إهمال التعليم الفنى "جرح غائر" فى قلب الصناعة المصرية.. رجال أعمال: يجب تغيير نظرة المجتمع الـ"دونية" للمدارس الفنية لتنهض الصناعة.. ونظام التعليم الفنى المزدوج الأقدر على خدمة قطاعات الصناعة

إهمال التعليم الفنى "جرح غائر" فى قلب الصناعة المصرية.. رجال أعمال: يجب تغيير نظرة المجتمع الـ"دونية" للمدارس الفنية لتنهض الصناعة.. ونظام التعليم الفنى المزدوج الأقدر على خدمة قطاعات الصناعة
إهمال التعليم الفنى "جرح غائر" فى قلب الصناعة المصرية.. رجال أعمال: يجب تغيير نظرة المجتمع الـ"دونية" للمدارس الفنية لتنهض الصناعة.. ونظام التعليم الفنى المزدوج الأقدر على خدمة قطاعات الصناعة

كتبت – منى ضياء

تواجه الصناعة المصرية بمختلف قطاعاتها مشكلة فى عدم توافر العمالة المدربة، وهو ما يرجع إلى تخريج نظام التعليم فى مصر لخريجين لا علاقة لهم على الإطلاق بسوق العمل، وتراجع دور المدارس الفنية التى لم يعد الإقبال عليها كبيرا.

وقال عدد من رجال الأعمال المعنيين بقطاع التدريب والتأهيل الفنى، أن مدارس التعليم الفنى المزدوج – مبارك كول سابقا – هى الأكثر قدرة على توفير العمالة المدربة والجاهزة للعمل بالمصانع مباشرة، ولكن تواجهها مشكلة كبرى تتعلق بالثقافة السائدة بالمجتمع التى تعتبر التعليم الفنى "فشلا" وبالتالى يعزفون عن تعليم أبنائهم بها، وفى الوقت الذى يمكن أن توفر عمالة تبحث عنها المصانع مثل "الإبرة فى كومة قش"، فى العديد من القطاعات المختلفة.

 

وقال أسامة حفيلة رئيس المركز الوطنى لتنمية الموارد البشرية باتحاد المستثمرين، أن التعليم الفنى المزدوج هو الأفضل لأنه يلبى احتياجات قطاع الصناعة، حيث يتدرب الطلاب داخل المصانع على الآلات التى سيعملون عليها، فى حين أن التعليم الفنى العادى مجرد دراسة نظرية لا تفى باحتياجات الصناعة.

 

وأشار حفيلة إلى أن عدد الطلاب فى التعليم الفنى المزدوج حوالى 37 ألف طالب فقط، وهو عدد منخفض لأن المصانع تحتاج أكثر من ذلك بكثير، فى جميع القطاعات الصناعية، متوقعا زيادة العدد هذا العام فى ظل توجه العديد من المصانع لفتح فصول تابعة لها بنظام التعليم الفنى المزدوج ويحصل الطلاب فيها على مكافأة من السنة الأولى فى التعليم.

 

وأشار إلى أهم القطاعات التى من الممكن أن يخدمها الاهتمام بالتعليم الفنى فى مصر، مثل قطاعات الرخام والنسيج، صناعة السيارات، الملابس الجاهزة، المشغولات الحديدة والزخرفية، القطاع الزراعى والتصنيع الزراعى، والتكييفات، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتعليم فى كل القطاعات الصناعية لأن المشكلة الرئيسية تكمن فى نقص عدد الملتحقين بالدراسة فى المدارس الفنية، وهو ما يرجع للثقافة السائدة فى المجتمع المصرى بأن التعليم الفنى هو مكان الفاشلين، وهى الثقافة التى يجب أن يسعى الجميع وعلى رأسهم وزارة التعليم لتغييرها، بداية بحصول المعلم فى المدارس الفنية على راتب جيد، ولا يقتصر التعليم على الكتب النظرية.

 

وتظهر بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تراجع كل من عدد فصول المدارس الفنية الثانوية وعدد الطلاب خلال 10 سنوات ما بين عامى 2004/2005 و 2014/2015، وهو ما يكشف تراجع إقبال الأهالى على إلحاق أبنائهم بالتعليم الفنى.

 

فطبقا لكتاب الإحصاء السنوى لعام 2016، انخفض عدد الفصول فى مدارس التعليم الفنى الثانوى بنسبة 15% من 54 ألفا و490 فصلا عام 2004/2005 إلى 46 ألفا و103 فصول 2014/2015.

 

وانخفض عدد الطلاب بواقع 21% خلال فترة العشر سنوات من 2 مليون طالب عام 2004/2005 إلى حوالى 1.6 مليون طالب عام 2014/2015.

 

من جانبها قالت الدكتورة غادة الجنزورى، أننا كدولة لديها مناطق قوة ومناطق ضعف، وهو ما يتطلب ضرورة التركيز على بعض الصناعات التى لدينا فرصا تصديرية جيدة فيها وتحتاج عمالة ماهرة مثل دباغة الجلود التى نتميز فيها بصناعة جيدة وتصدير، دون أن يكون لدينا مدارس فنية فى هذا المجال.

وأكدت الجنزورى أن مشكلة التعليم الفنى الأساسية لا تقتصر على قطاعات بعينها ولكنها مشكلة عامة تكمن فى عزوف الأهالى عن إلحاق أبنائهم بالتعليم الفنى لأن نظرة المجتمع للتعليم الفنى "متدنية"، ولابد من تغيير هذه النظرة لأن أساس نهضة الصناعة هو وجود مهنيين مهرة، دون التركيز على قطاع دون آخر.

 

واتفق أحمد مشهور، رجل الأعمال والرئيس السابق لجمعية شباب العمال، مع الآراء السابقة، مؤكدا أن مشكلة التعليم الفنى فى مصر هو "ثقافة المجتمع" التى أصبحت تنظر للعامل المهنى بدونية، وهو ما يظهر فى المقارنة بين شكل العامل فى الأفلام السينمائية قديما وحديثا، فقديما كان يظهر فى المشاهد الفنية بشكل مهندم ويحظى باحترام الجميع، أما الآن فيظهر فى الأفلام سيئ المظهر، وهو ما يعكس ثقافة المجتمع للعامل، ويكشف سبب عدم إقبال الطلاب على التعليم الفنى المزدوج الذى يدعمه رجال الصناعة.

وأكد أن نهضة الصناعة لا تأتى بالاهتمام بقطاع دون آخر، وإنما هناك حاجة لتغيير منظومة التعليم الفنى بالكامل بداية من الثقافة المجتمعية، لافتا إلى أن الدول المتقدمة تحترم العمالة الفنية بصورة كبيرة، ضاربا مثل بإحدى المحاضرات الفنية المتخصصة التى حضرها فى ألمانيا واكتشف فى النهاية ان المحاضر "سباك" من خريجى مدارس التعليم الفنى المزدوج.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع