سقطات تريزا ماى تعوق وصولها لخط النهاية فى سباق الانتخابات.. فرص رئيسة الوزراء تتضاءل فى الفوز بأغلبية البرلمان.. الجارديان: زعيم "العمال" المشاغب حول السباق الانتخابى لمنافسة شرسة وكسب قلوب الناخبين


كتبت رباب فتحى

يومان يفصلان البريطانيين عن حسم السباق الانتخابى الذى سيحدد مسار المملكة المتحدة فى مفاوضات الاتحاد الأوروبى، تلك المفاوضات التى كانت السبب الرئيسى وراء دعوة تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لانتخابات مبكرة فى أبريل الماضى، فى محاولة منها للحصول على "شرعية" من المواطنين تمكنها من فرض شروطها على التكتل الأوروبى وفى الوقت نفسه تجنبها المعارضة من الداخل. 

 

تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا
تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا

 

ولكن لم يكن الطريق ممهدا كما كانت تتوقع تريزا ماى التى تراجعت شعبيتها فى الآونة الأخيرة للمرة الأولى منذ توليها المنصب، مقابل ارتفاع شعبية المشاغب، جريمى كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، الذى استطاع قلب الطاولة وكسب قلوب البريطانيين، بعد أن كانت شعبية الحزب فى أدنى مستوياتها بسبب زعامته له، لكنه استطاع أن يحول السباق إلى منافسة شرسة لم تكن متوقعة، بحسب الجارديان، التى خلصت فى تقرير لها إنه كوربين هو الفائز الحقيقى فى الانتخابات حتى وإن لم يفز حزبه بأغلبية المقاعد، لاسيما أن التوقعات كانت تتجه إلى أن حزب العمال سيتعرض لهزيمة ساحقة على أيدى "المحافظين" وبفارق وصفه البعض بأنه سيكون تاريخيا. 

 

لكن اتفقت استطلاعات الرأى –رغم تفاوت نتائجها- على أن حزب العمال استطاع تقليص الفجوة التى تفصله عن المحافظين بشكل كبير، حتى أن بعض الاستطلاعات ذهبت إلى أن الفارق أصبح نقطة واحدة، مما يعنى أن السباق بات قريبا للغاية ومن الصعب حسمه، وربما ينتهى ببرلمان معلق.

 

ومع ذلك، لا يزال يتوقع المراقبون أن تكون نتيجة الانتخابات النهائية فى صالح تزيزا ماى وحزبها، ولكن لن تفوز بالأغلبية. ووفقا لآخر استطلاع لمؤسسة "يوجوف" لاستطلاعات الرأى، تتجه رئيسة وزراء بريطانيا تتجه لكسب 304 مقعد فى البرلمان، لتخسر بذلك الأغلبية بفارق 22 مقعدا، إذ يحتاج حزبها "المحافظين" 326 مقعد لتأمين الأغلبية. 

 

جريمى كوربين
جريمى كوربين

 

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مستشهدة بنتائج استطلاع لمؤسسة "يوجوف" أن المحافظين كان لديهم 330 مقعدا عندما دعت تريزا ماى، رئيسة الوزراء فى إبريل الماضى إلى انتخابات مبكرة. 

 

وكانت مؤسسة "يوجوف" نشرت أمس الاثنين استطلاعات أرجحت فيه فوز المحافظين بـ305 مقعدا. 

 

تريزا ماى رئيسة حزب المحافظين
تريزا ماى رئيسة حزب المحافظين

وأضاف الاستطلاع فى نتائجه اليوم الثلاثاء أن حزب العمال بزعامة جريمى كوربين من المحتمل أن يكسب 266 مقعدا. وتوقع "يوجوف" أمس أن يفوز الحزب بـ268 مقعدا. 

 

ومن ناحية أخرى، لجأت رئيسة الوزراء إلى ورقة مكافحة الإرهاب لشن هجوم على غريمها "كوربين" لاسيما بعد دعوته لها أمس بالاستقالة لفشلها فى حماية البريطانيين من الإرهاب خاصة وأنها كانت صاحبة قرار تقليل عدد قوات رجال الشرطة عام 2010 عندما كانت وزيرة للداخلية. 

 

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا فى تصريحات لصحيفة "التليجراف" البريطانية إن كوربين أوضح فى أكثر من مناسبة موقفه المعارض لكل مواد التشريع الخاص بمكافحة الإرهاب، وأضافت: "هو لا يؤيد إطلاق النار للقتل"، كوسيلة من وسائل مكافحة الإرهاب. 

 

جريمى كوربين رئيس حزب العمال
جريمى كوربين رئيس حزب العمال

 

 

وتابعت بالقول: "كنت ولا أزال مستعدة لتقديم سلطات جديدة للشرطة، فأنا أؤيد إطلاق النار للقتل".

 

وأكدت فى تصريحاتها للـ"تليجراف" أن حكومتها تنظر فى اتخاذ اجراءات جديدة لمنع المواقع التى تروج للتطرف إذا فشلت شركات الإنترنت فى القيام بفعل للحد من هذه الظاهرة على الانترنت.

 

وأضافت أن خيارها المفضل لمكافحة الإرهاب الذى يتكاثر على الإنترنت هو تشريعات تنظيمية متفق عليها عالميا، ولكن إذا فشل ذلك فإنها مستعدة لأن تسير لوحدها فى فرض مثل هذه التشريعات التنظيمية.

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع