بالصور.. أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة "11".. حسين عبدالعاطى ناصف: قرأت أمام مبارك 4 مرات.. نجل فلاح القرآن: والدى حزن كثيرًا لعدم اعتمادى فى الإذاعة.. واحترفت التلاوة فى سن الـ17 سنة


حوار على عبد الرحمن

"إقرأ عدل"... كلمات وقعت كالصاعقة على سمع شاب ما لبث أن يكمل عامه العشرين، ويتطلع لأن يحجز مقعدا بين مقاعد كبار دولة التلاوة .. وقع هذه الكلمات كان كالصاعقة لسببين أولها أنها اتت امام جمع غفير وهو ما تسبب له في حرج شديد وثانيها أنها أتت من أقرب الناس اليه وأحرصهم على مستقبله وهو والده، لكنها كانت دافعا قويًا لأن يكمل الابن مسيرة الأب فى تلاوة القرآن الكريم.

فى حلقة جديدة من سلسلة حلقات أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة، التقينا الشيخ حسين 52 سنة، نجل الشيخ عبدالعاطي ناصف، الذى يعمل محاسبا فى إحدى الشركات الخاصة وقارئ سورة لمسجد الرحمة بالقاهرة، غير أنه يحرص على استكمال ما بدأه والده فى تلاوة القرآن الكريم.

 

وإلى نص الحوار..
 

بداية متى وعلى يد من حفظت القرآن الكريم؟
 

ولدت فى شبين القناطر عام 1965، وحفظت القرآن الكريم فى سن 11 عامًا، فى كٌتاب القرية، على يد الشيخ سيد دراهم، وأجزنى فى التلاوة والدى، والشيخ على أبو أحمد، والتحقت بالأزهر، وحصلت على بكاوريوس التجارة عام 1989.

وكيف اكتشفت موهبتك فى التلاوة؟
 

بداية الموهبة وأنا فى كتاب القرية، حيث كان شيخ الكتاب يحب الاستماع إلى تلاوتى ، وكنت أحب تقليد كبار القراء، مثل الشيخ كامل يوسف البهتيمى ومصطفى اسماعيل، كما أن والدى كان يحب أن يستمع إلى وأنا أتلو القرآن، ثم بدأت أقرأ معه وأنا سنى 17 سنة على سبيل التدريب.

واشتركت وأنا فى الإعدادى فى برنامج اسمه "نادى العلم والإيمان" عن طريق الصدفة وكان يعرض اسبوعيًا على التليفزيون المصرى، فقط كنت فى هذه الفترة أتلو فى مساجد القرية وسمعنى أحد العاملين فى التليفزيون وعرض عليا أن أذهب معه للتسجيل فى البرنامج واستأذن والدى وبالفعل ذهبت وبدأت أظهر على التليفزيون مع مجموعة أطفال أعلمهم القرآن.

ما أكثر ما تعلمته من الشيخ عبد العاطى ناصف؟
 

تعلمت من والدى التواضع مع الناس والإخلاص فى التلاوة، حيث كان يعطى كل حرف حقه ومستحقه، وكان يلقب بفلاح القرآن، والجمهور اقتبس هذا اللقب من الفلاح الذى يفلح فى الأرض بفأسه بإتقان، فقط كان والدى متقنًا ومجتهدا فى تلاوته، كما أطلقوا عليه قارئ الأولياء، لأنه كان يحرص على التلاوة فى مساجد آل البيت مثل السيدة نفسية والسيدة زينب والإمام الشافعى، طوال العام.

 

ما هى أول دعوة رسمية تلقاها الشيخ حسين عبد العاطى ناصف؟
 

أول دعوة لى كان سنى 17 سنة، وكانت إحياء سهرات رمضان طوال شهر رمضان لدى إحدى العائلات بقريتى فى القليوبية، وتقاضيت وقتها 150 جنيها عن شهر.

هل دعيت للتلاوة خارج مصر؟
 

سافرت لدول كثيرة مثل "الدانمارك مرتين، وسلوفينيا والبرازيل 3 مرات، وأيرلندا"، كما أننى قرأت فى عديد من المحافل والمناسبات الرسمية فى مصر، حيث تلوت القرآن الكريم 4 مرات أمام الرئيس حسنى مبارك فى حفلات رسمية أولها ليلة القدر، ثم احتفالية المولد النبوى، فى عام 1989 وفى نفس العام تلوت فى احتفال يوم الدعاة، ومرة أخرى فى احتفال للمولد النبوى عام 1991.

ما الموقف الذى لا تنساه أثناء حضورك للحفلات مع الشيخ عبدالعاطى ناصف؟
 

كان والدى يصطحبنى معه فى الحفلات والمناسبات الدينية، لأنه كان يقول إنه وجد في الموهبة، ولا أنسى فى إحدى المرات وكان عمرى لم يتعد 21 عامًا، كنت أقرأ مع والدي في مأتم وكان يجلس بجوارى، وبينما أنا أتلو شذذت عن المقام، فإذا به ينهرني بصوت عال امام الحضور قائلاً:"اقرا عدل"، فأٌحٌرجت كثيرًا،ولكن تمالكت نفسي وقلت له :" ربنا يبارك لنا فيك يا فضيلة الشيخ عبد العاطى يا مٌعلم"، وأكملت التلاوة وبعدها قلت له "لماذا احرجتني هكذا"، فقال:"الناس لا ترحم وسيقولون من علم هذا القارئ وبن من هو".

ما الموقف الذى لا تنساه من الجمهور؟
 

هو فى الحقيقة موقف ليس من جمهور، ولكن كان لى صديق من محافظة بنى سويف، ودعانى لحضور حفل زفاف شقيقته، وأنا هناك أصرت العروس على أن أبدأ الفرح بتلاوة القرآن الكريم، رغم أنه كان فى قاعة مناسبات، وهذا كان من كثرة كلام صديقى عنى بين أسرتى، حيث كنا أصدقاء فى الجيش وكنت أتلو فى أوقات الفراغ.

هل تم اعتمادك فى إذاعة القرآن الكريم؟
 

حتى الآن لم يحالفنى الحظ، رغم تقدمى إليها 3 مرات آخرها فى عام 2015، إلا أنه تم رفضى وتأجيلى، بدافع أن صوتى مثل صوت والدى، وأنا لست أدرى ماذا أنا بفاعل فأنا لا أتعمد تقليد والدى وإنما هى جينات وراثية، لكن سأتقدم مرة أخرى قريبًا، خاصة وأننى عضو فى نقابة القراء منذ عام 1985، كما أننى عينت قارئا للسورة فى مسجد رابعة العدوية منذ عام 1998 وحتى عام 2005 ثم انتقلت لمسجد الرحمة فى القاهرة حتى الآن.

هل تٌحفظ أبناءك القرآن الكريم بنفسك أم تحضر لهم محفظًا؟
 

لدي 3 بنات وولد، وألحقتهم جميعا بالأزهر، وأحرص على تحفيظهم القرآن الكريم بنفسى، فى المنزل، ومنهم من ختم القرآن كاملا.

ماذا تتمنى مستقبلاً؟
 

أتمنى أن ألتحق بالإذاعة لتحقيق حلم والدى، لأنه حزن كثيرًا لرفضى فى الإذاعة فى المرة الأولى منذ 15 عامًا، وهو الذى دفعنى للتقديم بها، وتمنى أن ألتحق.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع