمحور الرابع هو توقف المكتب التنفيذى عن دعم العمليات الإرهابية فى ليبيا ومصر وشمال أفريقيا والسودان، وطرد العناصر المتطرفة كافة التى تحتضنها قطر تحت مسميات مختلفة.
ولفت آل ثانى إلى أنه فى حال التوافق على بنود الاجتماع سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة القطرية ممثلة فى رئيس الوزراء عبدالله ناصر آل ثانى، لإنشاء مؤسسة أحمد بن على للتنمية التى ستدشن عملها بثلاثة مشاريع، هى إنشاء مستشفى وجامع الملك سلمان بالدوحة، ومجمع محمد بن زايد الثقافى فى الريان، ومركز محمد بن سلمان للأعمال فى الدوحة، مشدداً على أنه لا يمثل صوته فقط فى اللقاء، بل يمثل أصوات شيوخ ومعارضين قطريين للسياسة التى تتبعها الدوحة إزاء أشقائها فى المنطقة.
وأكد المعارض القطرى البارز حرصه على أن تظل قطر فى دائرة التوافق العربى ولا تقفز على وحدة الصف وجهود لم الشمل لدول الخليج والدول العربية كافة، وأن جهوده ليست من أجل المعارضة، بل من أجل حماية قطر من التشرذمات والتفرقة التى تضر بالشعب القطرى أكثر مما تفيده، موضحاً أنه سيغادر الدوحة مساء اليوم الجمعة.
وفى سياق متصل، أصدرت قطر مذكرة تحمل اسم "الحملة الإعلامية الخبيثة ضد قطر" ووجهته لسفاراتها يشتمل على الأسلوب الذى من المقرر أن تتبناه قطر للدفاع عن موقفها، وذلك بعد كشف علاقات الدوحة بإيران ودعمها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية.
وقالت صحيفة الاتحاد الاماراتية أن دفاع قطر يتركز على عدة نقاط حرص الإعلام القطرى على الترويج لها خلال الأيام الماضية والتى تتلخص فى أن قطر تواجه حملة إعلامية، منظمة وغير مسبوقة وذات دوافع سياسية، تستهدف أمنها القومى وقيادتها السياسية، زاعمة أن الهدف منها هو تقويض جهودها الرامية إلى تعزيز الاستقرار والأمن على الصعيدين الإقليمى والدولى.
وتصر قطر، وفق المذكرة، على أن وكالة الأنباء القطرية تعرضت للقرصنة فى الساعات الأولى من يوم 24 مايو 2017، ونُشر على موقعها بيان كاذب نُسب إلى أمير قطر.
وتضمنت المذكرة نفى لقاء زير الخارجية القطرى خلال زيارته للعراق فى 22 مايو الجارى، قاسم سليمانى، رئيس فيلق القدس، التابع للحرس الثورى الإيرانى، وقالت أن اللقاء تم مع رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، وإنه جاء فى سياق تسوية قضية الرهائن القطريين المفرج عنهم، من دون أن تشير إلى الملايين التى دفعتها قطر للميليشيات الشيعية.
وزعمت المذكرة، أن الحملة ضد انطلقت فور انتهاء قمة الرياض، التى شارك فيها الرئيس ترامب مع قادة الدول العربية والإسلامية، داعية لإبراز وصف الرئيس ترامب لقطر بأنها "شريك استراتيجى مهم فى الحرب على الإرهاب"، دون أن تشير المذكرة إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة التى شددت على أهمية تخلى قطر عن دعمها للإرهاب.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع